الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالبات من جامعة زايد يطلقن حملة توعية بمخاطر السمنة على شكل قصص

طالبات من جامعة زايد يطلقن حملة توعية بمخاطر السمنة على شكل قصص
14 يونيو 2010 21:04
أخذهن التطوع بعيداً، بدأن بفكرة نشر الوعي تطوعاً واستكمال مسيرة بحث سبق أن انطلق ولم يكتمل، لتتبنى المجموعة الموضوع ويصبح هدفاً في حياتهن الدراسية، إنهن طالبات من كلية التربية بجامعة زايد، أقمن مؤخراً مهرجان تخرجهن من هذه الكلية بحضور العديد من الشخصيات والمهتمين، وكان مشروع التخرج تحت عنوان “دامهم بخير.. إماراتنا بخير”، وهي مقولة مستنبطة من أقوال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى، عبارة عن قصص تحمل رسائل للاطفال وذويهم والمهتمين، اذ تحذر من مخاطر السمنة وتحث على ممارسة الرياضة ، وتخلل المهرجان عرض فيديو تحدث بطريقة علمية عن أمراض السمنة والسكري بين أطفال الإمارات، حاثاً على ممارسة الرياضة. وتم عرض قصص مصورة تهم هذه المواضيع المترجمة إلى اللغة الإنجليزية. تتحدث الطالبات أميرة الحميري، وحليمة عبدالله ونهلة السيد عن مشروع تخرجهن فيقلن “جهزنا قصص مشروع التخرج، وكنا نسعى للتواصل بشكل أكبر مع شريحة عريضة من المجتمع ومع هيئات قمنا بدعوتها لحضور مشروع التخرج، جهزنا الفيديو، وكانت قصته تدور حول أطفال إماراتيين، واحد يحلم أن يكون طياراً، وواحدة مدرسة، وآخر دكتور أسنان وأخرى طبيبة. والحملة تدور في شكل توعوي تحت عنوان “دامهم بخير إماراتنا بخير”. ويوضحن “حاولنا أن نركز على الإيجابيات سواء في الفيديو أو القصص، لأن الإيجابي يقود إلى الإيجابي، أردنا بذلك خلق تواصل مع الحضور، توخياً لخلق وعي صحي، ويهمنا تواصل كل من هيئة الصحة، وصحة، والمنطقة التعليمية، ومجلس أبوظبي التعليمي، ومجلس أبوظبي الرياضي، لأن التعاون مرتبط بها كلها”. أما قصص مشروع التخرج فهي بعنوان “ابتعد عن السكري”، “تحرك لتتحسن”، “كل جيداً تشعر بتحسن” وهي قصص باللغة العربية وترجمت إلى اللغة الإنجليزية، ونظراً للتفاعل الذي خلقته هذه القصص فقد طلب منها 170 نسخة من القصص الثلاث مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، أي 170 نسخة من كل حقيبة تحمل 6 قصص، ثلاث بالعربية ومترجمة باللغة الإنجليزية. وعن مستقبل هذا المشروع بعد التخرج، تقول “سنستمر في تقديم ورشات العمل، ولا نريد لمشروعنا أن يتوقف عند التخرج، لأن هدفنا لم يكن كذلك، حيث بدأناه تطوعاً وسيستمر تطوعاً لنحفر معانيه في ذاكرة الأطفال، ولن يتوقف عند التخرج”. ويشار إلى أنه من الداعمين الأساسين لهذا المشروع شركة أبوظبي للتوزيع كداعم أساسي، وصحة، وأدكاز، وهيئة الصحة. تبني الفكرة تقول الطالبات الحميري، وعبدالله والسيد “اتفقنا على تبني مشروع سبق وأنجز في كلية التربية، وكان عبارة عن ثلاث قصص، تهم الأطفال ومترجمة باللغة الإنجليزية، وكانت تتحدث عن الانفلونزا والجدري والعناية بالأسنان، وهذا المشروع لم يتعد كونه مشروع تخرج وحسب، وظل حبيس الأدراج، وهذا المشروع سبق وأنجز بإشراف الدكتورة شارون برايت، وعرضت الدكتورة شارون هذه القصص على مؤسسة الإمارات لتفعيل المشروع وتم طبع القصص المترجمة إلى اللغة الإنجليزية طبع منها 600 نسخة، لتوزعها على المدارس حيث شملت الحقيبة الواحدة 6 قصص باللغة العربية والإنجليزية”. وتضيف الطالبات “في بداية هذه السنة عندما كانت تدرسنا الدكتورة شارون التي عرضت علينا الفكرة باستكمال المشروع وتفعيله؛ فبدأنا بتصميم الأنشطة وجهزنا كتيباً للمعلمات يراعي سن كل طفل وأي صف يدرس، وكل ذلك بالتطوع التام، وركزنا على التعليم عن طريق الترفيه، فمثلاً تنظيف الأسنان تصاحبه أغنية، وركزنا على اللعب كطريقة سريعة للتعلم، حيث