السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أول فال» يحول الأفكار التراثية إلى فرص استثمارية

«أول فال» يحول الأفكار التراثية إلى فرص استثمارية
10 ابريل 2012
تجمع أيام الشارقة التراثية تحت مظلتها نماذج متعددة من مشاركات المواطنين، فتتيح لهم مساحات مختلفة من الفرص والتجارب، خاصة لفئتي الأسر المنتجة والشباب من أصحاب المشاريع الصغيرة، منشأة لهم، في قرية التراث، سوقا شعبيا، أطلقت عليه اسم “أول فال” على الطراز العربي التقليدي ليكون رديفا للأسواق القديمة في الإمارات. أزهار البياتي (الشارقة) - تصطف مجموعة من الدكاكين والأكشاك الصغيرة على جانبي الفرجان الضيقة وممراتها المتداخلة في قرية التراث بالشارقة، محولة المكان إلى حيز تختلط فيه الروائح مع الألوان والأصوات، ليصبح “أول فال” سوقا غيرعادي يلتقي فيه العديد من الباعة والفنانين والتجار الصغار، من أصحاب المشاريع المنزلية الصغيرة، فضلا عن ممتهني الحرف اليدوية، والأسر المنتجة، وكل من يريد أن يبيع أشياء مستنبطة من التراث الإماراتي الأصيل، في إطار فعاليات الدورة العاشرة لأيام الشارقة التراثية. وحدات إنتاجية يقول مدير إدارة التراث عبد العزيز المسلم “أنشأنا في هذه الدورة العاشرة من المهرجان سوقا شعبيا صغيرا باسم “أول فال” ليكون فألا حسنا على مشاريع المساهمين المشتركين فيه، خاصة من الأسر المنتجة والحرفيين التقليديين الذين يصنعّون منتجات تحمل طابعا تراثيا، هادفين من وراء ذلك إثراء أيام الشارقة التراثية بمختلف البرامج والأنشطة التي تحيي زمن الماضي الجميل، بالإضافة إلى دعم أصحاب المشاريع الصغيرة، من ذوي الدخل المحدود من الفتيات وربات البيوت، والذين حولوا بيوتهم لوحدات إنتاجية صغيرة وفعالة، مستثمرين من خلالها مواهبهم وطاقاتهم الإبداعية الكامنة ليسهمن في عجلة التنمية، ويروجن للتراث الإماراتي الإنساني ولثقافة حب العمل الحر وتحويل الأفكار التراثية لفرص استثمارية ناجحة”. وتقول أم مروان، واحدة من الأسر المنتجة مشاركتها في قرية التراث “بدأت عملي من البيت قبل أعوام، بعد أن قررت أشغل أوقات فراغي بممارسة حرفة يدوية أحبها وأجيدها وأحصل من خلالها على دخل إضافي يعنيني في تكاليف الحياة، وهي صناعة الجلابيات العربية المخورة والمطرزة وتزينها بالشرائط والنقشات التراثية المتنوعة للكبار والصغار، وشاركت في عدة معارض في الدولة”. وتشير إلى أنها تجربته الثانية في أيام الشارقة التراثية. وتضيف “وجدت إقبالا جيدا من الجمهور خاصة خلال هذا العام، ربما لأني أقدم أثوابا تقليدية ملونة ذات طراز قديم، ولكنها مازالت حاضرة في ذوق نساء المجتمع، كما نتعرف من خلال هذه المناسبات على الوجوه الطيبة من أهل الإمارات الذين يتوافدون على المكان من حدب وصوب، وهم بذلك يشجعون المواطنات من ربات البيوت على فتح المشاريع الصغيرة والمشاركة في مختلف المهرجانات والأنشطة التجارية الهادفة”. وتوضح أم مروان “أنا أتعاطى مع الزبائن بكل ود وحب، ومشروعي المنزلي الصغير عرفني على الكثير من الناس الطيبين، فكونت معهم علاقة مبنية على الصدقية والثقة”، مشيرة إلى أن نسبة ربحها معقولة ومقبولة. مفردات دارجة على بعد أمتار قليلة منها عبقت في الأجواء رائحة المسك والعود وأريج الطيب والبخور، حيث عرضت مريم عبيد منتجاتها في قرية التراث. إلى ذلك، تقول “أصنع العطور والبخور منذ عشرين عاما، وهي مهنة تعلمتها من أمي وجدتي، لأبدأ صناعتي الخاصة مستعينة بالفطرة والخبرة، وموهبتي الخاصة في تمييز الروائح وتفنيد الأطياب”. وتوضح “انطلقت برأس مال صغير، ومجموعة من الخامات والزيوت العطرية الأصيلة، لأخلطها حسب ذوقي الخاص وأطيبها بأصيص العود والمسك والعنبر، ثم أضعها في مع قوارير صغيرة وعلب ملونة، مطلقة عليها أسماء مختلفة مستنبطة من المفردات الدارجة قديما في بيئة في الإمارات، كبخور بو تيلة، وبو طيرة، ودخون بارجيل وخنجر وكحل وغيرها الكثير من المسميات التي لها وقع تراثي جميل، وأبيعها من خلال اشتراكي في مثل هذه المهرجانات التراثية التي تعتبر فرصة رائعة لكل الأسر المنتجة تمكنهم من تسويق بضائعهم وزيادة مواردهم المالية”. من جهتها، تقول شقيقتها غاية عبيد، صاحبة مشروع “المرتعشة الذهبية”، وهي أيضا مشاركة في السوق “مشروعي مختلف ولكنه مرتبط أيضا بالتراث، فأنا أجيد تحميص وإعداد القهوة العربية، وصناعة الشاي المعطر بالهيل والزعفران، لذا حولت موهبتي هذه لعمل استثماري ناجح ومهنة أعتاش منها، لأوزع مختلف المشروبات الشعبية في المناسبات والحفلات والأعراس، مكونة فريق متكامل من صبابات القهوة بملابسنا الوطنية الجميلة، حيث نصب دلال من القهوة والشاي ونقدمه بنكهات مختلفة مطعمة بالعسل أو الزنجبيل أوالزعتر أوالحليب أوالحبة الحمراء على الضيوف”. وفي دكان صغير وقفت أم مشعل، صاحبة مشروع “روح البنفسج”، لتبتسم من خلف برقعها الوقور مرحبة بالزائرين والحضور. عن مشروعها، تقول “يتلخص مشروعي في صناعة العطور العربية والدخون الشرقية مع أقراص البخور ومعطرات المفارش والبيوت، وبعض كريمات الجسم المخلطة بالمسك والعود، والمخمرية التي تطّيب خصلات الشعر، وهي مهنة ذات مدخول جيد تعلمت أسرارها من صديقة عزيزة علي منذ أكثر من عشر أعوام”. وتضيف “انطلقت من بيتي وبمساعدة ابنتي استقلال، التي لم تجد وظيفة مناسبة بعد تخرجها، فقررت الدخول في مشروعي وتطويره ببعض الأفكار الجديدة، لندخل على صناعتنا بعض العطور الفرنسية، وبعض الخلطات الجديدة، مكونتين بصمتنا الخاصة في هذا المجال، ومعتمدتين مسميات متنوعة ومنها عطر رومانسي، وبخور عيون المها، ودخون نور عيوني، وعود روح الإمارات وهي تختلف حسب المواسم والمناسبات فنجتذب من خلالها فضول الزبائن لاكتشاف مكوناتها وأسرارها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©