أكد خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس ضرورة إخراج زكاة المال التي تعد من أركان الإسلام، وتمثل صورة من صور التكافل والترابط بين أفراد المجتمع المسلم·
وقالوا في خطبة الجمعة الموحدة إن الله تعالى فرض الزكاة على عباده وجعلها من أركان هذا الدين وقرن بينها وبين الصلاة في كتابه المبين وجعلها حقا للفقراء والمساكين وأمر بأدائها وحذر من التهاون والتقصير فيها لما لها من الفوائد الكثيرة العظيمة التي تعود على الفرد والمجتمع بالخير العميم·
وأكدوا أن الزكاة تطهر نفس صاحبها من الشح والبخل وتعوده على البذل والعطاء حيث يقول الله عز وجل ''خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم·''
وأضاف خطباء الجمعة أن الزكاة نماء وبركة وأمان للمال وحفظ له من الضياع والنقصان حيث يقول عز وجل: ''وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون'' أي الذين يضاعف الله تعالى لهم الثواب والجزاء·
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:''ما نقص مال عبد من صدقة'' وقد ضمن الله تعالى أن يخلف على من أنفق شيئا يريد به وجه·
وأشار الخطباء إلى قوله عز وجل: ''وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين،'' وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم:''قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك''·
وأوضحوا أن في إيتاء الزكاة نماء لمال المزكي حيث تكفل الله سبحانه وتعالى بنماء الصدقات وزيادتها ما دامت من كسب طيب حيث يقول صلى الله عليه وسلم:''من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربى أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل''·
وأضاف الخطباء أن الزكاة سبب في دخول صاحبها الجنة ونجاته من أهوال القيامة وعذاب النار قال الله عز وجل: ''وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين· الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين·''
وحذروا من منع الزكاة حيث توعد الله مانعها بالعذاب الأليم فقال عز وجل: ''والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم· يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون·''
وقالوا: ''إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أن من عواقب منع الزكاة أن يحرم الناس من المطر حيث قال: '' وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء''·
وأشار الخطباء إلى أن ''المجتمع الذي تؤدى فيه الزكاة مجتمع تشيع بين أفراده المحبة والمودة وتعلو فيه راية التراحم والتعاون والتعاطف وتقل بين أفراده الفوارق الاجتماعية وتطهر فيه النفوس من جميع الضغائن والأحقاد؛ فيغدو هذا المجتمع متماسكا قويا كالبنيان متعاطفا متوادا كالجسد الواحد وتكثر فيه البركات وتتنزل على أهله الرحمات·''
وأشار الخطباء في نهاية الخطبة إلى إنشاء صندوق الزكاة، مؤكدين أن للصندوق دورا كبيرا في جمع الزكاة وتوصيلها إلى أهلها من ذوي الحاجات، داعين أفراد المجتمع إلى التعاون مع هيئة صندوق الزكاة لإنجاح مهمتها وأداء رسالتها التي تهدف إلى خدمة المجتمع، وتخفيف العبء عن المحتاجين، ومد يد العون للضعفاء والمساكين·
عدد اليوم
