الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كمال عبداللطيف يقرأ جهود محمد عابد الجابري الفكرية

كمال عبداللطيف يقرأ جهود محمد عابد الجابري الفكرية
14 يونيو 2010 21:35
استضاف المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة أمس الأول في مقر المركز بأبوظبي، الباحث المغربي الدكتور كمال عبد اللطيف أستاذ الفلسفة السياسية والفكر العربي المعاصر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة محمد الخامس، في الرباط في محاضرة بعنوان “الجـابري مفكراً” بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة المفكر المغربـي محمـد عـابـد الجـابـري (1936- 2010)، وشهد المحاضرة شخصيات دبلوماسية واجتماعية وعدد من المثقفين والصحفيين والمهتمين بالفكر العربي. وفي تقديمها للمحاضر أعربت الإعلامية الإماراتية بغداد أحمد عن شكرها الى المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة على حرصه الكبير واهتمامه بشريحة الأدباء والمفكرين الذين ساهموا في إحياء التراث العربي. وأضافت”منذ عقود وعقله يحلق في الفكر فحاز بجدارة على لقب الفيلسوف، هو الجابري الذي قدم لنا ابن رشد من جديد”. وتتبعت بغداد أحمد السيرة العلمية للدكتور كمال عبد اللطيف بإصداراته الفكرية وهي “سلامة موسى وإشكالية النهضة”، و”التأويل والمفارقة، نحو تأصيل فلسفي للنظر السياسي العربي”، و”مفاهيم ملتبسة في الفكر العربي المعاصر”، و”قراءات في الفلسفة العربية المعاصرة”، و”العرب والحداثة السياسية”، و”المغرب وأزمة الخليج”، وغيرها الكثير. واستهل كمال عبد اللطيف المحاضرة بتقديم الشكر إلى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة في مسعى إعلاء شأن الثقافة والفكر العربي. ثم أشار الى مساهمات الأعمال الفكرية التي أنتجها محمد عابد الجابري، في بناء مجموعة من المواقف والاقتناعات الفكرية والتاريخية، وفي موضوعة قراءة التراث العربي الإسلامي. وتوقف الباحث أمام محورين كبيرين، وهما أولا محور الجبهات التي خاض فيها الجابري معارك فكرية متعددة، وثانياً محور السمات الكبرى التي تحدد طبيعة إنتاجه وخصائصه العامة. وتطرق الى أولى الجبهات وهي “جبهة الفلسفة والدفاع عن العقلانية” التي قال فيها “استغرق كفاح الجابري داخل هذه الجبهة عمره المهني كاملا “1967-2002”، وبرزت مواقفه في الأدوار التي مارسها في مجال تعليم الفلسفة وتعميم الوعي الفلسفي في المجتمع المغربي منذ منتصف الستينات، حيث أصدر الجابري بصحبة زميليه المرحوم أحمد السطاتي ومصطفى العمري سنة 1966 ، كتاب “دروس في الفلسفة”، وكان إذ ذاك مسؤولا عن الإشراف التربوي في وزارة التربية الوطنية”. وقال عبد اللطيف”درَّس الجابري في الجامعة تاريخ الفلسفة، كما درس الماركسية والتحليل النفسي، ودرس علم الكلام وابن خلدون في الفكر العربي الإسلامي، ثم ترجم في مجال نظرية المعرفة والإبستمولوجيا، جملة من النصوص لرواد فلسفة العلوم في الفكر الفرنسي المعاصر، وخلال ما يقرب من أربعة عقود، لم يتوقف عن العطاء في مجال الدرس الفلسفي داخل الجامعة وفي الندوات الكبرى لكلية الآداب في السبعينات وبداية الثمانينـات، وهي النـدوات التـي شهدت ميـلاد طلائع تعليم الفلسفـة في الجامعـة المغربيـة، نقصد بـذلك الندوات “ابن خلدون، ابن رشـد، الإصـلاح في الفكر العربي الإسلامي، الفلسفـة اليونانية والثقافة العربية في سنوات السبعينات ومطلع الثمانينات”. وأشار عبد اللطيف إلى ثاني الجبهات وهي “جبهة نقد التراث ونقد العقل العربي” التي شكلت عناية الجابري بالظاهرة التراثية مدخلا كبيراً في أعماله الفلسفية والفكرية العامة. وقال”يعرف المتابعون لمساره الفكري أن أطروحته لنيل الدكتوراه الدولة في الفلسفة والتي ناقشها عام 1970، كانت في موضوع العصبية والدولة في فكر ابن خلدون، ثم ما أثمر خلال عقدين كاملين من الزمن، رباعية نقد العقل العربي، وهي “تأويل العقل العربي 1984، وبنية العقل العربي 1986، والعقل السياسي العربي 1990، والعقل الأخلاقي العربي 2001”. أما الجبهة الثالثة التي أكدها الباحث فهي “جبهة العمل السياسي، في الدفاع عن الحرية والتحديث السياسي” التي انخرط الجابري فيها بحماس في العمل السياسي، حيث لم ينسحب من العمل السياسي حتى عندما قرر وقف أنشطته السياسية. وأكد الباحث أن الجابري ظل يوائم بين التراث والحداثة طوال أكثر من 30 عاماً، ثم ناقش أهم سمات طروحاته وهي القبيلة والغنيمة والعقيدة. وقرأ عبد اللطيف نصاً من محاضرة ألقاها الجابري في الجامعة بعد انتهائه من تحقيق 10 مجلدات من مؤلفات ابن رشد، وكان النص من كتاب ألفه الباحث عن الجابري. وأخيراً قدم الشاعر حبيب الصايغ المدير التنفيذي للمركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة درع المركز إلى الباحث تثميناً لجهوده في البحث والتنقيب المعرفي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©