عبدالله الحريثي (الفجيرة) - تعتزم هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، إطلاق ملتقى يجمع النخب الفكرية في الوطن العربي، لمناقشة الفكر المعتدل الذي يهتم بالإبداع والابتكار، بحسب الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس الهيئة، الذي قال في حوار مع “الاتحاد”، إن الملتقى يهدف إلى إظهار مخاطر الأفكار المتطرفة التي لا تتلاءم مع القيم الإسلامية والموروث الثقافي لمجتمع الإمارات.
ولفت إلى أن الهيئة بصدد إطلاق مبادرة للقراءة في أوساط الطلبة وكافة شرائح المواطنين في الإمارة، للتشجيع على المطالعة في وقت طغت فيه الوسائل التقنية على الكتاب الورقي، وذلك بعد أن أصابت أمراض التكنولوجيا الأطفال والكبار، ما دفعهم إلى هجر القراءة، في الوقت الذي يحرص فيه الإنسان في أوروبا على القراءة، رغم المغريات التكنولوجية التي تحاصره.
وأوضح، أنه سيتم توجيه الطلاب للقراءة في المجالات العلمية والتقنية والصناعية التي تعود بالفائدة على الدولة والمجتمع والناشئة
وحول ملتقى الفجيرة الإعلامي ودورته الجديدة، أوضح الشيخ راشد بن حمد الشرقي، أن الهيئة ستنظم الملتقى في دورته الرابعة تحت عنوان “مصداقية الإعلام” خلال الفترة من 15 إلى 16 أبريل الجاري.
مصداقية الإعلام
وقال الشيخ راشد بن حمد الشرقي: “حرصا على الاستمرار في ترسيخ مكانة الملتقى الإعلامي، الذي يعقد بمشاركة نخبة من الإعلاميين من الدول العربية والعالم خصص موضوع هذا العام لمناقشة موضوع مهم هو “مصداقية الإعلام”، لا سيما في ظل الظروف المتشابكة التي تشهدها المنطقة، وزيادة الضخ الإعلامي من جهات عديدة حكومية وخاصة، ومواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي صار لزاما علينا مناقشة هذه المسألة المهمة، والتي ستجتذب أيضا الطلبة والباحثين والإعلاميين في الفجيرة، وتيسير لهم سبل التواصل مباشرة مع نخبة من الإعلاميين، والاستفادة منهم في تطوير تجاربهم عبر الاحتكاك المباشر والمناقشات”.
الملف الإعلامي
ورداً على سؤال حول الخطط المستقبلية لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام والملف الإعلامي في الإمارة قال: “نقوم بين الحين والآخر بمراجعة خططنا وترتيب أولوياتنا، ولهذا كان التركيز خلال الفترة الماضية على الاهتمام بالبيت الداخلي أي النظام الإداري والمالي الجديد لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، بحيث تمكنا من الاستقلال المالي والإداري بداية السنة الحالية، وهذا بالتالي يجعل حركتنا مرنة أكثر في اتجاهات الخطط والاستراتيجيات المستقبلية للهيئة، إضافة إلى إصدار صاحب السمو حاكم الفجيرة قرارا بالتجديد لأعضاء مجلس إدارة الهيئة مع بعض التعديلات، ونفكر حاليا في مراجعة بعض الأنشطة، ومنها إقامة ملتقى الفجيرة الفكري أو الثقافي بالتناوب سنويا مع ملتقى الفجيرة الإعلامي لأهمية الفكر ومواكبة روح الهيئة في الجانب الثقافي، كما أننا بصدد إطلاق مشروع المسح الشامل للإمارة في مجال التراث الشفهي للحفاظ عليه وتوثيقه وفق أحدث التقنيات المرئية والبصرية والسمعية”.
«الفجيرة نيوز»
وأضاف: “ننوي متابعة تنظيم الدورات الصحفية المتخصصة لأبناء الإمارة، والإشراف على دورات للمتحدثين الإعلاميين بالدوائر الحكومية، وسوف نقوم بالتركيز على تطوير الموقع الإخباري الرائد “الفجيرة نيوز” ليكون المصدر الرئيسي لأخبار الإمارة أولا بأول ورفده بالكفاءات اللازمة، كما أن هناك توجها لبدء العمل في البناء الخاص بالهيئة وعمل مسرح شامل ومكتبة بحيث يكون هذا المركز مصدر ثقافة وإبداع لكل أبناء الفجيرة خاصة والإمارات عامة”.