تركز المعلومة في دماغ الطفل، وكانت بالطبع المشرفة الأساسية على الموضوع هي الدكتورة شارون التي كانت متحمسة جداً لتفعيله”. ويتابعن “كانت البداية أن جهزنا كل الأدوات التي ستلزمنا مستقبلاً لاقتحام الميدان ومواجهته، فالخروج من النظري إلى التطبيقي ليس أمراً هيناً، وكان جزء من التمويل من طرف مؤسسة الإمارات، والجزء الثاني من كلية التربية والباقي بتمويل ذاتي وذلك لإنجاح المشروع، لأن إيماننا به يحركنا نحو فعل كل ما في طاقتنا لإنجاحه، وكان رهاناً بيننا نحن الطالبات وشارون لعمل الأفضل، وفي عطلة الربيع بدأنا الاتصال بالمدارس بشكل يومي، وقد سهلت لنا الحصول على أرقام المدارس وبعض المعلمات من خلال تواصلها السابق مع مجلس أبوظبي التعليمي، كما اعتمدنا على معارفنا من المدارس والمدرسات، وبدأنا بتنفيذ ما قمنا به من ورشات عمل وأوراق عمل للأطفال”. مرجعيات أساسية من خلال زيارتهن للمدارس لتقديم الأنشطة أدركت الطالبات من خلال البحوث التي قمن بها أن الإمارات تعد الأولى عربياً من حيث الإصابات بمرض السكري. والإحصائيات تشير إلى خطورة القضية في دولة الإمارات، وهذا ما تمت ملاحظته من خلال الزيارات الميدانية للمدارس لتقديم الأنشطة الأمر الذي عزز لهن الظاهرة، حيث انتشار السمنة في صفوف المدارس بنسبة تفوق النصف كما لاحظت الطالبات الطرق الخاطئة التي ينظف بها الأطفال أسنانهم، وتم تصحيح ذلك بطرق ذكية عن طريق الأغاني والتعليم بطريقة اللهو مما يجعل الأفكار تتركز في الدماغ ويصعب نسيانها، كما انخرطن في ورشات العمل وقرأن القصص التي تناقش الحمى والأسنان والجدري وحققت هذه الورشات نجاحا كبيرا، ما أدى إلى طلب هذه الورشات من مختلف مدارس الدولة وصولا إلى المنطقة الغربية. وجاءت الخطوة الثانية بعد نجاح الأولى فأقمن بحثهن على أسس علمية، وقمن بتأليف المجموعة الثانية من القصص التي تناقش السكري والسمنة والرياضة والتي تم إطلاقها في مهرجان أقمنه بمناسبة تخرجهن، وتم تبني هذه القصص التربوية وتعمقن فيها، واتخذنها مشروع تخرج، وذلك بمبنى جامعة زايد، وقد نوقشت كل هذه القضايا بأسلوب سهل ومبسط، وقريب للطفل الإماراتي. وأقامت الطالبات معرضا تعليميا يحاكي صحة أطفال الإمارات، وقمن بكتابة قصص أطفال تناقش قضايا صحية مختلفة قد تؤثر على صحة الطفل الإماراتي وتحمل في طياتها الثقافة والتراث الإماراتي حيث إن الشخصيات والطبيعة التي حدثت بها القصة هي قريبة جدا لثقافة وتراث الطفل، والهدف من هذا المعرض هو نشر الوعي من خلال القصص، إذ تستطيع المعلمات بسهولة شرح هذه القضايا للطلبة بطريقة سلسة ومبسطة وفي نفس الوقت تعزز أسس ثقافة الإمارات في نفسية الطالب. أما عن فوائد المشروع، فقالت الطالبات إنه “نقطة بداية لحملة تعليمية وصحية في مدارس الدولة ولقد قمنا بتدريب المعلمات في مختلف المدارس المشاركة في ورشات العمل لتنظيم ورشات عمل مشابهة باستخدام القصص لبقية طلاب المدرسة، وبالإضافة إلى القصص قدمنا خطة عمل للحصة والأنشطة المصاحبة التي تحفز الطالب على القراءة والعمل بالنصائح المقدمة من خلال القصص، بهدف خلق جيل مثقف وواع”. مساندة ودعم حول تقبل مديري المدارس لفكرة تقديم الطالبات ورش عمل للأطفال، تقول الطالبات “بشكل عام كانوا متفهمين جدا، بل هناك من قدم دعما لا مشروطا لخلق جو ملائم لتقديم هذه الورش، ودفعونا لتقديم كل ما بوسعنا، لنقدم أحسن ما نتوفر عليه دون أي قيود، ونذكر الدعم الكبير الذي تلقيناه من سالم الحوسني مدير مدرسة حمودة بن علي، ورياض أطفال أبوظبي”. وعن الخبرات التي أضافها الميدان للطالبات، يقلن “استفدنا أشياء كثيرة من العمل في الميدان، فعندما أنجزنا خيمة على كورنيش أبوظبي للمساهمة في فعاليات الفورمولا 1، نجحنا بشكل كبير في اجتذاب