تتوجه هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية ''تنمية'' نحو تطبيق إجراء يقضي بإلزام الباحثين عن العمل المتقدمين إليها بإرفاق شهادة حسن السيرة والسلوك بطلبات التوظيف، على أنه سيتم رفض أي طلب توظيف لا يتضمن الوثيقة في إجراء يتوقع دخوله حيز التنفيذ بداية أكتوبر المقبل·
وأشارت نورة البدور مديرة مركز التوظيف وتنمية المهارات في الهيئة إلى إطلاق برنامج جديد يقضي بتحديد ميول الباحثين عن العمل وتقييم قدراتهم لتهيئتهم للوظيفة المناسبة وذلك بالمجان للمقيدين في سجلات الهيئة وبرسم قدره 500 درهم لغير المقيدين·
وجاء إعلان الهيئة عن توجهها الجديد عقب انتقادات وجهت لها من مواطنين ومواطنات باحثين عن عمل بعد أن أعلنت الأسبوع الماضي عزوفهم عن قبول نحو 1700 وظيفة وفرتها لهم، في ظل وجود نحو 14 ألف باحث عن عمل مسجلين في قيودها وبواقع 15 الى 20 طلبا تتلقاها يومياً·
وترفع ''تنمية'' في أكتوبر المقبل الى وزارة شؤون مجلس الوزراء قائمة تضم أسماء نحو ألف مواطن ومواطنة استنكفوا عن حضور الأيام المفتوحة للتوظيف، ضمن تقارير الهيئة الدورية للوزارة انسجاما مع الاستراتيجية الحكومية، في معرض نفيها للانتقادات وتأكيدها على استمرار رفض الوظائف المتوفرة·
وقال مواطنون ومواطنات انهم تقدموا الى الهيئة منذ سنوات متفاوتة غير ان الاخيرة ''لم تنجح في توفير الوظائف لهم''، ومن بينهم المواطن هـ·ا الذي قال انه ''لجأ في العام الماضي الى تنمية سعيا للحصول على وظيفة لكن المعنيين فيها أبلغوه انه سيتم الاتصال به في أقرب وقت وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن''·
وأضاف انه ''عمل لدى إحدى وكالات بيع السيارات في وظيفة المبيعات غير انه فضل الاستقالة رغم تميزه وذلك نتيجة مضايقات تعرض لها من قبل بعض العاملين هناك''·
وقالت المواطنة غ·م الحاصلة على شهادة تأهيل وظيفي من إحدى كليات التقنية انها ''منذ العام 2004 وهي تنتظر مجرد مكالمة من هيئة ''تنمية'' تبعث فيها الأمل بقرب حصولها على الوظيفة''، موضحة انها راجعت الهيئة أكثر من مرة وكانت الردود تتمثل في عدم توافر الوظيفة لها''·
وكانت الهيئة أرسلت الأسبوع قبل الماضي نحو 4 آلاف رسالة نصية الى الباحثين عن العمل المقيدين في سجلاتها لإعلامهم بتوفر 30 وظيفة لدى قطاع الفنادق، إلا أن عدد المستجيبين وصل الى 46 باحثا عن عمل فقط، بحسب البدور·
كما هاتفت الهيئة نحو 300 باحث عمل الى جانب إرسالها ألف رسالة نصية لآخرين لحثهم على المراجعة لتوظيفهم لدى شركة ''دوبال'' التي تحتاج الى شغل 60 وظيفة، غير ان عدد الذين حضروا الى الهيئة للاطلاع على الوظائف واجراء المقابلات اللازمة بلغ 43 مواطنا ومواطنة تم توظيف 12 منهم·
من جهتها جددت نورة البدور مديرة مركز التوظيف تأكيدها على ان الهيئة لديها العديد من الوظائف التي أحجم عنها مواطنون ومواطنات رغم متابعتهم وحثهم على الحضور الى الهيئة للاطلاع على طبيعة الوظائف·
ومن بين هذه الوظائف قطاع الفندقة مثل الامن والسياقة والإرشاد السياحي واستقبال الضيوف وتوديعهم ومرافقة الزوار وتنظيم الحفلات اضافة الى وظائف في قطاع البنوك تشمل محاسبين والأمن ومندوبي المبيعات وغيرها من الوظائف·
وقالت في معرض دفاعها عن الهيئة ان هناك العديد من الباحثين عن العمل يطلبون وظائف لا تتناسب ومؤهلاتهم الدراسية وكذلك أجورا شهرية مرتفعة، كما ان هناك من يطلب الوظيفة الحكومية فيما يؤكد ''مواطنون انهم على أهبة الاستعداد لشغل أية وظيفة وسرعان ما يتراجعون عند عرض الفرص عليهم تحت مبررات وحجج مختلفة''·
وأوضحت ان النظام الالكتروني الداخلي للهيئة يتضمن أسماء وأرقام هواتف جميع المواطنين والمواطنات الذين تم الاتصال بهم لشغل الوظائف ولم يستجيبوا وأولئك الذين رفضوا الوظائف التي عرضت عليهم، مؤكدة ان الهيئة ''ليس لديها ما تخفيه وهي تتعامل بشفافية مطلقة وعلى استعداد تام لفتح ملفاتها لمن يريد التأكد من مسألة العزوف عن قبول الوظائف''·
واضافت ''انها ستحيط وزارة مجلس شؤون الوزراء في شهر اكتوبر المقبل بأسماء ألف باحث عن العمل تم الاتصال بهم لحضور الايام المفتوحة للتوظيف إلا انهم تخلفوا رغم تأكيدهم انهم سيحضرون ما يشير الى عدم جديتهم في البحث عن الوظيفة''، كما قالت·
واضافت ''هناك مواطنون تركوا الوظائف التي وفرتها لهم الهيئة لأسباب غير منطقية مثل مواطن عمل مندوب علاقات عامة لدى إحدى الشركات وترك عمله بسبب عطل سيارته وحضر الى الهيئة لاحقا مطالبا بتوفير سيارة له ليعود الى عمله وآخرون تم توظيفهم في احدى محلات السوبر ماركت الكبرى واستقالوا من عملهم بعد مرور أسبوع فقط''·
عدد اليوم
