السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

التانجو و النسور في ذكريات المباراة الأجمل

التانجو و النسور في ذكريات المباراة الأجمل
23 أغسطس 2008 00:46
بعد 12 عاماً على استعراضهما في أولمبياد أتلانتا،1996 يقف المنتخبان الأرجنتيني والنيجيري وجهاً لوجه مجدداً في المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم ضمن دورة الألعاب الأولمبية، والتي ستقام اليوم على ملعب ''عش الطائر'' في العاصمة الصينية بكين· في الثالث من أغسطس عام 1996 شهد العالم أجمل مباراة نهائية في العصر الحديث للألعاب الأولمبية على ملعب ''سانفورد ستاديوم''، وجمعت بين ''راقصي التانجو'' و''النسور الخضر''، وقد مالت فيها الكفة إلى المنتخب الأسمر الذي خرج فائزا 3-2 بعد التمديد في لقاء حمل الاثارة منذ دقيقته الأولى وحتى الأخيرة من الوقت الاضافي· الفوز النيجيري وقتها أكد للجميع أن هناك غير الأوروبيين والأميركيين اللاتينيين في عالم المستديرة، اذ اثبت الأفارقة علو كعبهم وتحديدا النيجيريين الذين قدموا بسمعة طيبة استمدوها من حضورهم اللافت قبل سنتين في كأس العالم 1994 · وتأكد الحضور الافريقي القوي على الساحة العالمية والأولمبية تحديداً في سيدني 2000 عبر بقاء الميدالية الذهبية في القارة السمراء بفضل ''الأسود غير المروضة'' أي منتخب الكاميرون· لا شك في أن الأرجنتين ستدخل مباراة اليوم مرشحة كبيرة للاحتفاظ بالذهب الذي توجت به قبل أربعة أعوام في نهائي لاتيني صرف (فازت على الباراجواي 1-صفر) حمل دلالات عدة للكرة الأرجنتينية أولاً التي عادت لتشعر بالتفوق مع انهائها المسابقة من دون أن يدخل مرماها أي هدف، وللكرة اللاتينية ثانيا، والتي افتقدت للقب الأولمبي منذ فوز الأوروجواي به في أولمبياد امستردام 1928 على الأرجنتين تحديدا· ويأتي ترشيح الأرجنتين بشكل أكبر لتكرار سيناريو أثينا 2004 انطلاقا من امتلاء صفوفها بنجوم لهم سمعة أكبر عالميا من شبان نيجيريا، لكن تجدر الاشارة ألى نقطة مهمة وهي أن الصورة كانت مشابهة في 1996 إذ ضمت صفوف المنتخب الأرجنتيني الأولمبي اسماء أصبحت لاحقا أساس المنتخب الأول، أمثال روبرتو ايالا وخافيير زانيتي وكلاوديو لوبيز وهرنان كريسبو وارييل اورتيجا ومارتشيلو جالاردو، ومعهم أصحاب الخبرة دييجو سيميوني وروبرتو سنسيني، إلا أن هذه الكوكبة عجزت أمام ''انفجار'' المواهب النيجيرية في وجوههم، فكانت الغلبة لسيلستين بابايارو وتاريبو وست ونوانكو كانو وجاي جاي اوكوتشا ودانيال اموكاشي وصنداي اوليسيه وايمانويل امونيكي الذين دافعوا بعدها عن ألوان أهم الأندية في أوروبا· اليوم سيقف ليونيل ميسي وسيرجيو اجويرو وخوان رومان ريكيلمي وخافيير ماسكيرانو وفرناندو جاجو الذين سبق وعبروا إلى عالم النجومية، بهدف الثأر لاسلافهم من مجموعة نيجيرية يجد أفرادها في الميدالية الذهبية جواز عبور إلى المستوى الأعلى وتحديدا شينيدو اوجبوكه وفيكتور أوبينيا وسالومون أوكورونكو الذين شدوا الانتباه إليهم من ملاعب الصين· وفي الوقت الذي ستدخل فيه الأرجنتين اللقاء ساعية الى تعويض خيبة،1996 فان نيجيريا بدورها تتطلع إلى رد صفعة خسارتها المباراة النهائية لكأس العالم للشباب قبل سنتين في هولندا (1-2) حيث اسقطها ميسي بالضربة القاضية مسجلا ركلتي جزاء ببرودة أعصاب، واللافت أن نجم برشلونة الإسباني سيكون واحدا من خمسة ظفروا باللقب المذكور وحضروا إلى بكين، بينما يضم النيجيريون ثمانية لاعبين من منتخبهم الشاب الخاسر وبإدارة المدرب نفسه الدولي السابق سامسون سياسيا الذي قال: ''لا يزال الجرح مفتوحاً· الواقع اننا أهديناهم ذاك الفوز بارتكابنا خطأين مكلفين، لكن فريقي نضج ولديه خبرة أكبر، لذا لا أعتقد اننا سنرتكب الخطأ نفسه مرتين''· ولا يخفى أحدا أن ميسي سيكون محط انظار المتابعين والمنتخب النيجيري على حد سواء، الذي انشغل خلال الأيام الماضية في التحضير لايجاد طريقة يمكنه فيها وقف ''الفتى الذهبي'' الذي حلم بميدالية الفوز وجاء إلى الصين رغما عن برشلونة لتحقيق مبتغاه، وهو كان نجم المباراة أمام البرازيل (3-صفر) في الدور نصف النهائي رغم تسجيل أجويرو هدفين وتسببه بركلة الجزاء التي وقعها ريكليمي في شباك الغريم التقليدي· وما يمكن توقعه أن ميسي قد يعاني من مواجهة النيجيريين له بقساوة في خط الوسط حيث يعتمدون على قوتهم البدنية لأن مراقبته أمر صعب بحسب مدرب البرازيل كارلوس دونجا الذي اعترف بفشل خططه حول هذا الأمر· ولن يكون ''ليو'' وحده صانع الفارق، اذ أن اهمال النيجيريين لقدرات اللاعبين الآخرين قد يكلفهم غالياً لأن القائد ريكيلمي والهداف اجويرو والجناح الايسر انخيل دي ماريا المطلوب الآن من ريال مدريد بطل اسبانيا والانتر بطل ايطاليا، يمكنهم القيام بعمل لا يقل شأنا· وسيكون اعتماد المدرب سيرجيو باتيستا على الثنائي ''العتال'' جاجو وماسكيرانو لتنظيف منطقة الوسط وتخفيف الضغط عن ميسي عبر مشاكسة النيجيريين الذين يبرعون في هذا الموضوع وخصوصا ساني كايتا· وبدا قلب الدفاع القوي ديلي اديليي جريئا بالقول: ''ميسي، اجويرو، ريكيلمي، لا اعير اهمية للاسماء· انهم مجرد لاعبي كرة قدم مثلي· لديهم قوتهم ولدي قوتي ايضا· اذا كنت ألعب ضد ميسي أم غيره لدي ثقة كبيرة بنفسي لذا لا يوجد مشكلة''· وأياً يكن من امر، فان الترشيحات قد تسقط في كثير من الأحيان خلال المباريات النهائية للبطولات حيث يصنع الفارق الدافع الأكبر، وهذه النقطة تنطبق على الألعاب الأولمبية أكثر من غيرها استنادا إلى سجل الدورات السابقة·
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©