السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة الاقتصادية تطرد المراهقين الأميركيين إلى الشوارع

الأزمة الاقتصادية تطرد المراهقين الأميركيين إلى الشوارع
1 نوفمبر 2009 22:28
قفز عدد الأطفال والمراهقين الهاربين والمطرودين من منازلهم في الولايات المتحدة خلال العام الماضي بسبب الحجز على منازل آبائهم أو فصلهم من أعمالهم بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأغذية والوقود. وذكرت تقارير فيدرالية أعدها خبراء الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة أن مالا يقل عن 1,6 مليون صبي يهربون من منازلهم أو يطردون منها كل عام، غير أن معظمهم يعود إلى منزله خلال أسبوع واحد. الطريق إلى التسول ويعتمد إحصاء الشاردين على عدد التعاملات مع المشردين التي تجريها برامج الرعاية الاجتماعية الممولة من الحكومة الفيدرالية حيث زاد عدد هذه التعاملات إلى 761000 حالة عام 2008 من 550000 حالة عام 2002 حين بدأ تطبيق أساليب الإحصاء الجارية، وكان هذا العدد قد تراجع عام 2007 ولكنه عاد وزاد زيادة كبيرة العام الماضي. ونظراً لصغر سن أولئك الشاردين وعدم مزاولة معظمهم لأي أعمال أو وظائف فهم بالطبع غير قادرين على استئجار غرف فندقية ويعيشون على بيع المخدرات أو التسول أو التورط في أنشطة الدعارة حسب الجهاز الفيدرالي لمراقبة الهاربين في الولايات المتحدة المتمثل في مكاتب خط اتصال ساخن ممولة فيدرالياً انشئت عام 1974. ويذكر أنه كان من الصعب الحصول على وظائف مشروعة في صيف 2009، حيث قالت وزارة العمل الأميركية إن أقل من 30 في المئة من المراهقين تمكن من الحصول على وظائف. وفي أكثر من 50 مقابلة أجريت خلال 11 شهراً مع مراهقين ومراهقات شاردين في الشوارع، روى هؤلاء عن حالات صارخة منها المبيت في مبان مهجورة أو في خيام على ضفاف الأنهار أو في الحدائق عقب هروبهم من المنزل أو طردهم من قبل أهاليهم وسط أزمات مالية. مطاردات ويقضي الشاردون كثيراً من وقتهم في التهرب من السلطات بسبب أنهم يفترضون أن المسؤولين يسعون إلى إعادتهم إلى ذويهم، غير أن الشرطة في الغالب لا تبحث عنهم كمفقودين بل استجابة لشكاوى واردة من سكان رأوهم يتسكعون في الشوارع ويمثلون خطراً على الأحياء السكنية والمارة. في الواقع تشير بيانات صادرة من الحكومة الفيدرالية الأميركية إنه في العادة لا أحد يبحث عن أولئك الشاردين إما بسبب أن أهاليهم لم يبلغوا عن فقدانهم أو بسبب إهمال الشرطة في التعامل مع البلاغات. البحث عن مسكن في مدينة أدريان بولاية ميشجان قريباً من ديترويت وجد صبي عمره 16 عاماً يقطن سراً وحده في شقة أمه رغم قطع الماء والكهرباء عنها، عقب القبض عليها وسجنها في قضية تزوير شيكات. وفي هانتجتون ويست فرجينيا قال ستيفن وايت البالغ من العمر 15 عاماً إنه بعدما قام بمراقبة متاجر “وول مارت” التي تفتح 24 ساعة ليعرف الوقت الذي ينهي فيه عمال النظافة أعمالهم بدأ يبيت في حمام أحد المخازن، ويقول ستيفن إنه هرب من المنزل بسبب قيام أبيه بضربه خصوصاً بعد أن فقد وظيفته هذا العام، ويضيف أنه من الصعب جداً على طفل في عمره أن يختبئ. ويقول القائمون على الرعاية الاجتماعية ومسؤولو المدن في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة إنهم يتلقون وابلاً من طلبات المساعدة من صبية وصبايا صغار السن في حالات يرثى لها. ففي مقاطعة بيركس في ولاية بنسيلفانيا دفع نقص أسرة الشاردين مسؤولي المقاطعة إلى صرف مكافآت للأسر الراغبة في الاستغناء عن أسرتهم أو مراتبهم القديمة لمصلحة الأطفال والصبية الشاردين. وفي مراكز الرعاية الاجتماعية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة يروي الاخصائيون الاجتماعيون عن مشاهد طوابير الشاردين الهاربين الصغار حين يعلمون بوصول شحنات الأغذية لتزويد المخازن. وفي شيكاجو سيتم قريباً تدريب موظفي المواصلات العامة على مساعدة الهاربين والشاردين خصوصاً صغار السن الين يشاهدونهم بأعداد متزايدة يحاولون تجنب الجو البارد أو الحار من خلال ركوبهم الحافلات والقاطرات بشكل متواصل. وتقول ماري فيريل مديرة مشروع “ماسلو” لمراكز مساعدة الأطفال والأسر التي لا مأوى لها في ميد فورد إن “كثيراً ما نشاهد أطفالاً يتخلى عنهم أهلهم يقولون إنهم لم يعد في وسعهم تحمل الإنفاق عليهم”. ومع قلة فرص العمل المتاحة لا يستطيع المراهقون والمراهقات مساعدة أسرهم مالياً، ولا يجدون من يرحب بهم أو يستوعبهم من الأقارب أو أصدقاء الأسرة نظراًَ لأن الجميع يعاني. تقليص الإنفاق الاجتماعي ويقول مسؤولون فيدراليون إنه من المتوقع أن يزيد عدد المشردين بلا سكن أو مأوى بنسبة 10 إلى 20 في المئة هذا العام إلا أن هناك دراسة ميدانية فيدرالية شملت المدارس عموماً اشارت إلى زيادة بنسبة 40 في المئة لعدد المراهقين والمراهقات الذين كانوا يسكنون وحدهم العام الماضي وهو ضعف عدد عام 2003، مع ذلك كثير من الولايات المتعثرة مالياً بدأت في تقليص الخدمات الاجتماعية العام الماضي. ورغم إطلاق الرئيس الأميركي باراك أوباما حزمة تحفيز اقتصادية بلغت 787 مليار دولار التي تشمل 1.5 مليار دولار مخصصة لمعالجة مشكلة المشردين بلا مسكن، إلا أن مسؤولي الولايات ورواد الشباب يقولون إن كل هذا المخصص تقريباً سيوجه للأسر التي لا مسكن لها وليس للشباب الشارد. عن «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©