الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حبيبة الصفار: التدريس وسيلتي للتوعية بأخطار السكري

حبيبة الصفار: التدريس وسيلتي للتوعية بأخطار السكري
10 ابريل 2012
درست الدكتورة حبيبة الصفار سنوات طويلة في ثلاث قارات مختلفة، وأعدت الدراسات والبحوث في مجال العلاج الجيني، وتنقلت في عدد من المناصب، قبل أن تصبح مساعد بروفيسور في كلية الهندسة الطبية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث في أبوظبي، متوجة مشوارها العلمي والمهني لتنقل خبرتها إلى الجيل الصاعد. وتأخذ الصفار على عاتقها مسؤولية الحد من انتشار الأمراض الوراثية بين الإماراتيين، منطلقة من قاعدة علمية أسستها نتائج بحوث قامت بها لعل أبرزها رسالة الدكتوراه التي حملت عنوان «مشروع تأسيس قاعدة بيانات (السجل الإماراتي العائلي) والبنك العربي للعينات البيولوجية لدراسة وتحديد المسببات الجينية للأمراض الوراثية في السكان الأصليين». تتحدث الدكتورة حبيبة الصفار، مساعد بروفيسور في كلية الهندسة الطبية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث في أبوظبي عن مشوارها العلمي، فتقول «درست في ثلاث قارات مختلفة، أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس من كلية العلوم تخصص كيمياء حيوية من جامعة سان دييجو ستيت في أميركا، والماجستير من كلية الطب تخصص هندسة طبية من جامعة ليفربول في بريطانيا، أما الدكتوراه، فكانت في تخصص العلوم الوراثية والجنائية من جامعة ويسترن أستراليا في أستراليا، وعندما درست هذه التخصصات كنت على وعي بأن العلاج الجيني هو المفضل مستقبلا، وفكرت في حاجة الإمارات إلى هذا المجال في التخصص، حيث تنتشر مشكلة الأمراض الوراثية في الدولة نظراً لارتفاع معدل الزواج من الأقارب، ونقص الوعي العام». أداء رسالة المحطة الوظيفية الثانية في حياة الصفار المهنية كانت في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث في أبوظبي، حيث التحقت بها بعد أن أنهت درجة الدكتوراه مباشرة، لتشغل منصب مساعد برفيسور في قسم الهندسة الطبية. في هذا السياق، تقول «أدرس مادة الكيمياء للطلبة، وأقوم بعدة أبحاث، منها دراسة ظواهر تعدد العلامات الوراثية لأنزيمات الأيض للأدوية وغيرها من الجينات ذات الصلة بداء السكري من النوع 2 ومضاعفاته في السكان الأصليين والعرب المقيمين في الإمارات العربية المتحدة». وعن سبب اختيارها مهنة التدريس، تقول الصفار «مهنة التعليم من المهن الجليلة، وهي قبل أن تكون مهنة فهي رسالة تقترب من رسالة الأنبياء والرسل، حيث يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت معلماً»، ولذا فإن كل معلم يدخل هذه المهنة الشريفة لا بد أن يستشعر قداستها وعظم مسؤولياتها، فيخلص في تربية الأجيال قدر استطاعته ويؤدي رسالته، ويبلغ أمانته على أفضل وجه ممكن، والتعليم مهنة ذات قداسة خاصة توجب على القائمين بها أداء حق الانتماء إليها إخلاصاً في العمل، وصدقاً مع النفس والناس، وعطاء مستمراً لنشر العلم والخير، وقضاء على الجهل والشر». وتؤكد أنها تستغل وظيفتها كمعلمة في الجامعة لتوعية الجيل الصاعد بأهمية الحد من انتشار الأمراض الوراثية عن طريق تعريفه بآلية حدوثها وأسبابها والعوامل التي تقف وراءها والتي يمكن وضع حد لها لاسيما زواج الأقارب. وتشير الصفار إلى أن حياتها المهنية أو الوظيفية بدأت بعد أن أكملت البكالوريوس والماجستير، حيث عادت إلى أرض الدولة عام 2003 حاملة أملاً في أن تجد وظيفة في مجال تخصصها (الهندسة الطبية) الذي يعنى بدراسة الجسم البشري من الناحية الجينية والأنسجة، حيث تعد الهندسة الطبية من أحدث العلوم الهندسية التي نشأت مع تطور الطب الحديث. في تلك الفترة لم توفق الصفار في الحصول على الوظيفة في هذا التخصص في بداية مشوارها الوظيفي بسبب عدم وجود الشواغر في الهيئات الطبية التي قصدتها، وفي نهاية عام 2003 التحقت بشرطة دبي وبالتحديد بالمختبر الجنائي، وهناك تدرجت مسمياتها الوظيفية. إلى ذلك تقول «تدرجت مسمياتي الوظيفية من مساعد خبير إلى خبير مساعد إلى خبير، وذلك خلال سبع سنوات، حيث تميزت في إعداد البحوث العلمية التي بات يعتمد عليها كواحدة من القنوات الرئيسة التي تسهم في التعرف على واقع الجريمة، ومشكلاتها وطرح بعض الحلول لها وفق أسس علمية سليمة تأخذ في الاعتبار كل معطيات الواقع ومؤشرات المستقبل، وذات صلة بموضوع ومضمون القرار الأمني، وقد حصلت خلال عملي لدى شرطة دبي على شهادة الموظف المتميز لعام 2006». إطار علمي قبل أن تكمل الصفار حديثها عن مشوارها المهني بعد أن تركت شرطة دبي تعرج للحديث عن رسالة الدكتوراه التي أعدتها وتميزت بها، وتوضح «علمتني الحياة أن أرسم طريقي