أكدت الشرطة الباكستانية أن مفجرين انتحاريين فجرا نفسيهما خارج المجمع الصناعي الدفاعي الرئيسي في باكستان أمس في حين كان العمال يغادرون في نهاية نوبة عملهم ما أدى إلى مقتل 64 شخصاً وإصابة81 · في حين أعلنت حركة ''طالبان الباكستانية'' مسؤوليتها عن الهجوم· وأفاد ضابط الشرطة سردار شهباز بأن احد المهاجمين فجر نفسه خارج البوابة الرئيسية للمجمع، في حين فجر الآخر شحنته الناسفة في الوقت نفسه تقريباً عند بوابة أخرى· وأوضح ناصر دراني قائد شرطة مدينة تاكسيلا المجاورة لمنطقة واه بقوله ''الهجوم ضخم·· يبدو أن رجلين فجرا نفسيهما أمام بوابتي المصنع خلال فترة تغيير مناوبات العمال''، موضحاً أن ''الانتحاريين وصلا مشياً على الأقدام وفجرا نفسيهما في فترة تفصل بينها أقل من دقيقة''· وأضاف أنه تأكد مقتل 64 شخصا وإصابة نحو 81 آخرين· وشاهد مراسل فرانس برس جثة رجل ملتح يعتقد أنه احد الانتحاريين ملقاة على الطريق أمام إحدى البوابتين، كما شاهد ساقاً مقطوعة وأحذية مبعثرة وعدداً من الدراجات الهوائية المحطمة قرب المكان· ودان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الهجوم بشدة وأصدر ''توجيهاته إلى السلطات ببذل الجهود للكشف عن الأيدي الخفية وراء الحادث''، حسبما نقلت وكالة ''اسوشيتد برس'' الباكستانية للأنباء·
وذكر شاهد أن الجنود طوقوا المكان وأبقوا الصحفيين بعيداً مع وصول عربات الإسعاف إلى الموقع· وقال مسؤول يدعى شاه وهو مدير محطة وقود قرب المجمع الصناعي في مدينة واه القريب من إسلام آباد، والذي يعد واحداً من أكثر المنشآت حساسية في البلاد ''كانت الجثث ملقاة في كل مكان وهناك أناس مصابون ملطخون بالدماء يصرخون طلباً للمساعدة''· وأضاف ''كثير من المصابين كانوا بدون أرجل او أيدٍ· أمكنني رؤية الأشلاء معلقة على الأشجار''· وأعلن متحدث باسم ''طالبان الباكستانية'' ان الهجوم جاء رداً على عمليات عسكرية ضد المسلحين في منطقة باجور الشمالية الغربية على الحدود مع أفغانستان· وقال المدعو مولوي عمر المتحدث باسم ''طالبان'' الباكستانية ''إذا لم تتوقف سنواصل مثل هذه الهجمات في مدن أخرى بينها لاهور وإسلام آباد وروالبندي· وأضاف ''مصنع واه مصنع لأدوات القتل حيث تنتج به الأسلحة لقتل نسائنا وأطفالنا''· وقال مسؤول بمستشفى إن حوالي 64 شخصا قتلوا وأن حوالي 81 أصيبوا في التفجير المزدوج قرب المجمع الذي يخضع لحراسة مشددة وهو مركز الصناعة الدفاعية الباكستانية حيث يعمل حوالي 25 ألف شخص في إنتاج المتفجرات والذخيرة والأسلحة في حوالي 15 مصنعاً· وقال زهير شاهد احد عمال الإنقاذ إن الجرحى احتاجوا إلى اسطول من نحو 25 عربة إسعاف لنقلهم إلى المستشفى·
وكان مئات العمال يتجولون خارج المجمع بعد انتهاء ورديتهم عندما فجر المهاجمان نفسيهما· وجاء التفجيران بعد يومين من تفجير انتحاري نفسه في مستشفى في مدينة ديرا اسماعيل خان الماضي، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً· وكانت طالبان الباكستانية أعلنت هذا الأسبوع أنها وراء تفجير استهدف حافلة للقوات الجوية في مدينة بيشاور أسفر عن 13 قتيلاً· وتعاني باكستان منذ يوليو من العام الماضي من موجة أعمال عنف يشنها المتشددون لا سيما في شمال غرب البلاد حيث قتل مئات بينهم عدد كبير من أفراد قوات الأمن· وهدأت موجة العنف عندما بدأت الحكومة الائتلافية التي جاءت للسلطة في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في فبراير الماضي محادثات مع المتشددين لكنها تزايدت من جديد بعد أن أوقف بيت الله محسود زعيم المتشددين، المحادثات في يونيو الماضي·
عدد اليوم