أكثر من 200 طفل خلال يوم واحد، حيث كانت هذه الخيمة تحت إشراف مؤسسة الإمارات، ومن الأشياء التي تلقيناها قبل اقتحام هذه التجربة هو مواجهة كل العراقيل، وتوقع كل شيء، ومواجهة كل المشاكل بسرعة”. والجميل في هذه التجربة تذكر الطالبات أنها جعلتهن في المحك، حيث استقبلن أعماراً مختلفة وبمستويات متنوعة، ولم تكن النتائج متوقعة، وكن يستقبلن حتى أولياء الأمور، يستقبلن الجميع، وتولت الطالبات قراءة القصص وطرح الأسئلة، والخروج برسائل للزوار الأطفال. وفي هذا السياق تذكر الطالبات “كنا نجمع 5 طلاب ونقرأ لهم قصة معينة ونشرح لهم محتوياتها، ونوجه بعض الأسئلة، وكنا كذلك نصدر شهادة القراءة، وقد حضر عميد كلية التربية شخصياً في هذا اليوم لمساندتنا معنوياً، واكتشفنا قدراتنا خلال هذا اليوم، من حيث القدرات القيادية وأبرزنا حنكتنا في مواجهة المواقف الصعبة، إذ لم نتلق أية أوامر ومع ذلك استطعنا التصرف بتلقائية وبنجاح من حيث الاستفادة والتلقين العلمي ومن حيث التنظيم والسيطرة على المواقف الصعبة”. «أبكتني أسناني» نجحت الطالبات في تقديم نموذج فريد في تنفيذ المشاريع المتعلقة بالقضايا المجتمعية، من جانبها تقول الدكتورة شارون لين برايت، أستاذ مساعد في كلية التربية بفرع الجامعة بأبوظبي عن حملة التوعية الصحية إنها “بدأت أول مرة منذ عامين كمشروع قامت به بعض الطالبات حيث قمن بكتابة سلسلة من الكتيبات الصحية للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية وشملت الحمى وكتاب تحت عنوان “آه الحكة شديدة” حيث يقوم بتعريف الأطفال بأمراض الجدري وأعراضه، وكتاب “أبكتني أسناني” ويروي قصة طفلة تكاسلت عن تنظيف أسنانها وعواقب ذلك. طالبات بمهمة معلمات تتحدث الطالبات عن تجربتهن الميدانية وما هي الإضافات التي أضافتها لهن ويقلن “من الصعوبات التي اعترضتنا نظرة المعلمات لنا كطالبات نعطي دروساً ونقدم أنشطة، حيث استصعبوا علينا هذه المهمة، وعندما قدمنا أعمالنا بطرق أحبها الأطفال وتجاوبوا معها، تغيرت النظرة تماما، وكان في الأول مسألة الثقة منعدمة، ولكن تعليمنا الأكاديمي وتأسيسنا في كلية التربية كان تأسيساً صحيحاً ومن بين الدروس التي كنا نأخذها هي القيادة الصفية، وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة، فنحن متمكنات في هذا الإطار، فنحن نملك توليفة رائعة بين إمساك زمام الصف وتقديم معلومات علمية صحيحة وبطريقة ترفيهية فكان الطالب يخرج بمعلومات جيدة مترسخة في ذهنه”. السمنة ونقص ممارسة الرياضة من خلال زياراتهن للمدارس لتقديم ورشات العمل، اتضح للطالبات صاحبات المشروع، أن أغلب الصفوف تضم أطفالاً يعانون من السمنة، هذه الظاهرة جعلتهن يعمقن البحث في أسباب الظاهرة، ومن هنا جاءت فكرة خلق منفذ لإقامة جسور التواصل مع الطفل، واعتمدن هذا المشروع الصحي والتربوي، المحمل بقيم اجتماعية إماراتية، وقررن أن يكون الطفل داخل هذه القصص، التي تحمل 3 رسائل: القيم والعادات والاعتناء بالصحة، كما يهدف إلى تعزيز روح القراءة والوعي، في هذا الإطار، يضفن “وجدنا أن بعض المدارس تلغي حصة التربية الرياضة، إذ لا تعتبرها مادة، بل نشاطاً، كما لاحظنا انعدام الأكل الصحي في المدارس، وطبيعة الحياة تؤثر على سمنة البنات في المجتمع الإماراتي، بحيث تعود الطالبة من المدرسة لتتناول وجبتها الغذائية، وتنام قليلاً، ثم تحل واجباتها، وما تبقى من الوقت قبل النوم تقضيه أما التلفاز، وهنا يتضح انعدام الحركة تماماً، وهذا يعرضها لمشاكل صحية كالسمنة التي تؤدي طبعا لأمراض مثل السكري، واعتماد أغلب الأطفال أيضا على الأكلات السريعة، كلها مسببات مرتبطة مع بعضها البعض لخلق بيئة ملائمة لمرض السكري”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©