السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النقل: الازدحام المروري في أبوظبي سبب تأخر الحافلات

النقل: الازدحام المروري في أبوظبي سبب تأخر الحافلات
23 أغسطس 2008 01:32
أعاد المدير العام لمكتب الحافلات العامة في دائرة النقل في أبوظبي عدم تطابق المواعيد في اللوحات الإعلانية مع مواعيد وصول الحافلات، إلى الازدحام على الإشارات في أوقات معينة خاصة مع أوقات الذروة وتوقف سائقي التاكسيات والسيارات الخاصة في المساحات المخصصة للحافلات· وأشار إلى ''أن لوحات المواعيد واحدة من خطوات المرحلة الانتقالية في النقل العام في أبوظبي، وتحتاج إلى دراسات تقوم بها الدائرة لرصد حركة ازدحام الشوارع''، في وقت عبّر فيه مستخدمو حافلات النقل العام عن ''استيائهم'' من افتقار الباصات الى الدقة في مواعيد وصولها إلى مواقع الانتظار· حمد الذي يستقل الحافلة يومياً إلى عمله، حدد الفارق في التوقيت بين 5 و10 دقائق، ورأت فاطمة، التي تستخدم الحافلة إلى عملها في مارينا مول بالمجان، أن عدم تحديد تعرفة لمسار الحافلة سبب ازدحاماً وتدافعاً· وكانت أعلنت الدائرة عن توفير خدمة النقل العام بالمجان لمدة 6 أشهر اعتباراً من بداية أغسطس الحالي ولمدة 6 أشهر حتى نهاية العام، تنفيذاً لتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· ولفت الهاملي، الذي استقل الحافلة عدة مرات في إطار مسؤوليته في الدائرة، إلى أن الحافلة قد تصل مبكرة أحياناً وليست بالضرورة متأخرة في كل الأوقات، وقال: ''تعاين الدائرة الانتقادات والاقتراحات التي تصلها عبر خط الدائرة المجاني، ولمست أن بعض هذه الانتقادات جدير بالدراسة للتوصل إلى حلول تجعل النقل العام محبباً ومريحاً للجمهور، وفي المقابل ثمة انتقادات غير واقعية وتفتقد الدقة''· واعتبر الهاملي أن الازدحام والإقبال لم يكنونا بسبب مجانية التنقل المستمرة لنهاية العام الحالي، لأن قاصد المول هو ذاته، غير أنه لم يعد يستقل سيارته ويركنها في الموقف، ''والدليل هو أن وضع المول لا يزال على حاله، كما شهدت على ذلك بنفسي حين استقللت الحافلة إلى المول وتجولت في أرجائه''· وتنتهي مجانية استقلال الحافلات مع انتهاء المرحلة الانتقالية، غير أن التعرفة ستكون بالطبع تنافسية مع النقل الخاص والتاكسيات، إذ تتراوح بين درهم و5 دراهم، بحسب الهاملي· ورأى ''أن النقل العام يحتاج إلى منظومة متكاملة أهم بند فيها سلوكيات السائقين الذين يتبعون مسارات وأنظمة مستجدة عليهم من جهة، والجمهور الذي تسيطر عليه ذهنية لا تتآلف مع مفهوم النقل العام''· وتقوم دائرة النقل في هذه المرحلة بتدريب مفتشين سوف تؤول إليهم مهمة تحديد مواعيد وصول الحافلات وتعيين ذروة الازدحام في الشوارع وعلى الإشارات، مما يساعد لاحقاً في ضبط وصول الحافلات دون تأخير، كما قال الهاملي· وأضاف: ''تبقى مسألة الحس بالمسؤولية لدى المواطنين والوافدين التي سنعتمد لحلها على التوعية''، معتبراً ''أن القانون لن يكون فعالاً، على أهميته، إذا لم يتفهم المواطنون والوافدون الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية للنقل العام''· واعتبر أنه ''لا يزال من المبكر البحث في ''المسار الواحد'' للحافلات، غير أنه وارد في جداول تطوير النقل العام في إمارة أبوظبي، ويحول دون تطبيق المسار الواحد للحافلات ''سهولة اقتناء السيارات الخاصة في الإمارات وابتعاد الناس عن مفهوم النقل العام وسيلة للتنقل''· وأشار إلى أن تشغيل الحافلات الجديدة التي ستصل أبوظبي مع