السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعدون العواجي: قيامة القدوة من غفوتها

سعدون العواجي: قيامة القدوة من غفوتها
22 أغسطس 2008 01:42
أوغلت ''الريف للإنتاج الفني'' في أعماق التاريخ لنحو مائتين وخمسين عاما، واسترجعت شخصية قبلية في قالب درامي تحرى صدقية الأحداث بـ''احتراف'' تعتقد أنه سيؤهل إنتاجها الجديد للمنافسة في شهر رمضان المتوقع فلكيا في الأول من سبتمبر المقبل· ويستهدف العمل استعادة ألق القدوة لنماذج عربية حقيقية عبر إيقاظ الشيخ سعدون العواجي من غفوته الأبدية، في قيامة أشبه بقراءة ''متمعنة'' لحقبة تاريخية ''غامضة'' استعرضت سيرة شخص اشتهر بأخلاقه ''الحميدة''، وخصاله ''الرفيعة'' التي مكنته من أن يكون محور مسلسل يطل من خلاله المشاهد على تشابكات الحياة البدوية· ويأمل مدير عام شركة الريف هاشم القيسية أن يلقى مسلسل ''سعدون العواجي'' رواجاً يمكنه من حجز مكان على خريطة المشاهدة الدرامية الرمضانية· ويقول إن ''الريف'' اختبرت استنطاق الماضي، وإحياء شخوص تاريخية طمرها مد المسلسلات المدبلجة التي قدمت قدوة بعيدة عن السياق الاجتماعي والأخلاقي للمنطقة· ويقدم المسلسل الحياة البدوية بكل ملحقاتها من غزوات، وعادات، وأنماط من خلال استعراض ''السيرة السعدونية'' للشيخ الذي ولد في العام 1750 ميلادية· ولا يخشى القيسية على ''سعدون العواجي'' من المنافسة الدرامية الشرسة في رمضان، لأن العمل يدور حول شخصية غنية بالتفاصيل، وذات سيرة ثرية بالعُقد القصصية الجاذبة· ويذكر أن الشيخ سعدون العواجي، الذي عاش في مرحلة تاريخية مبهمة لدى الكثيرين من أبناء الجيل الجديد، كان يتمتع بصفات الفارس من حيث الكرم، والشجاعة، والحكمة، والإنصاف· فالشيخ سعدون ذائع الصيت في الجزيرة العربية وحكاياته تتردد في المجالس والديوانيات، يقول قيسية، الذي يؤكد أن الشيخ لا يزال حيا في أذهان كثيرين سيرغبون بمشاهدة مراحل حياته ''متلفزة''· ويجسد السوري رشيد عساف شخصية الشيخ سعدون في العمل الذي جمع نخبة من الممثلين السوريين والأردنيين والسعوديين والقطريين· وكان إتقان اللهجة البدوية ''التحدي الأصعب'' الذي واجه ممثلي المسلسل، فيما شكل انتقاء مواقع التصوير ذات الطبيعة الأقرب للمناطق التي عاش فيها ''الشيخ النجدي'' التحدي ''الأكثر كلفة'' ، إذ أن التنقل بفريق العمل في مناطق مختلفة لتصوير المشاهد فرض كلفا مادية ''مضاعفة'' تحفظ القيسية في الإفصاح عنها· وأوضح قيسية أن للعمل عرّابين الأول هو الحفيد الرابع للشيخ سعدون ''الشيخ صالح فريج بن عقاب بن سعدون العواجي''، الذي دقّق تسلسل الوقائع التاريخية، وتأكد من صحتها، وجرح شخصياتها، فضلا عن قيامه بمراقبة اللهجة المحكية في المسلسل، والوقوف على سلامة نطقها لاسيما أن في العمل مصطلحات اندثرت، وندر استخدامها· أما العرّاب الثاني فهو ابن الشيخ صالح ''سعود العواجي'' الذي تولى مراجعة القصائد الشعرية النبطية التي سترد في المسلسل بوصفه شاعرا من شعراء النبطية في العصر الحديث· واختار فريق العمل مدينة تدمر السورية لتصوير أحداث المسلسل، الذي يقع في ثلاثين حلقة، نظرا لتشابه تضاريس المدينة مع تضاريس المناطق التي عاش فيها الشيخ سعدون الذي سكنت قبيلته ''عنزة'' في مناطق امتدت من شمال نجد إلى حفر الباطن وصولا إلى منطقة الجزيرة في العراق وسوريا· واستغرق الإعداد لمسلسل السيرة الذاتية للشيخ سعدون، الذي عاش في ظل حكم الدولة