ولفت الشيخ راشد بن حمد الشرقي إلى أن نسبة المواطنين العاملين في هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام والمؤسسات التابعة لها وصلت إلى 60%، حيث أثبت الكوادر المواطنة كفاءتها العالية في هذا المجال، مشيراً إلى أن زيارة سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة للمؤسسات الإعلامية والهيئات الثقافية في الإمارة، ساهمت في دفع العمل الثقافي والإعلامي، وكان لها الأثر الأكبر في نفوس العاملين بالهيئة والمؤسسات العاملة تحت مظلتها أو بالتعاون معها.
المشهد الإعلامي
وأضاف: “اطلع سموه على الجهود المبذولة للارتقاء بالفعل الثقافي والإعلامي، وأبدى العديد من التوجيهات التي من شأنها دفع عجلة المشهد الإعلامي والثقافي في الإمارة، كما ركز على ضرورة توثيق التراث الشفهي لأبناء الإمارة، كونه يعكس ثقافتها وعمقها التاريخي، قبل أن يتلاشى في ظل التطورات المتسارعة والعولمة الإجبارية التي قد تطيح معها بخصوصيات بعض المجتمعات الصغيرة، كما وجه سموه بضرورة إصدار مجموعة من الكتب التي توثق لتاريخ الإمارة وجهود مؤسسيها، وجوانب الحياة الاجتماعية فيها، وسنعمل بتوجيهات سموه التي تأتي تبعا للتوجيهات العليا لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة والداعية إلى تعميق البعدين العربي والإسلامي في العمل الثقافي وفقا للأهداف التي قامت عليها الهيئة.
مرحلة التأسيس
وحول ما حققته هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، بعد مرور ست سنوات على تأسيسها قال: “العمل الثقافي والإعلامي لا يمكن النظر إليه بعدد سنوات معينة بل بمقدار ما تحقق منه، وما ترسخ في وجدان الناس، ومساهمته الفاعلة في التغيير والتنمية البشرية على عكس القطاعات الأخرى التي تظهر منجزاتها على شكل ملموس بالنسبة للناس مثل الجوانب الاقتصادية والصحية والسياحية، ومنذ أن أصدر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة المرسوم الأميري بإنشاء الهيئة، وأبدى لنا الكثير من التوجيهات التي نسير عليها في العمل الثقافي والإعلامي إلى يومنا هذا، حاولنا أن نركز على الفعاليات النوعية في ظل وجود فعاليات كثيرة في شتى المجالات الثقافية في كافة إمارات الدولة، ولهذا فإننا نبحث عن التكامل أكثر من التنافس، أي تقديم ما هو مختلف وجديد وثري على المستويين العربي والدولي، ليضاف إلى المشهد الثقافي الشامل والغني لدولتنا الحبيبة .
وأضاف، أن نوعية الفعاليات التي تقوم بها الهيئة تبرز في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وملتقى الفجيرة للربابة، وملتقى الفجيرة الإعلامي، ومهرجان المسرح المدرسي، إضافة إلى أن السنوات السابقة كانت مرحلة تأسيس مهمة في الجانب الإعلامي عبر تأسيس مجموعة الفجيرة للإعلام، وتأسيس إذاعة زايد للقرآن الكريم، وإذاعة الفجيرة اف ام ، وموقع الفجيرة نيوز، وتلفزيون الفجيرة، وفتح المنطقة الحرة للإعلام لاستقبال الشركات العربية والدولية لتكون الفجيرة مظلة لها من ناحية التسجيل والخدمات، ولهذا يمكن القول أن مرحلة التأسيس آتت ثمارها.
