الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفن باللعب

14 يونيو 2010 21:40
مراحل مختلفة تمر بالعمر البشري، وأخصص بالقول عمر الفنان، تجد الفنان يمسك بالكرة، في بداية مرحلته العمرية على الأرض، محاولا التعرف إلى شكل الدائرة فقط، لم يتعرف إلى قدراته وإمكانياته، التي تمكنه من فك رموز الكرة، وأنها وسيلة للعب، والتفاعل مع الآخر. عندما مسك الفنان الكرة، في أول مرحلة كون علاقة مع الشكل الدائري، وبعد أن اجتاز المرحلة الأولى، انتقل إلى المرحلة الثانية، حيث حاول التخلص من الكرة برميها، ليس لأنه مدرك وظيفتها كوسيلة لعب، بل أراد لذاته أن تتعرف إلى أشكال أخرى محيطة به، وفي كل مرة يقذف الشكل الذي تعرف إليه، أثناء عملية القذف، أدرك بأن الشكل الدائري له قدرة أكثر على الحركة نحو مسافات طويلة، وهنا حدث التحول عندما تمت عملية المقارنة مع أشكال أخرى، تحولت الكرة من شكل إلى وسيلة ترفيه بصري، وهنا قد دخل المرحلة الثالثة، وبدأ يتفاعل مع الآخر عبر الكرة. الفن باللعب ينبعان من حاجة واحدة لدى الفنان، وهذه الحاجة تمثل الرغبة بالاكتشاف والتعرف إلى الوسط المحيط، ولا يكون ذلك إلا بالتقاء الأنا مع الآخر، حيث يتعرف كل واحد منهما إلى أفكار وثقافة الآخر، الفن باللعب يمكن الفنان من تفجير طاقاته والتحرك بحرية نحو عالم شبه مثالي، وحين يمسك الفنان بأداة الفن يدرك بأنها وسيلة لعب، أي أنه تعدى مرحلة التعرف إلى الشكل، ودخل مرحلة التطبيق ليس برمي الأشكال، وإنما بتكوين أشكال نابعة من عالم الفنان الداخلي، وبعد التطبيق تتحقق السعادة لأن المنتج الفني ظهر على شكل مخلوق فني يسحر ويبهر الآخر. أثناء عملية الفن باللعب، يشعر الفنان بالرغبة للطيران، لاكتشاف جميع العناصر المحيطة، هو قد لا يتحرك، ولكن تبدأ بصيرته بالانتقال من زمن إلى آخر، وهكذا تتحقق الرغبة الداخلية للفنان، ينطلق الفنان من القاعدة الأساسية، وهي الذاكرة، ومنها يصل إلى المستقبل. كثير من الفنانين يعتبرون عملية اللعب، هو المنتج الفني، لذلك تجدهم يوثقون عملية اللعب بالفيديوا وتعرض في صالات العرض. science_97@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©