الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ماجد بوشليبي: الأرشفة هي السبيل الأنجع والأمثل لإنجاز خطط ثقافية رصينة

ماجد بوشليبي: الأرشفة هي السبيل الأنجع والأمثل لإنجاز خطط ثقافية رصينة
9 ابريل 2013 23:31
سلمان كاصد (أبوظبي)- نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي محاضرة للباحث ماجد بوشليبي تحت عنوان «الإحصاء والأرشفة والسياسات الثقافية في الإمارات» وشهد المحاضرة عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين والصحافيين. وأكد الشاعر محمد المزروعي خلال تقديمه ماجد بوشليبي للجمهور أن المحاضر يمتلك من التجربة على صعيد النظرية والممارسة ما يجعله أحد أهم الباحثين في مضمار الشأن الثقافي في الإمارات. وأضاف المزروعي «سيتعرض الباحث إلى أهمية الإحصاء والمؤشرات الثقافية في بناء مجتمع واعٍ لدوره المعرفي في تنمية ثقافية شاملة، وسيطرح الوصف الثقافي التاريخي والجغرافي لدولة الإمارات ومبناها الاقتصادي والاجتماعي والتعليم كمصدر أولي للفعل الثقافي، كونه أحد أهم المتغيرات المرتبطة بالسياسات الثقافية. وعرض المزروعي السيرة المعرفية والإبداعية لماجد بوشليبي الحاصل على ماجستير الاقتصاد والمؤهل في إدارة المدن المتوسطة وسبق له أن شغل منصب المدير العام لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بالإضافة إلى العديد من المناصب الإدارية والثقافية ويشغل الآن منصب الأمين العام للمنتدى الإسلامي بالشارقة. وقال المزروعي: «لماجد بوشليبي مساهمات في تحليل التراث الثقافي عبر محاضراته في هذا المضمار وقد صدرت له «ثقافتنا هل تشبهنا؟» عن الثقافة في الإمارات والكتابة على الهواء.. في المسألة الثقافية في دولة الإمارات ومسرحيتان هما «حمدون» و«أبيض وأسود» وأخيراً صدر له «غبار الحواس» وهي مقالات في السياسات الثقافية. واستهل ماجد بوشليبي محاضرته بعد أن استعان بشاشة سينمائية نصبت وسط القاعة بالتأكيد على ضرورة الأرشفة بوصفها السبيل الأنجع والأمثل لإنجاز خطط ثقافية رصينة، مع إشارته إلى أهمية تحديد السياسات والمؤثرات الثقافية وسياسة التكوين الثقافي وآليات صناعة الإبداع. وطرح بوشليبي تساؤلات عن دور الثقافة في الحياة وكيف نحصل على المعرفة؟ وما علاقة النشاط الثقافي بمفاصل الحياة كأن يكون مثلاً علاقة الفن التشكيلي بمرض السكر أو بحوادث المرور. واستشهد بالشاعر العباسي علي بن الجهم الذي فرضت عليه بيئته نظاماً إبداعياً يوازي هذه البيئة حين مدح الخليفة «أنت كالكلب في حفاظك للود/ وكالتيس في قراع الخطوب» غير أن تغير النظام عليه حيث عاش في بغداد وامتزج حضارياً بها وبذلك تغيرت بنية قصيدته، إذ بدأ شعره يرق ودليل ذلك ما يقول في قصيدته الشهيرة «عيون المها بين الرصافة والجسر/ جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري». ويأتي الباحث بأمثلة حديثة من سنغافورة وأخرى محلية حيث استعان بإحدى الصحف المحلية لتوضيح فكرته عن علاقة الثقافة ومفاصل الحياة الأخرى. وأشار إلى علاقة الإحصاء بالفعل الثقافي وتطرق إلى وصف مجتمع دولة الإمارات جغرافياً وتاريخياً وتعدد ثقافة الاستعمار المختلف الذي غزا المنطقة عبر التاريخ وإلى اللعبة الاقتصادية وإلى الموارد المالية ودورها في نشأة وتوجيه الثقافة وإلى مفاصل الدولة الحديثة وإلى التعليم كونه مصدراً مهماً للثقافة. وتطرق إلى مواصفات العمل الثقافي في الإمارات وأهمها استخدام نظام العد وليس التحليل ودور الخطط المعلنة وتساءل عن معنى السياسات الثقافية وما هي توصيفات القطاع الثقافي في الإمارات. وانتقل الباحث إلى تحليل السياسات الثقافية وتحليل أنواع المفاهيم الثقافية ونوع المورد الثقافي البشري والأصول الثقافية ومنها المعمار والقيمة الثقافية للأشياء. كما تطرق بوشليبي إلى الإحصاء الثقافي وحدد أنواعه وأشار إلى أنواع التراث «المادي» و«غير المادي» و«التنوع الثقافي» وأكد أن الإحصاء يقود إلى السياسات الثقافية التي تفضي إلى سن القوانين الثقافية. وأشاد ماجد بوشليبي بما تحقق من منجزات ثقافية في جزيرة السعديات بإنشاء اللوفر وجوجنهايم ورؤية معرض الشارقة الدولي للكتاب واعتبر مهرجانات الطفل الثقافية في الشارقة ما هو إلا انعكاس لسياسات ثقافية تمضي في هذا القطاع المهم من بنية المجتمع الإماراتي إلى التحديث والاهتمام. واختتم محاضرته بالتأكيد على ضرورة تشكيل رؤية ثقافية رصينة قائمة على إحصاء حقيقي وأن الفعاليات الثقافية بحاجة إلى توجيه لتعطي نتائجها المحددة والعمل بمعيار محدد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©