نهضة إعلامية
وحول النهضة الإعلامية التي تشهدها الإمارة قال الشيخ راشد بن حمد الشرقي: “الإعلام مسألة حيوية في العصر الحالي، وتأخذ منا في إمارة الفجيرة كل الاهتمام، وفي هذا الصدد قمنا بتطوير البنية التحتية أولا للمؤسسات الإعلامية الحالية ورفدها بالكفاءات، وإطلاق العديد من المشاريع المهمة، وآخرها موقع “الفجيرة نيوز” بنسختيه العربية والإنجليزية، كما أننا وقعنا مجموعة من الاتفاقيات الإعلامية مع عدد من المؤسسات الدولية المهمة مثل وكالة الصحافة الفرنسية للتدريب الصحفي، والتقديم الإذاعي والتلفزيوني، وهذه الدورات كانت مفتوحة ليس فقط لأبناء الإمارة والمقيمين فيها من الإعلاميين بل لأبناء الوطن كله، كما وقعنا اتفاقية لابتعاث عدد من طلبة الإمارة المواطنين لدراسة الإعلام في مرحلة الماجستير في المعهد الأردني للإعلام، وسيشهد ملتقى الفجيرة الإعلامي الرابع توقيع اتقافية تعاون في هذا الصدد.
وأكد الشيخ راشد بن حمد الشرقي الحضور القوي لإذاعة زايد للقرآن الكريم في أنحاء الدولة، وقال: “هذه الإذاعة فكرة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وفاء من سموه لمؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وراعينا أن تكون منذ انطلاقتها معبرة عن الوسطية في الإسلام، ونقل روح الأخلاق النبوية إلى الناس، وكل ما من شأنه إعمار الأرض بالخير والمحبة، استنادا إلى القرآن الكريم والسيرة النبوية العطرة، وتقديم خطابها الديني المتسامح عبر تقنيات صوتية حديثة وطرق بث متطورة بحيث تصل إلى كافة أنحاء الدولة.
وقال الشيخ راشد بن حمد الشرقي: “نسعى في هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام إلى تقديم فعاليات تساهم في تبادل الثقافات، والاطلاع على تجارب الشعوب الأخرى إضافة إلى الاهتمام بالأطفال، وتهيئة المجال لإطلاق قدراتهم الإبداعية في المستقبل ليساهموا في النهضة، مع التركيز على العنصر البشري والاستثمار فيه.
وأضاف، من هنا يمكن الإشارة إلى “مهرجان المسرح المدرسي” الذي يقام سنويا، حيث يشكل فرصة للطلبة من مختلف المراحل لإبراز هواياتهم الفنية في العروض المسرحية، كما أن هناك ملتقى الربابة الذي يقام مرة كل سنتين بالتناوب مع مهرجان المونودراما، حيث يشكل فرصة للباحثين والعازفين من كافة أرجاء العالم للانتباه إلى هذه الآلة وتاريخها واستخداماتها، وجائزة الفجيرة للتصوير الضوئي التي تساهم في التوثيق الصوري لجوانب من الحياة في الإمارة والغنى الجغرافي الذي تتميز فيه، وتشجع المبدعين، وهناك ملتقى الفجيرة الإعلامي والذي ستنطلق الدورة الرابعة منه الأسبوع المقبل.
حضور قوي لمهرجان المونودراما
أشار الشيخ راشد بن حمد الشرقي، إلى أن مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما منذ دورته الأولى عام 2003 حقق حضورا عربيا ودولياً بارزاً، ومع وصوله إلى الدورة السادسة في يناير المقبل 2014 أصبح المهرجان الدولي الأول في مجال المونودراما أو فن الممثل المسرحي الواحد على مستوى العالم، من حيث نوعية المشاركات، والتنظيم، والاعتراف الدولي المسرحي به. وأضاف: “علينا أن نحافظ على هذا المهرجان الذي يقام مرة كل سنتين بالتجديد المستمر، والتعريف به، وبث الروح في ثناياه، والدعم ، ومن هذه الناحية فإن إمارة الفجيرة تحتضن مقر الهيئة الدولية للمسرح والتابعة لليونسكو، إضافة إلى نجاح ابن الفجيرة المهندس محمد سيف الأفخم بالوصول إلى منصب الأمين العام لهذه الهيئة وهو أرفع منصب مسرحي عربي على المستوى الدولي، كما أننا في هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام نقدم الدعم لإصدارات الهيئة الدولية للمسرح، ونشرف على المسابقة الدولية لنصوص المونودراما باللغة العربية، وندعم النسخة الانجليزية، ونوفر المجال لإقامة الاجتماعات في الفجيرة للمسرحيين العالميين لمناقشة المسائل المتخصصة المتعلقة بالمسرح.
عدد اليوم
