الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المبيدات القاتلة

14 يونيو 2010 21:15
قبل عامين جاءنا مواطن، وهو صاحب شركة تعهدات خاصة بتنظيف المباني والمنازل، وكان يحمل أوراقاً تثبت وجود مبيد حشري محرم دولياً، يباع في الأسواق، وبالحيلة استطاع أصحاب المحال الذين لا يهمهم إلا الربح التلاعب بالملصق ترويجه وبيعه، وقد سبق للرجل الاستنجاد بمكاتب رقابة السوق الخاصة بالمبيدات الحشرية في عدة جهات، ولكن لم يهتم أحد بما حمله لهم من إثباتات فجاء لمقر الجريدة، وتم نشر موضوع حول تلك المبيدات. وهانحن اليوم نجني ثمار الإهمال والتسيب، والموت أيضاً، خاصة أن الأدوار اختلطت، فلا نعلم أين الجهة المخولة بسحب مواد غذائية ومن الجهة المخولة بمراقبة وسحب المبيدات لترويجة. إن وفاة التوأم سهيل وعلي ثم وفاة الرجل النيبالي والمرأة الهندية في ذمة ورقبة من يهتم بجدول المؤتمرات الخارجية والسفر والندوات والورش، ونسي أدوارا أهم يجب أن يجتهد لأدائها، لا يمكن لأحد أن يكون في منصب إلا من أجل خدمة المواطن والمقيم، والسلامة الصحية لا يمكن أن تأتي من بيئة ملوثة بالغبار والدخان، ولا يمكن ألا يصاب الناس بأمراض خطيرة ربما تصل للموت في حال وجود مواد سامة، والسؤال هو من أين جاءت تلك المبيدات؟ وكيف دخلت وباسم من؟ وكيف اكتشف المسؤول أنها من المواد الممنوع استيرادها بعد أن حصدت أرواحا عدة؟، وربما توجد في مناطق أخرى مبيدات خاصة بالزراعة أيضا ولكنها قاتلة، وعلى أقل تقدير تصيب بأمراض مزمنة، خاصة أن المناطق الزراعية ينقصها المرشد الزراعي. منطقة بوشغارة في قلب مدينة الشارقة عندما ترش فيها مبيدات مواد سامة من أجل قتل القوارض والحشرات، فإن ذلك يعني أن المنطقة نفسها أصبحت قذرة لدرجة تكاثر تلك القوارض والزواحف والحشرات، فأين الجهات التي تعنى بالنظافة والبيئة؟ إن كل شخص حصل على وظيفة في جهة تعنى بالبيئة والصحة، إنما حصل على تلك الوظيفة لتقديم خدمات بشكل أفضل مما هو عليه حاليا وهو يتقاضى راتباً على ذلك. لذا مطلوب الكثير من العمل الجاد والحزم، خاصة أن معظم من يعمل في مجال استيراد المبيدات وبيعها، في الغالب لا يفقه قواعد استخدام المبيدات وإنما بعض الخطوات من أجل الترويج، فما بالك بالعامل الجاهل الذي يطلب منه المزج والرش؟ ويكمن الخطر في أن هذه المبيدات محرمة دولياً، ونحن دولة تطبق القانون كبقية الدول، ولكن هناك ثغرات في تطبيق الرقابة على سوق المبيدات بكل أنواعها، والمطلوب آليات حديثة لا تترك شاردة ولا واردة إلا وتخضع للفحص، خاصة الملصقات التي يمكن أن تزال وتوضع عوضا عنها ملصقات مغايرة للأصل، وهذا أمر خطير لأن المحتوى يكون قاتلاً على مراحل، كأن يتسرب عبر الجهاز التنفسي، أو مسامات الجلد وتتركز سمومه في الأعضاء الداخلية والدم، وربما بعد فترة نجد أن هناك مناطق تكثر فيها الإصابة بأورام خبيثة ونتساءل عن السبب، الأمر الذي يؤكد أن هناك ثغرة بحاجة لإعادة النظر فيها. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©