قتل عشرة أشخاص على الأقل بينهم خمسة أطفال أمس عندما فجر انتحاري نفسه خلال تجمع لوجهاء قبائل في ولاية كونار شرق أفغانستان. فيما بدأت القوات الغربية تدريب عناصر لمكافحة التجسس للمساعدة في استئصال المتسللين من طالبان في الجيش والشرطة الأفغانيين مع تصاعد القلق من أعمال قتل على أيدي أفراد أمن مارقين.
وقال المتحدث باسم الداخلية زمراي بشاري إن “انتحاريا استهدف تجمعا لرؤساء ووجهاء القبائل في إقليم أسمر في ولاية كونار أمس. وقتل عشرة أشخاص” بينهم مالك زارين وهو مسؤول مؤيد للحكومة في الولاية يحظى بنفوذ كبير. كما أصيب سبعة أشخاص بجروح، حسب بشاري.
وأكد قائد شرطة الإقليم محمد شعيب أن الانتحاري فجر نفسه بعد أن اقترب من مالك زارين لتحيته. وأضاف “لقد عانق مالك زرين وفجر نفسه”. وأعلنت وزارة التربية أن خمسة تلاميذ أعمارهم بين 5 و15 عاما, قتلوا في الاعتداء.
ولم توضح الوزارة سبب وجودهم في المكان غير أنه من المعتاد في أفغانستان حضور شبان مثل هذه الاجتماعات لمساعدة الأعيان وأغلبهم من الطاعنين في السن. وولاية كونار الجبلية النائية الواقعة على الحدود مع باكستان هي أحد معاقل التمرد الذي يشنه عناصر طالبان وحلفاؤهم من القاعدة ضد حكومة كابول والقوات الدولية. ونفت طالبان أي تورط لها في الاعتداء وذلك في رسالة وجهتها إلى وكالة فرانس برس. وندد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بالهجوم الذي نسبه إلى “أعوان جبناء جندهم الأعداء التاريخيون لأفغانستان” دون المزيد من التوضيح.
من جهة أخرى، بدأت القوات الغربية في أفغانستان تدريب عناصر لمكافحة التجسس للمساعدة في استئصال المتسللين من طالبان في الجيش والشرطة الأفغانيين مع تصاعد القلق من أعمال قتل على أيدي أفراد أمن مارقين. وقال اللفتنانت كولونيل وليام كولدويل قائد بعثة التدريب التابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان أمس إن 222 عنصرا جرى تدريبهم منذ بداية البرنامج في الصيف الماضي وأن من المستهدف أن يصل العدد إلى 445 بحلول نهاية العام.
وقال كالدويل الذي كان يتحدث في مركز أبحاث تشاثام هاوس في لندن “إننا نضع عناصر لمكافحة التجسس في المستوى الأدنى في جميع الأجهزة.. مهمتهم الوحيدة في الحياة هي البحث عن اولئك الذين ربما يحاولون التسلل أو استمالة شخص موجود بالفعل إلى طالبان”.
وأطلق شرطي من حرس الحدود الأفغاني النار فقتل جنديين أجنبيين الأسبوع الماضي في أحدث سلسلة هجمات مماثلة على قوات الأمن الأفغانية ومدربيها من حلف الأطلسي. وأدى التجنيد السريع للأفراد في أجهزة الأمن الأفغانية إلى إثارة مخاوف من تسلل طالبان. وقال كالدويل إنه “قلق للغاية” بشأن هذه المشكلة.
وأضاف كالدويل، وهو أميركي، أن تحديا آخر يتمثل في ضمان أن تنعكس التركيبة العرقية في أفغانستان في القوات المسلحة الأفغانية التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 285 ألفا بما في ذلك الشرطة وسلاح الجو. ورغم الصعوبات قال كالدويل إنه واثق من الوفاء بالمهلة المحددة لتسليم مهام الأمن إلى القوات الأفغانية في 2014.
عدد اليوم
