الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حصار» كوبا فكرة فاشلة

21 ابريل 2014 23:51
جيفري جولدبيرج محلل سياسي أميركي يعلم الكثير من الأميركيين الآن عن الحالة الغريبة للمقاول الأميركي «ألان جروس» المسجون في كوبا منذ أكثر من أربعة أعوام، والحالة الأغرب لموقع «تويتر الكوبي» شبه السري الذي أسس (ثم أغلق فيما بعد) من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولأكثر من خمسة عقود، كانت الحكومة الأميركية تعمل على تغيير النظام في كوبا. كما يهدف الحظر المفروض إلى زعزعة استقرار النظام، وكذلك العديد من البرامج السرية. وربما كان غزو خليج الخنازير أقسى وأوضح محاولة من قبل الولايات المتحدة لتخليص كوبا من الشيوعية. ولا يوجد أي دليل على أن الأخوين كاسترو - مؤسس الثورة، فيدل، وأخاه الأصغر، راؤول، اللذين يحكمان البلاد حالياً، سيختفيان، حتى وإن غيبهما الموت، فلا يوجد ما يشير إلى أن الحكومة الأميركية ستنجح في إزاحة القادة الذين سيأتون من بعدهم، وهذا استناداً إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا كانت فاشلة تماماً. ويعتبر «ألان جروس» ضحية هذه السياسة الفاشلة، حيث أُرسل جروس إلى كوبا عام 2009 من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتوفير معدات الاتصالات للجالية اليهودية الصغيرة هناك. كما أن ما يسمى بشبكة تويتر الكوبية، التي تم إطلاقها علنا عقب القبض على «جروس» واعتقاله من قبل السلطات الكوبية، لها هدف مماثل يتمثل في ربط الكوبيين بالعالم الخارجي، و- من وجهة نظر الحكومة الكوبية - تشجيع الكوبيين على الثورة، على غرار «الربيع العربي»، ضد نظام كاسترو. كما تعتبر شبكة «تويتر» الكوبية من المسائل المثيرة للجدل في الكونجرس الأميركي. ومن جانبه، وصف السيناتور «بات ليهي»، والذي يدعو إلى إنهاء الحصار المفروض على كوبا، جهود التواصل الاجتماعي بأنها «غبية، غبية، غبية». وعلى الجانب الآخر، دافع السيناتور الديمقراطي «روبرت مينديز»، وهو ناشط مناهض لنظام كاسترو، عن الفكرة ، قائلاً «إن الغرض كله من برامج الديمقراطية لدينا، سواء في كوبا أو سائر أنحاء العالم، هو خلق تدفق حر للمعلومات في المجتمعات المنغلقة». وفي هذا الحالة، يصبح عضوا مجلس الشيوخ على حق؛ فإن «مينديز» محق في القول إن السياسة الخارجية الأميركية يجب أن تهدف إلى فتح المجتمعات المنغلقة. وقد صورت وكالة «اسوشيتد برس»، التي فجرت قصة شبكة التواصل الاجتماعي، القصد من هذا البرنامج بأنه فاضح، وكأن الكوبيين بطريقة أو بأخرى، لا يستحقون الدخول إلى شبكة الإنترنت. شعب كوبا معزول عن العالم إلى حد كبير، وصدقَ الكاتب «مايكل توتن» حين قال: في كوبا سرعان ما يشعر المرء بأنه مقطوع عن بقية الكوكب. لكن السيناتور «ليهي» محق عندما يرى أن السماح لوكالة المساعدات الأميركية بإنشاء شبكة شبه سرية، وهي شبكة غير فعالة (حيث إنها تضم 40000 ألف مستخدم فقط) وتلويث سمعة الوكالة في عالم المساعدات الإنسانية، هو أمر غبي بعض الشيء. ولاعتبار واحد مهم، يعتبر مشروع «تويتر» الكوبي أسوأ من كونه غبياً، إنه خطر. لقد تم تشغيل الشبكة بصورة كاملة عقب قيام السلطات الكوبية باعتقال «جروس». وقد تعتقد أن موقف جروس الصعب قد جعل المسؤولين في الوكالة الأميركية للتنمية يفكرون في ما إذا كان برنامج جديد يهدف إلى تقويض النظام قد يجعل وضع «جروس» أكثر خطورة. ولكن من الواضح ألا أحد في الوكالة الأميركية قد فكر بهذه الطريقة، تماما كما حدث مع الوكالة التي أرسلت مقاولاً من الباطن ليس مؤهلاً على الإطلاق للقيام بعمل سري. ولكن على مستوى السياسة، فإن كل عمل الوكالة السري لفتح كوبا إلى عالم الإنترنت، وبالتالي إلى الأفكار الأميركية قد يكون غير ضروري. فالسيناتور «مينديز»، الذي يريد أن يكون الكوبيون أحراراً، يعرف وسيلة أخرى أكثر فاعلية لتعريف الكوبيين بالأفكار الأميركية، وهذه تتمثل في إنهاء الحظر المفروض عليهم. وبمرور الوقت، أعتقد أنه سيكون من الصعب على النظام منع تدفق السياح والمنتجات والتكنولوجيا ووسائل الإعلام الأميركية. إن فتح كوبا للأميركيين (حيث إن هناك قيودا على السفر في الوقت الحالي) سيساعد في نهاية المطاف على تخفيف سيطرة الحكومة على المعلومات. وعلى أي حال فإنه يوجد سبب واحد معقول لرفع الحظر عن كوبا وهو فشله على مدار 55 عاما. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©