طالب السفير الأميركي رايان كروكر في بغداد العراقيين بألا يسمحوا للخلافات فيما بينهم بشأن مدينة كركوك أن تكون عقبة في طريق انتخابات المحافظات التي ينتظر أن تعيد رسم الخريطة السياسية للعراق· في نفس الوقت ينتظر أن تنشر المنظمة الدولية بحلول أكتوبر دراسة تحليلية لنزاعات الأراضي بين أكراد العراق والطوائف الأخرى في محاولة للتوصل إلى ''صفقة كبرى'' لإنهاء التوتر بشأن كركوك·
وقال كروكر الذي كان يتحدث في منتدى اقتصادي في إربيل أمس الأول ''من المهم أن يركز قانون الانتخابات على الانتخابات لا على محاولة استخدام هذا التشريع لحل مشكلة صعبة وشديدة التعقيد''· وطالب السفير الأميركي المسؤولين من مختلف التكتلات السياسية والعرقية ببذل المزيد من الجهد لتضييق شقة الخلافات الحزبية والطائفية· وأضاف ''لقد واجهتم وعانيتم أعداء مشتركين'' مثل الزعيم السابق صدام حسين ومقاتلي تنظيم ''القاعدة'' الذين استهدفوا العراقيين من كل التيارات·
وشدد كروكر على أنه ''من المهم للغاية أن تتذكروا ما يجمعكم لا ما يفرقكم فحسب''، وقال إن الخطة التي توسطت الأمم المتحدة في التوصل اليها وتقضي بإجراء الانتخابات المحلية في أنحاء العراق ماعدا كركوك التي سيحسم مصيرها في قانون منفصل لاحقا ''تبدو هي السبيل للمضي قدما''· وقال نائب رئيس الوزراء رافع العيسوي من جبهة التوافق العراقية بعد المؤتمر إن السياسيين مازالوا يبحثون عن حل للخروج من المأزق·
وفي السياق قال ستيفان دي ميستورا رئيس مهمة الأمم المتحدة في العراق أمس الأول إن الأمم المتحدة ستنشر تقريرها في سبتمبر أو أكتوبر متضمناً نتائج ستة أشهر من التحقيقات الميدانية في تاريخ ونشأة ما يتراوح بين 30 و40 جزءاً من العراق محل خلاف بشأن الحكم المحلي بما في ذلك مدينة كركوك· وبدلا من إجراء استفتاء على مصير المدينة يضع السكان العرب والتركمان في مواجهة مع الأكراد، سيكون الهدف هو التفاوض على اتفاق سياسي عام يمكن بعد ذلك طرحه ''لاستفتاء تأكيدي'' بموافقة كل الأطراف·
وقال دي ميستورا ''نسعى إلى صفقة كبرى، وهدفنا هو وضع خيارات بحلول أكتوبر وهو ما قد يقدم إذا عملت كل الأطراف العراقية بدأب حلا سياسيا سلميا يمكن في نهاية المطاف تأكيده أو إقراره عن طريق استفتاء تأكيدي''· وأضاف ''أبلغتهم أنه سيكون غير بناء بالمرة وقد يكون هناك حل أفضل إذا توافر لدينا إطار عمل سياسي''·
ويعكف 15 خبيراً للأمم المتحدة على سجلات المحفوظات العراقية ويعقدون اجتماعات شعبية لوضع التقرير الذي سيحلل موضوعية الدعاوى المتنافسة لحكم المناطق المتنازع عليها· ويضم الفريق البحثي للأمم المتحدة محامين وأكادميين ودبلوماسيين يعملون على إخراج ما سيكون عملياً أول تأريخ للحكم المحلي في المناطق المتنازع عليها· ونشر الفريق نتائجه بشأن أول أربع مناطق متنازع عليها في يونيو والتي غطت مناطق في محافظات مجاورة يعتبر الخلاف بشأنها أقل احتداما من كركوك في حد ذاتها· وقال بيتر بارتو مدير الفريق ''الأمر المدهش بشكل لا يصدق في هذا الأمر بأسره هو مدى تطور وكفاءة البيروقراطية لدى العراق عبر تاريخه الحديث برمته''·
عدد اليوم
