السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفيفي: قصيدة النثر العربية لم تأت بجديد سوى المصطلح

الفيفي: قصيدة النثر العربية لم تأت بجديد سوى المصطلح
14 ابريل 2011 00:06
استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول الناقد السعودي الدكتور عبد الله الفيفي في محاضرة بعنوان “مأزق الشعرية العربية بين قصيدة النثر والقصة القصيرة جدا” قدّمه خلالها الأديب الدكتور شهاب غانم. وفي بداية حديثه أوضح الدكتور عبد الله الفيفي أن بحثه هو كتاب يصدر قريباً بالعنوان نفسه الذي حملته الندوة ولأنه تناول في محاضره عقدت له في بيت الشعر بأبوظبي الاثنين الماضي العلاقة بين قصيدة النثر والقصة القصيرة جدا فإنه سيقتصر بحديثه على ما أطلق عليه قصيدة “النثريلة” وخصائصها فقط. فأكد في مستهل حديثه ما ورد في أطروحة الفرنسية سوزان بيرنار التي تنطوي على فكرة التعايش بين الموزون والمنثور عِوَضاً عن أن قصيدة النثر تجبُّ ما قبلها كما هو سائد عربياً، فقال نقلاً عنها “قصيدة النثر هي ثورة احتجاج ونضال فكرية للإنسان ضد مصيره”. مؤكدا أن “قصيدة النثر العربية لم تأت بجديد سوى المصطلح أما شعرياً ونثرياً فتوجد منها مظاهر ونماذج في التراث العربي”. ثم تناول، على عجل ما تداوله النقد العربي القديم حول النثر فسموا ما ارتقى منها فنياً بالأقاويل الشعرية فيما أطلق عليها المتصوفة إشراقات، حيث رأى أن هذه الإشراقات فيها جماليات أكثر من قصيدة النثر العربية المعاصرة، التي سميت في بداياتها بقصيدة الأدب ثم قصيدة التجاوز والتخطي إلى أن جاءت نازك الملائكة فسمتها قصيدة النثر من باب الحطّ من قدرها لكن ما حدث هو العكس تماما، مشيراً إلى أن المأزق هنا ليس أدبياً أو شعرياً بل نقدياً، بحسب ما قال. وانطلاقاً من أمر المسميات هذا، أوضح الدكتور عبد الله الفيفي جانباً آخر من المأزق يتمثل في رغبة الكثير من الشعراء بأن يكونوا شعراء تحت أي يافطة لها بريق في حين أن دور النقد هو ألا يخوض مخاض الأهواء، فقصيدة التفعيلة هي مرحلة مهمة من مراحل الشعر العربي لكنها ليست قصيدة تفعيلة بل قصيدة تفعيلات، أما قصيدة النثر “فهي لون جديد بين بين، نحَتْنا لها اسماً على الطريقة العربية: النثريلة، وهي قصيدة تجمع بين النثر والتفعيلة وتمثّل ظاهرة في الشعر العربي” من منطلق أن الشعر العربي هو “شعر شفاهي جماهيري يجذب السامع ويجعله ينصت إليه”. وأعاد الدكتور عبد الله الفيفي وجود ظاهرة “النثريلة” إلى الضعف في تأسيس كتّاب قصيدة النثر على مستويي اللغة العربية والمعرفة بالتراث مؤكداً أن التجديد في السياق الشعري يأتي عندما يقوم الشاعر باستيعاب التراث وهضمه ثم اكتشافه فيه ما يبعث على اقتراحات جديدة في النوع الشعري. وبعد أن أوضح أن الشعر ليس أعظم من النثر وأن لكل جنس أدبي عبقريته الخاصة به، استعرض الفيفي عدداً من النماذج التي تؤكد أطروحته في تسمية بعض شعر قصيدة النثر العربية بـ “نثريلة” كاشفا النقاب عما انطوت عليه من تنوع في استخدام أشطر من هذه التفعيلة أو تلك مؤكداً أنها نوع من الإيقاع الشعري العربي دون أن يدرك أصحابها ذلك معيداً هذا الأمر إلى أن اللغة العربية بطبعها هي لغة موسيقية بالإضافة إلى دور الذاكرة الثقافية للشاعر، ليخلص إلى أن المرور بمرحلة قصيدة “النثريلة” كان ينتهي ببعض الشعراء إلى قصيدة التفعيلة، فهي المرحلة التي تكون فيها الروح الشاعرة تتلمس أدواتها قبل أن تتمكن من إتقانها. وفي ختام الأمسية قامت الشاعرة جميلة الرويحي مسؤول الشؤون الثقافية باتحاد الكتاب بتكرم الناقد الفيفي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©