الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إيرينا كرول: مهمة التشكيلي «تأبيد» اللحظة الراهنة

إيرينا كرول: مهمة التشكيلي «تأبيد» اللحظة الراهنة
14 ابريل 2011 00:06
استضافت جماعة الأدب في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول، في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، الفنانة التشكيلية الألمانية إيرينا كرول في لقاء مفتوح تحدثت فيه عن تجربتها الإبداعية وسيرتها المعرفية والحياتية، وحضر الأمسية عدد من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي. وفي تقديمه لكرول قال الناقد العراقي معن الطائي “إن تجربة كرول متميزة عبر ما قدمت من أعمال في معرضها الذي يقام الآن في أبوظبي، وفي هذا اللقاء تسلط الضوء عبر الحوار معها على جوانب مهمة من مفاصل تنقلاتها في العالم، وتجربتها مع الأمكنة التي ارتحلت إليها وتأثير ذلك على فنها التشكيلي”. واستهلت إيرينا كرول حديثها بالإشارة إلى عشقها للفن التشكيلي الذي مارسته منذ طفولتها، حيث اتجهت لفن الرسم مما أكسبها تجربة أغنتها بالاطلاع على فنون العالم والبلدان المختلفة. وعبرت كرول عن علاقة سيرتها الذاتية بسيرتها الفنية وكشفت في هذا اللقاء المفتوح عن مراحل مهمة من حياتها وتطورها الفني عبر المرور بهذه المراحل التي اعتبرتها مهمة ومؤثرة. قالت كرول إنها من أصول مشتركة، حيث ولدت لأم ألمانية ولأب بولندي وقد عاشت في بولندا لفترة طويلة وحالما بدأت التغيرات الكبرى في أوروبا الشرقية انتقلت إلى هامبورج في ألمانيا، والتي وجدت فيها مجتمعاً مفتوحاً بكل المقاييس، وفي هذه المدينة اشتغلت بتصميم إعلانات غير أنها - وبحسب تعبيرها - لم تحب هذه المرحلة من حياتها كونها مرحلة تجارية لم تسمح لها بأن تخرج ما في داخلها من طاقات تعبيرية. وتواصل كرول “لقد انتقلت إلى نيويورك التي عشت فيها باستمتاع، إلا أنني لم أجد الحياة الثقافية الحقيقية، بل وجدت فيها الثقافة مسطحة مما اضطرتني إلى الارتحال نحو مونتريال التي استطعت أن أفتح فيها ورشة رسم إلا أنني لم أعمل معارض فنية”. وانتقلت كرول إلى إيطاليا بعد ذلك، والتي اعتبرتها البؤرة الحقيقية لانطلاقتها الفنية الجمالية حيث - بحسب قولها - وجدت الثقافة التشكيلية الراسخة والقوية. وأشارت إيرينا كرول إلى رؤيتها للفن التي اعتبرتها وجودية، حيث ترى أن الإنسان دائم المواجهة للموت الذي يقود إلى التلاشي لذا فإن مهمة الفنان هو تأبيد اللحظة الراهنة. ونوهت إلى أنها لم تعد ترسم الإنسان بوضوح بل بدأت ترسم ظلال البشر لأن التجسيد يؤطر الإنسان في بعده الاجتماعي والثقافي. وعن القصصية في رسوماتها قالت “إنني لم أرسم لوحة بمفردها بل عادة ما أرسم خمس لوحات في آن واحد لأنني أعمد إلى بناء قصة في مفهوم سردي واحد، ولهذا - كما تقول - يجد المتلقي أن البؤرة الحكائية قد تكمن في اللوحة الرابعة أو الخامسة. وعن الغلالة التي استخدمتها في لوحاتها بالمعرض، والتي تغطي أجساد شخوصها قالت “نعم أن هذه الغلالة تجسد الذاكرة التي أتصورها غير قادرة على امتلاك التفاصيل حيث تتطابق هنا رؤيتي للذاكرة المخفية ودلالة إخفاء ما وراء الغلالة”. وتحدثت كرول عن تاريخية اللوحة وقدمها، وأشارت إلى أنها تستخدم الألوان والمواد التي توحي بأن هذه اللوحة رسمت قبل سنوات طويلة لأنها ترى أن الحاضر لحظة سريعة المرور والزوال وأن الثبات يكمن في الماضي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©