أقر مجلس الوزراء اللبناني مساء أمس إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا، وكلف لتحديد آلية الخطوات التنفيذية وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي أوضح ان عملية ترتيب تبادل السفراء قد تحتاج إلى شهر أو شهرين، مشيراً إلى انه لا توجد أي عقبات أو عوائق تحول دون إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين لاول مرة منذ الاستقلال عام ·1943
وانعقدت الجلسة الحكومية في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة· وشدد سليمان في بداية الجلسة على ضرورة التضامن الحكومي ودعا الى التعالي عن المصالح الذاتية وإنهاء الخلافات السياسية للنهوض بالبلاد·
وأطلع السنيورة من جانبه سليمان ومجلس الوزراء على نتائج زيارتيه إلى كل من القاهرة وبغداد، وما تم توقيعه من اتفاقات في مجالي الكهرباء والنفط· في وقت تساءل وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين عن أهداف الضجيج الذي أثير حول المحادثات الرسمية التي جرت بين السنيورة والمسؤولين في العراق ومصر· وقال ''هل يريد البعض ان يمنع الزيارات الى الدول العربية وان يعرقل جهود رئيس الحكومة والوزراء من القيام بدورهم وواجباتهم للتواصل مع الدول العربية والسعي الى تحقيق مصالح لبنان''·
وانتقد زعيم الاكثرية النيابية النائب سعد الحريري الحملة التي تستهدف رئاسة الحكومة، وحذر من اختراع ما وصفه بـ''كباش سني- مسيحي'' على خلفية مطالبة المعارضة بصلاحيات لنائب رئيس الحكومة غير موجودة أصلاً في نظام مجلس الوزراء·
ولم تحسم الجلسة الوزارية قضية التعيينات الأمنية، ورجحت ان تتم خلال الجلسة المقبلة أو التي تليها· وقالت مصادر لـ''الاتحاد'' انه لم يتم التوافق على اسم قائد الجيش، رغم الجهود التي بذلها وزير الدفاع إلياس المر مع المعنيين، حيث اصطدم بـ ''فيتوات'' متبادلة على أسماء الذين رشحهم لهذا المنصب·
الى ذلك، وزعت الامانة العامة لمجلس النواب على أعضاء البرلمان أمس جدول أعمال الجلسة البرلمانية التشريعية التي ستعقد الثلاثاء المقبل ويتضمن 31 مشروعاً واقتراح قانون أبرزها الاجازة للحكومة إبرام عدد من الاتفاقيات، واعتماد القضاء دائرة انتخابية، ورفع الحد الادنى للرواتب والاجور وتمديد مفعول قانون الايجارات واعفاء مادة المازوت من الضريبة على القيمة المضافة·
من جهة ثانية، وفي أول رد رسمي لبناني على التهديدات الاسرائيلية الاخيرة لضرب لبنان، أعلن وزير الخارجية ان تهديدات اسرائيل تتخطى استهداف ''حزب الله'' وهدفه الاساءة لصورة لبنان داخلياً وخارجياً· واعتبر ان الذرائع الاسرائيلية مجرد تخيلات وتهويل من الاستخبارات الاسرائيلية، وتساءل ''من قال ان الحكومة شرّعت لحزب الله القيام بأي عمل''·
وأوعز صلوخ الى بعثات لبنان الدبلوماسية في الخارج إثارة هذه التهديدات واستقصاء الاهداف الاسرائيلية من إطلاقها في هذه المرحلة، ومدى الجدية في تنفيذها، والرسائل التي تريد ايصالها، لاسيما مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الدولي والسعي عبر هذه الدول لمنع اسرائيل من القيام بأي مغامرة عسكرية جديدة ضد لبنان·
وقال قائد قوات الطوارئ الدولية في لبنان (يونيفل) الجنرال الإيطالي كلاوديو جراتسيانو إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك رفض مقابلته من أجل التباحث في الوضع على الحدود مع لبنان وتطبيق القرار ·1701 ونقلت صحيفة ''هآرتس'' عن مصادر سياسية إسرائيلية أنها تستغرب تصرف باراك، خاصة أنه وجه انتقادات كثيرة لقرار مجلس الأمن بنشر قوات الطوارئ بينما يرفض مناقشة المسألة مع قائد قوات ''يونيفل''·
وشدد جراتسيانو على عدم وجود أي دليل على الاتهامات الاسرائيلية الاخيرة حول تعاظم قوة حزب الله في المنطقة التي تعمل فيها قوات الطوارئ الدولية· وقال ''إن إسرائيل لم تسلم يونيفل أي معلومات استخباراتية تشير إلى ذلك''· وأضاف ''إن حزب الله لم يخرق القرار 1701 في حين ان الطيران الحربي الاسرائيلي لا يزال يحلق فوق سماء لبنان لجمع المعلومات الاستخباراتية''·
على صعيد آخر، واصل أهالي الموقوفين المتهمين بالانتماء الى تنظيم ''فتح الاسلام'' تحركهم بهدف الافراج عن أبنائهم وأزواجهم المضربين عن الطعام منذ أيام· ونفذ المئات من هؤلاء اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت ورفعوا يافطات وشعارات تطالب بوضع حد لاعتقال ابنائهم· وكان الجيش اللبناني خاض مواجهات عنيفة مع ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى·
عدد اليوم
