اعتقلت الشرطة الموريتانية أمس رئيس الوزراء المخلوع يحيى ولد أحمد الواقف أثناء توجهه لحضور تجمع سياسي مناوئ للانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله في 6 أغسطس الماضي·
وقال عضو التنسيق في جبهة الدفاع عن الديموقراطية الحسن ولد كحيل ''ان ولد احمد الواقف كان متوجها الى نواديبو مع بعثة من الجبهة من اجل حضور التجمع السياسي لكن الدرك اعتقله عند مدخل المدينة وسلمه الى الشرطة التي اقتادته الى العاصمة·
وسبق لـ''مجلس الدولة'' الموريتاني برئاسة الجنرال أحمد ولد عبد العزيز الذي قاد الانقلاب ان أمر باعتقال الواقف خلال الايام الاولى من الانقلاب لكن أطلق سراحه لاحقا بعد خمسة أيام· بينما لا يزال الرئيس المخلوع قيد الإقامة الجبرية·
وقالت توتو بنت طالب إحدى معاوني رئيس الوزراء المخلوع ان الشرطة اعتقلته بعد ان قاد واحدة من أكبر التظاهرات منذ سنوات للاحتجاج على الانقلاب العسكري· وتعهد ولد أحمد الواقف بشن حملة من أجل عودة الرئيس المخلوع الى الحكم·
وقاد الواقف مساء أمس الاول الآلاف من الموريتانيين في مسيرة سلمية ضد الانقلاب· وقالت معاونته ان الشرطة اعتقلته أثناء توجهه الى نواديبو ليقود مسيرة أخرى· بينما اكتفت الشرطة بالقول ''إن لديها أوامر باقتياده''·
وقدر مراسلو ''رويترز'' عدد الذين شاركوا في مسيرة الاربعاء بحوالي 15 ألفا رغم عدم توافر معلومات عن الرقم على وجه الدقة· وقال يحيى ولد اسماعيل مدير المركز الافريقي للدراسات الاستراتيجية ''هذه هي أول تظاهرة من نوعها منذ سنوات''·
وانطلق المتظاهرون في ظل مواكبة أمنية مشددة بعد أن حصلوا على ''الإذن'' من السلطات العسكرية من الجادة الرئيسية في نواكشوط من امام المستشفى المركزي باتجاه ساحة عامة بالقرب من الجمعية الوطنية· ودعا محمد ولد مولود رئيس اتحاد قوى التقدم في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين الانقلابيين الى إعادة السلطة للنظام المنتخب ديمقراطيا واعادة الرئيس المنتخب فورا الى سلطاته· واضاف ''ان العسكريين فرضوا على الشعب الموريتاني نظاما غير دستوري وصادروا الحريات والديموقراطية''·
وكان ولد الواقف قال الليلة قبل الماضية لقناة أبو ظبي الفضائية إن الجيش كان يخطط للاطاحة بالرئيس الموريتاني في التاسع من أغسطس لكن الرئيس استبق الانقلاب باقالة قادة الجيش فقرروا بالتالي تنفيذ الانقلاب قبل موعده بثلاثة أيام·
من جهة ثانية، افتتح البرلمان الموريتاني دورة استثنائية في نواكشوط بـ''إشادة مؤثرة'' بالجيش بعد أسبوعين من الانقلاب· وحضر الجلسة ثلثا النواب بينما قاطعها رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير و31 نائبا آخر معتبرين انها ''غير شرعية''·
وتضمن جدول أعمال الدورة التي يفترض ان تستمر شهرا واحدا بندين بالغي الاهمية هما انتخاب اعضاء محكمة العدل العليا التي قد تحاكم الرئيس المخلوع وتشكيل لجنة تحقيق حول ادارة المؤسسة الخيرية التي كانت تترأسها زوجته· وقال النائب الأول لرئيس البرلمان العربي ولد جدين وهو رئيس أركان سابق للجيش الموريتاني خلال الجلسة ان النواب الحاضرين يريدون توجيه تحية مؤثرة للعمل الذي قامت به القوات المسلحة وقوات الامن· ودعا الاسرة الدولية الى تفهم الوضع الذي تمر به موريتانيا وضرورة الإبقاء على وحدتها واستقرارها· واتهم مجددا الرئيس المخلوع بـ''شل المؤسسات الديموقراطية'' وبأنه ساهم في ''الازمة الاقتصادية'' و''اختلاس أموال عامة''·
عدد اليوم