العثمانية، عدة أشهر في جمع المعلومات التاريخية وتنقيتها· ويوضح القيسية أن الإنتاج أرسل فريق ''تقصي حقائق'' إلى المملكة العربية السعودية حيث عاش سعدون، للقاء أحفاده، واستسقاء المعلومات عن جدّهم· وتوخياً لـ ''أقصى درجات الدقة''، استعان الإنتاج، وفق القيسية، بكاتبين مختصين بسير شعراء الجزيرة وفرسانها، وهما الكاتب علي المسعودي الذي شكل فرقة من الباحثين لإنجاز الشق التاريخي من القصة، فيما أوكلت مهمة البحث الميداني للكاتب فهاد الشمري الذي رصد شهادات حية أدلى بها عدد من أحفاد الشيخ سعدون· ويشار إلى أن كتاب ''أبطال من الصحراء'' للأمير محمد السديري أرّخ لقصة الشيخ سعدون العواجي بشكل واف، حتى أن نقادا اعتبروا الكتاب ''مرجعية موثوقة'' لحياته· ويبتعد العمل، بحسب القيسية، عن ''المناطق الشائكة''، إلا أن ذلك لم يؤد إلى التدخل في السياق التاريخي للوقائع حيث اقتصرت المعالجات الدرامية للسيرة السعدونية على التخفيف من وطأة خلافات نشبت بين قبائل في الجزيرة العربية لجهة عرضها بطريقة لا تؤثر على سير الأحداث الحقيقية للقصة وتتجنب إيقاظ نعرات قبلية· وفي انتظار العرض الذي ستستأثر به فضائية واحدة حصريا ( لم يعلن عنها بعد)، يبدو القيسية واثقا من كسب الرهان على شخصية تضمن صفاتها وإسقاطات فترتها الزمنية إنتاج عمل يُذكّر بماض عاشه أجداد تركوا إرثا يستحق أن يُسبر· استنهضت أبيات شعرية نظمها الشيخ سعدون العواجي وهو يئن تحت وطأة الجور، هِمّة ولديه الذين رحلا صغارا مع والدتهما بعد طلاقها، فأعدا العدة للانتقام من أحد أبناء عمومة والدهما ''شامخ'' الذي نال من كرامته، ونزع عنه زعامة القبيلة· وكتب سعدون، الذي تعد أشعاره من عيون الشعر النبطي، يستنصر ولديه عقاب وحجاب، قائلا: '' يا راكبٍ من عندنا فوق مهـــــذاب مامون قطاع الفيافي الى نويــــت عند الفضيلة عد يومين بحســـــاب أول قراهم قول ياضيف حييـــــــت حرٍ صغير وتوما شق له نــــــــاب وعقب القرا ودع رجال لهم صيــــت وليا ركبته ضربه خل الاجنــــــاب وانحر لنجم الجدي وإن كان مديــت واسلم وسلم لي على عقاب وحجـــاب سلم على مضنون عيني إلى الفيـــت بالحال خص عقاب فكاك الانشـــــاب ينجيك كان انك عن الحق عديـــــت قل له ترى شامخ شمخ عقب ماشـــاب وياعقاب والله ذللوني وذليــــت وياعقاب حدوني على غير ما طـــاب وقالوا تودر من ورى الما وتعديـت من عقب ماني سترهم عند الاجنـــاب وليابلتهم قالة ما تتقيـــــت مادام شامخ مالك جرد الأرقـــــاب لوزين الفنجال لى ماتقهويــــــت ياعقاب حط بثومة القلب مخـــــلاب ،من العام في نوم العرب ماتهنيــت الجفن عن نوم الملا فيه نتـــــاب وعد الطعام مدوس به حلاتيـــــــت عقب المعزة صرت ياعقاب مرعــــاب والناس حيين وأنا عقبكم ميـــــت من الضيم ياعقاب السرب عارضي شاب واذويت من كثر العنا واستخفيـــت فاتن ثلاث سنين والنوم ماطـــــاب وشكواي من صدري عبار وتناهيــــت البيت مايبنى بلا عمد واطنـــــاب متي يجينا عقاب يبني لنا البيــت مالي جدا إلا عضة البهم بالنـــاب وراعيت كثر الحيف بالعين واغضيـت ارجي بشير الخير مع كل هبـــــاب ومتي يجونا اخوان نمشة على الصيت '' ولم يطق الشقيقان عقاب وحجاب، اللذان أحسن أخوالهما تربيتهما، الهوان الذي لحق بوالدهما، وهبا لمد يد العون له، وتمكنّا من قهر شامخ، وإعادة سعدون إلى ''المشيخة''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©