بأقلام من الإرادة والطموح، حيث الإنسان لا يولد عالماً متمكناً من كل شيء، فالعلم بالتعلم، وأنا لا أمل من طلب العلم والمعرفة، ووجدت نفسي مندفعة نحو استكمال دراستي الدكتوراه في العلوم الوراثية والجنائية، وكان عنوان رسالتي «مشروع تأسيس قاعدة بيانات (السجل الإماراتي العائلي) والبنك العربي للعينات البيولوجية لدراسة وتحديد المسببات الجينية للأمراض الوراثية في السكان الأصليين». وتقول الصفار «تضمنت الرسالة إطاراً علمياً، حيث تعد أول دراسة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وكذلك أول بنك عربي بيولوجي وقاعدة بيانات للعائلات العربية العريقة أسس لتحديد ودراسة المسببات الجينية لمرض السكري من النوع الثاني في السكان الأصليين (فئة البدو) في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن أهم نتائج البحث التي توصلت إليها الآتي: أولا: اكتشاف خمس جينات جديدة مسببة لمرض السكري من النوع الثاني في العرب وبالأخص الجين المسؤول عن مراقبة إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس، وهذا يدل على أن السكان الأصليين لدولة الإمارات العربية المتحدة لديهم علامات وراثية تميزهم عن باقي الشعوب الأخرى. ثانياً: إثبات واكتشاف جينات جديدة مسببة للسمنة المفرطة لدى مرضى السكري من النوع الثاني في السكان الأصليين لدولة الإمارات العربية المتحدة. ثالثاً: دراسة وتحديد نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في السكان الأصليين لدولة الإمارات العربية المتحدة. رابعاً: تأسيس أول سجل خاص للعينات العربية وعدد المسجلين في قاعدة البيانات (السجل الإماراتي العائلي) تصل إلى 23 ألف متبرع، منهم نحو ثمانية آلاف متبرع إماراتي من فئة البدو. خامساً: التعرف على مواضع العلامات الوراثية بين السكان الأصليين لدولة الإمارات العربية المتحدة، سادساً: تطوير طريقة حديثة لفحص العينات البيولوجية بتقنيات فائقة الجودة والدقة. سابعاً: دراسة هجرة العرب في شبه الجزيرة العربية. ثامناً: شرح وإثبات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالأدلة العلمية، بالنسبة للإعجاز القرآني في الآية رقم (77) من سورة الصافات في قوله تعالى «وجعلنا ذريته هم الباقين». أما من السنة الحديث الشريف حيث قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال:»سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم» حيث أثبتت الدراسة علميا عن طريق المسح الجيني ومقارنة عينات العرب بالشعوب الأخرى بأن لكل أمة من الأمم ترجع أصولها إلى أحد أبناء نوح الثلاثة». أهمية التكريم عن طموحاتها المستقبلية، تجيب الصفار «أطمح إلى تأسيس جمعية تضم الدول العربية متخصصة في دراسة المسح الجيني الكامل لتغطية جميع الفئات المقيمة في منطقة الشرق الأوسط لدراسة التنوع الوراثي في المنطقة، والحد من انتشار الأمراض الوراثية والوقاية منها لتحسين نوعية الحياة في جميع أنحاء الدول العربية». وتؤمن الصفار بأن التكريم يعزز الموهبة ويدفعها إلى المزيد من الإنجازات. وقد تعددت الجوائز والشهادات التي كرمت بها. تقول «حصلت على شهادات وجوائز عدة، منها شهادة الموظف المتميز، وشهادة تقدير لإعداد حملات توعوية عن العوامل الوراثية لدى مرضى السكري على مستوى الدولة، وشهادة تفوق من جائزة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وشهادة تفوق من برنامج «إعداد»، أما بالنسبة للجوائز، فقد حصلت على جائزة الدعم البحثي لمشروعي الدكتوراه من قبل مؤسسة الإمارات، وحصلت على جائزة من قبل مؤسسة البحوث الوطنية لدعم أحد البحوث العلمية التي أقوم بها حاليا في جامعة خليفة، كما حزت جائزة من قبل مؤسسة البحوث الوطنية لتدريب الكوادر المواطنة في جامعة هارفرد في أميركا، حيث سأغادر إلى جامعة هارفرد في الصيف الجاري للعمل في بحث عن استخدام تطبيقات الهندسة الوراثية في توفير البدائل المناسبة الممكنة للأجزاء المعتلة مثل صمامات القلب، بالإضافة إلى أنني شاركت في كثير من المؤتمرات الدولية، وقدمت ورقة عمل في عدة ندوات، ونشرت أبحاثي في عدة دوريات عالمية». فلسفة حياة «أدرك تماما أنه لايزال أمامنا الكثير مما يجب علينا القيام به، من أجل ذلك حذفت من قاموسي ثلاث كلمات الفشل، التشاؤم والكسل، ورحبت بالنجاح فرحب بي، وعشقت التفاؤل، ووضعت نصب عيني مقولة «المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة، والمتفائل يرى الفرص في كل صعوبة» بهذه العبارات عكست الدكتورة حبيبة الصفار شخصيتها ونظرتها للحياة، وترجمت قناعات استندت عليها في كل مراحل حياتها حتى أصبحت متميزة يشار إلى إنجازاتها بالبنان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©