السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اقرب» أول عمل سينمائي إماراتي يعتمد في مناهج جامعة عالمية

«اقرب» أول عمل سينمائي إماراتي يعتمد في مناهج جامعة عالمية
10 ابريل 2012
في سابقة تشهدها السينما الإماراتية للمرة الأولى، جرى اختيار الفيلم السينمائي القصير “اقرب”، للمخرج الإماراتي الشاب حمد صغران، ليكون ضمن المقررات التدريسية في برنامج جامعة نيويورك أبوظبي المتخصصة بالتعليم السينمائي، وذلك بعد مشاركة الفيلم في مجموعة من التظاهرات السينمائية المحلية والعربية، خاصة مهرجان الخليج السينمائي في دورته الرابعة، ومهرجان أبوظبي، حيث نال استحسان النقاد والجمهور، وفاز بجائزة أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي. يقول مخرج الفيلم حمد صغران إن فكرة العمل السينمائي راودته في أحد أيام شهر ديسمبر من العام 2010 حيث كان متواجداً في إحدى الدوائر الحكومية بهدف إنجاز فيلم لصالح هذه الدائرة، ويضيف: التقيت يومها شخصاً يدعى محمد الهدية الشحي، وكان يحدثني عن الكثير من المواضيع التي تهم الشباب، حيث ذكر أنه يعمل رئيساً لمجموعة تطوعية تحمل اسم “بصمة إبداع”، وهي تقدم ثلاث خدمات رئيسية: خدمة “موهوب” التي تدعم المواهب الشابة، وخدمة “أبشر” وهي خاصة بمساندة وتنظيم الفعاليات والنشاطات الخاصة بالجهات الحكومية والخاصة، إضافة إلى خدمة “اقرب”، وهي عبارة عن جولة مجانية تنظم لسياح دولة الإمارات العربية المتحدة القادمين من مختلف الأنحاء والجهات بهدف التعرف على الهوية الإماراتية وعلى العادات والتقاليد مباشرة من أهل البلد أنفسهم، وذلك بإشراف مجموعة من الشباب المتحمسين والمتطوعين لخدمة الوطن، ونشر قيمه الرائدة. بنية مركبة يضيف صغران: حماسة المحدث، وحديثه الشيق عن الإنجازات التي أمكن لمجموعته تحقيقها، دفعاني للتفكير في توثيق هذه المبادرة الطيبة من خلال فيلم سينمائي وثائقي، ينتمي إلى فئة الدراما الوثائقية، وهي عملية لا تخلو من صعوبة وتعقيد بسبب الطبيعة المركبة للمساق الإنتاجي، حيث يتعين عليك في مثل هذه الحالات أن تدمج بين البعد الوثائقي بما هو واقعي، وبين العامل الدرامي وهو ينطوي على قدر من التخيل والافتراض. لكن التفكير في الهدف كان يعزز القناعة بضرورة اعتماد هذا الأسلوب في إنتاج الفيلم، ذلك أن المطلوب هو عرض وتقديم ما هو كائن، بالتوازي مع ما يفترض به، أو يُطمَح له، أن يكون.. بداية الرحلة يتابع المخرج صغران مستعيداً مراحل تدرج الفكرة التي صارت واقعاً يبرر الاعتداد به: بعد أن دخلت الفكرة في حيز العمل والتنفيذ، بدأتُ بوضع سيناريوهات مختلفة لكيفية طرح القصة على المتلقي، وكان حرصي الأساسي متمحوراً حول ضرورة أن تكون مادة الفيلم ممتعة وغير مملة. وبعد تفكير مكثف اتجهت نحو نوع مختلف ومغاير من الوثائقيات تطلق عليه تسمية الدراما الوثائقية، وهي تمثل، كما سبقت الإشارة، نوعاً من المزج المدروس بين التنفيذ الفيلمي الدرامي مع المادة الوثائقية، وتساهم تلك العملية في إضفاء نوع من المتعة المقترنة بالفائدة، وإزالة غبار الجمود عن المعلومة في الطرح الوثائقي. بعد ذلك، يضيف صغران، تواصلت مع رئيس المجموعة، محمد الهدية