انتهاء المرحلة الانتقالية- حيث تصل الدفعة الأولى منها 100 من أصل 500 حافلة في ديسمبر المقبل- سيساهم في تعزيز البدائل، فتتوفر الحافلات كل خمس دقائق على كل مسار· يذكر أن الحافلات الجديدة تسع 70 راكباً من ضمنها 34 مقعداً· حمد الذي يستقل الحافلة يفضّل ''أن تستقل زوجته سيارتها الخاصة على الركوب بالحافلة''، وقال: ''أحبذ ألا تستقل الحافلة مع العمال''، وأضاف: ''أما بالنسبة لي، فالحافلة توفر عليّ الوقت الذي كنت أقضيه باحثاً عن موقف لسيارتي''· بدورها غيد، معلمة في مدرسة، قالت ''تشاجرت مع زوجي حين كانت سيارتي في الكاراج للتصليح، أراد مني أن أستقل الحافلة، غير أني لم أرد أن أجلس مع العمال''· ويرى الهاملي أن النقل العام من أهم وسائل الدمج الاجتماعي بشكل مريح، فالحافلات الجديدة مزودة بكاميرات للمراقبة وثمة بحث في الدائرة لربطها عبر الأقمار الصناعية لتحديد دقيق لتوقيت وصولها، وهي كالنقل الجوي أو البحري توفر خدمات متنوعة ومستويات من الرفاهية تؤمن للراكب فرص اختيار الحافلة التي يريد''· وعبر الهاملي عن رفضه لتخصيص مقاعد للنساء من باب الالتزام الأخلاقي الداخلي لدى الركاب، وبرأيه: ''ليس بوسع القانون أن يغير في الذهنيات، حين يسافر المواطن إلى الدول الأجنبية يستقل الحافلات والقطارات، ويتخلى عن مقعده للعجزة والنساء، فلم لا نمارس هذه العادات الحميدة في مجتمعنا؟''· وأضاف: ''لا أخفي أننا نواجه مشكلة في النظرة إلى النقل العام، وهذه أبرز التحديات التي تواجه القطاع، وأثق بأن الحل هو في إحداث تغيير في هذه الذهنية بالتزامن مع توفير البدائل المريحة، نحن نسعى إلى تقديم خدمات تتناسب مع الاحتياجات العامة وتخدم مختلف الشرائح في المجتمع''· وشدد على أن الدائرة تسعى إلى تحقيق الاندماج في المجتمع وعدم الفصل، إنما دراسة متطلبات الناس والاستجابة لها من خلال توفير أنواع مختلفة من الخدمات، ومن هذه الأنواع خدمة المسار السريع الذي ينقل الراكب من نقطة ''أ'' إلى نقطة ''ب'' دون توقف مقابل تكلفة تزيد عن الانتقال بين النقطتين مع توقف لعدة مرات· ورأى أن ''الحافلة الجذابة والمريحة ستجذب المواطن و الوافد''، وأن ''دور الدائرة اليوم تنمية هذا القطاع الذي لا يحقق ربحاً مادياً مباشراً، ولكنه ذو فوائد لا يمكن التغاضي عنها''· وعرض الهاملي فوائد النقل العام، وقال: ''إن أهمها زيادة الإنتاجية في العمل، كما أثبتت دراسة سويسرية حول النقل العام، إذ إن مستخدم الحافلة يجلس بشكل مريح مبتعداً عن ضغط قيادة السيارة ومشكلة البحث عن موقف ليركنها قرب مكان العمل مما يزيد من انتاجيته في دوام العمل''· وحدد أهداف النقل العام في إمارة أبوظبي بتوفير خدمة يعتمد عليها وموثوق بها، تأمين المرونة في التنقل بأسعار تنافسية مع تخصيص محطات للانتظار مريحة ومكيفة· واعتبر الهاملي ''أن تعزيز النقل العام مسؤولية المجتمع، فإننا لن نسعى إلى إقناع رجل أربعيني أو خمسيني خصص جزءاً مهماً من شقاء العمر كي يمتلك سيارة فخمة بأن يستغني عنها ويركنها جانباً، إنما أخاطب الجيل الصاعد وأعمل على توعيته وعلى إرشاده على أسلوب يخدم فيه وطنه كما يخدمه هذا الوطن''· فحافلات النقل العام توفر في استخدام الطاقة، لأنها حين تسع 50 أو 70 راكباً، فهي تغني عن 50 سيارة تحرق مصدر الطاقة، وهذا يعني أيضاً التخفيف من تلوث الهواء النقي نتيجة عملية حرق مصدر الطاقة (البنزين أو الديزل) وتوفير في المصادر الأخرى كالماء والكهرباء·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©