كشفت لجنة تحقيق مستقلة أن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أعطى (قبل سقوط نظامه) أوامر للجيش بقصف “حي الزهور” بمدينة القصرين (غرب تونس) بقنابل المدفعية لقمع متظاهرين (في الحي) طالبوا بتنحيه عن الحكم، لكن الجيش رفض تطبيق أوامره. وأعلن توفيق بودربالة رئيس “اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق في التجاوزات والانتهاكات” (التي شهدتها تونس قبل سقوط نظام بن علي)، خلال مؤتمر صحفي أمس الأول، أن ابن علي حاول بتوجيه هذا الأمر “تركيع” محافظة القصرين و”إذلال” سكانها.
وذكرت تقارير إخبارية في وقت سابق أن الجنرال رشيد عمار قائد أركان جيش البر التونسي رفض تطبيق أوامر بـ”إطلاق النار” على المتظاهرين أصدرها إليه ابن علي “القائد الأعلى للقوات المسلحة”. وأفاد بودربالة أن أعلى عدد من “شهداء الثورة” سقط في محافظة القصرين حيث قتلت الشرطة 33 متظاهرا بينهم 23 في مركز المحافظة وحدها (مدينة القصرين).
وأعلنت الحكومة في وقت سابق أن أكثر من 200 تونسي لقوا حتفهم خلال ثورة تونس. وذكرت منظمات حقوقية أن أغلب القتلى سقطوا برصاص الشرطة. وغادر ابن علي 74 عاما وزوجته ليلى الطرابلسي إلى السعودية يوم 14 يناير الماضي. ولم تستجب السعودية إلى طلب رسمي تونسي بتسليم ابن علي وزوجته.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أنه تم منذ مطلع فبراير الماضي وحتى 11 ابريل الجاري “إيقاف 11377 منحرفا ارتكبوا جرائم تعلقت بالسلب والنهب والسرقة وترويع المواطنين والمتاجرة في المخدرات والاعتداء بالعنف” بعدد من المناطق التي تعرف حالة انفلات أمني. وذكرت الوزارة على صفحتها الرسمية في شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك أنه تم خلال مارس الماضي القبض على 2010 مساجين من بين آلاف فروا من سجونهم بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقالت الوزارة إنه تم إرجاع هؤلاء إلى “المؤسسات السجنية” التي فروا منها.
وأعلنت وزارة العدل التونسية (التي تشرف على سجون البلاد) في وقت سابق أن 11 ألفا و29 سجينا من أصل 31 ألفا يقبعون داخل سجون البلاد (وعددها 28 سجنا) فروا من السجون إثر الإطاحة ببن علي. وذكرت الوزارة منتصف فبراير الماضي أن حوالي ثلاثة آلاف سجين فار رجعوا طواعية إلى السجون التي هربوا منها استجابة لنداء بالعودة أطلقته الوزارة.
وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش الأميركية في بيان أصدرته في الرابع من فبراير الماضي أن السجون التونسية كانت في عهد بن علي تضم أعلى عدد من النزلاء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد إسرائيل.
وقالت المنظمة في بيانها: “قبل الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، كان في تونس، وهي بلد يصل تعداد سكانه إلى 5ر10 مليون نسمة، 31000 سجين”.
عدد اليوم