الشحي، حيث جرى الاتفاق على البدء في التنفيذ العملي، والالتحاق بأقرب رحلة يقوم بها السياح تحت رعاية المجموعة لتوثيقها بما تستحق، ومن هناك انطلقت الرحلة. ظروف متواضعة عملية تصوير الفيلم كانت متوزعة على ثلاث مراحل تمحورت الأولى حول إجراء اللقاءات مع الأشخاص المعنيين، من منظمين ومنفذين، وارتبطت الثانية بالتواصل مع مقيم أرجنتيني على الأرض الإماراتية سبقت له المشاركة في التجربة ومتابعة تفاصيلها، فيما خصصت المرحلة الثالثة لتصوير الجزء الدارمي من الفيلم، وقد جرى إعداده بما يتلاءم مع الغاية المرجوة، وكانت أول المفارقات على هذا الصعيد تواضع حجم فريق العمل الذي تكون مني شخصياً، حيث كنت أتابع التصوير والمونتاج، ومن فيصل صغران الذي تولى مهام مساعد للتصوير وتسجيل الصوت، ومن راشد المنصوري في تسجيل الصوت أيضاً، ومن أديب العسم في الإعداد الموسيقي، وعبير النعيمي في الترجمة، وكان ناصر اليعقوبي مديراً للإنتاج. وتبقى المعضلة الأبرز في المسار الإنتاجي، والتي يحق لنا كفريق عمل الاعتزاز بكوننا قد تمكنا من تجاوزه، فتتمثل بضآلة الميزانية المخصصة للفيلم حتى حدود الانعدام الكلي، فالحقيقة هو أنه لم يكن هناك من ميزانية بأي معنى، وقد عوضنا عن ذلك بالكثير من التكاتف فيما بينا، وبالمزيد من المجهود أيضاً.. موسم الحصاد عن مرحلة الحصاد التي أعقبت الجهد والتعب، يقول حمد صغران مبتهجاً: عندما صار الفيلم جاهزاً شاركنا به في العديد من المهرجانات السينمائية المحلية، وأبرزها مهرجان الخليج السينمائي، الذي كان يعقد دورته الرابعة، حيث لمسنا الكثير من القبول من قبل مختلف الجهات المشاركة في المهرجان، فقد كانت الأصداء إيجابية في أوساط الجمهور، كذلك أبدى النقاد مشاعر طيبة حياله، فلما قررت أكاديمية نيويورك للأفلام أبوظبي منحه جائزة بدا الأمر اعترافاً بجهودنا من مرجعية نؤمن بقدرتها على التمييز بين الغث والسمين. ثم توالت الفرص حيث شارك فيلم “إقرب” في دورة العام 2011 لمهرجان أبوظبي السينمائي، وكان بين الحضور وفد من جامعة نيويورك أبوظبي، ولم يترددوا في إبداء إعجابهم بالفيلم، وكان ذلك عاملاً أساسياً في حسم قرارهم بشأن اختياره كمقرر دراسي في جامعتهم المرموقة. اعتراف بنهضة السينما الإماراتية يتحدث صغران عن التفاصيل التي شكلت مفترقاً حاسماً في حياته المهنية قائلا: في أول شهر نوفمبر الفائت وردني اتصال من جامعة نيويورك، يتضمن طلب الجامعة أخذ حقوق الفيلم لتدريسه في مساق الدراسات الإعلامية، جاء ذلك بعد مشاهدتهم للفيلم في المهرجان، وتعبيراً عن إعجابهم بطريقة عرض الفكرة، وعلمنا أن الاعتبارات التي أملت عليهم اختيار الفيلم تمثلت بنوعية التقنيات المستخدمة في إطاره، وبالأسلوب الإخراجي المعتمد، ومن البديهي الإشارة إلى أن فيلم “اقرب” يمثل العمل السينمائي الإماراتي الأول الذي يجري تدريسه في جامعة عالمية، والأمر يشكل مصدر فخر بالنسبة لي، خاصة لما ينطوي عليه من اعتراف بمشروعية السينما الإماراتية الناهضة، ومن إقرار بالخطى الحثيثة والواثقة التي تسير بها الإمارات على طريق المشاركة في مسيرة الإبداع العالمية المعاصرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©