الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة طحين في مدينة العين توقف عمل مخابز قبل رمضان

أزمة طحين في مدينة العين توقف عمل مخابز قبل رمضان
23 أغسطس 2008 01:34
تعاني العين منذ ستة أشهر من أزمة عدم توفر مادة الطحين وتوريدها الى الجمعيات التعاونية في المدينة التي اشتكى سكانها من عدم امكانيتهم في الحصول على تلك المادة خاصة مع اقتراب شهر رمضان، الامر الذي اكده مسؤولون في الجمعيات واعادوه الى الى قلة توريد الطحين من شركة المطاحن الكبرى في ابوظبي· وعزا إقبال حمزة المسؤول في شرطة المطاحن الكبرى المورد الرئيسي للطحين ''قلة'' توريد كميات كبيرة من المادة التي تشهد طلبا متزايد منذ فترة في المدينة، الى عدم قدرة شاحنات المصنع على تلبية التزايد في الطلب جراء اصطفافها لساعات طويلة امام محطات المحروقات لتعبئة الديزل، نافيا ان يكون للازمة علاقة بكميات القمح المستوردة· وقال حمزة ''هناك وفرة ومخزون كافٍ من القمح، لكن أصل المشكلة يكمن في عدم توفر الديزل'' مؤكداً أن الطلب على الطحين ''مرتفع'' ولذلك تعمل المطاحن على مدار 24 ساعة حتى تغطي احتياجات الجميع· وتشهد محطات وقود تابعة لشركة ''أدنوك'' للتوزيع ازدحامات نتيجة زيادة الطلب على الديزل الذي تبيعه بأسعار منخفضة بنحو 50% مقارنة بأسعار الديزل في محطات التوزيع الأخرى بالدولة، وسط شكاوى قطاعات اقتصادية عانت من نقص نسبي في المادة الاستراتيجية بعد أن تأخرت طلبياتها بسبب طوابير الشاحنات المصطفة للتزود بالوقود· وكانت الشركة أكدت في وقت سابق أنها قامت بتطبيق معايير جديدة للحد من الازدحام في محطاتها المنتشرة في معظم مناطق الدولة، حيث اتخذت تدابير منها تحديد أوقات مناسبة للتزود بالديزل خصوصاً للسيارات والمركبات ذات الحمولات الثقيلة وليس على مدار الساعة· كما خصصت الشركة عدداً من المحطات التي تقع على الطرق الخارجية والتي تبعد عن مناطق تركز التجمعات السكانية والأسواق والشوارع الداخلية وتتسبب في اختناقات مرورية، ناهيك عن زيادة عدد المضخات الخاصة بتزويد السيارات بالديزل في عدد آخر من المحطات لاستيعاب أكبر عدد من السيارات والشاحنات· وفي الوقت الذي تنفي فيه بلدية العين على لسان راشد النايلي مسؤول مركز المواد الغذائية وجود ازمة في مادة الطحين وتوزيع جميع الكميات المتوفرة على الجمعيات التعاونية في المدينة، اكدت الاخيرة وجود ''أزمة حادة'' في هذه السلعة المهمة'' الى جانب شكاوى مواطنين من نقص الطحين· ويقر ولاء راشد المدير العام بالإنابة لجمعية العين التعاونية بوجود أزمة حقيقية في الطحين بدأت قبل أكثر من ستة أشهر، مشيراً إلى أن مركز الجمعية الرئيسي كان يتسلم قبل بدء الضائقة من اثنتين إلى ثلاث شحنات كل أسبوع زنة كل شحنة 35 طناً يتم توزيعها على المركز الرئيسي وفروع الجمعية المختلفة الكائنة في مناطق المناصير وزاخر واليحر والهير والوجن والمقام والطوية والخالدية والشعيبة وفلج هزاع ومزيد والهيلي والمرخانية وتوام· واضاف انه يتم توزيع هذه الكميات بواقع أربعة اطنان للفرع الكبير وطنين للفرع الصغير وتباع الجونية الواحد من الطحين زنة 50 كيلوجراما بـ 73 درهما، مشيرا الى ان هذا السعر ''ثابت'' منذ فترة طويلة ومدعوم من الحكومة· على ان الجميع يتسلم منذ بدء الازمة شحنة واحدة زنة 35 طناً كل أسبوعين ويتم بيع هذه الكمية خلال يومين فقط وتصبح المخازن خالية إلى حين وصول الدفعة الثانية· وعزا المدير العام بالإنابة لجمعية العين التعاونية أسباب أزمة الطحين الى نقص الكمية الموردة من شركة المطاحن الكبرى بأبوظبي، اضاف أن زيادة أسعار المادة في دبي والإمارات الشمالية قبل بضعة أشهر حيث وصل سعر الجونية الواحة الواحدة زنة 50 كيلوجراما الى 120 درهماً ما دفع أصحاب المخابز والبقالات الى الحصول على كميات من الطحين من الشركة والجمعيات بإمارة أبوظبي· وتوقع ولاء راشد استمرار الأزمة خلال شهر رمضان الفضيل، لأنه ''لا توجد بوادر لحلها حيث مازال الوضع كما هو دون تغيير''، بحسبه· وقال نائب مدير عام تعاونية الاتحاد في دبي ابراهيم البحر إن افتعال أي أزمة لسلعة غذائية أو استهلاكية يحدث من خلال تخفيض الكميات من جانب التجار، ما يؤدي الى زيادة الطلب وتبرير رفع الاسعار، مستشهدا بما حدث سابقا في سلع مختلفة مثل الحليب· ولفت الى ان تعاونيات أبوظبي تحصل على الطحين بسعر 75 درهما للعبوة 50 كيلوجراما، بما يعني أن سعر العبوة زنة 10 كيلوجرامات يبلغ 7,5 درهم، لافتا الى أن الطحين في الامارات الشمالية يتم شراؤه من مصانع الغرير، والباكر بالشارقة، وشركة الفجيرة للدقيق· من جانبها، نفت بلدية العين على لسان أحمد راشد النايلي مسؤول مركز المواد الغذائية، وجود أزمة بالطحين، مؤكدا قيامهم بتوزيع الكميات التي تصل إليهم بشكل مريح على كل الأسر المواطنة من حملة البطاقات دون أن يتلقوا أية شكوى منهم· وأضاف ان الطحين متوفر بالبلدية بأنواعه الثلاثة علاوة على الهريس، وتباع الجونية من الطحين رقم ''''1 زنة 50 كيلوجراما بـ 72 درهماً ورقم ''''2 ورقم ''''3 زنة 50 كيلوجراما بـ 72,5 درهم بينما يباع الهريس زنة 40 كيلوجراما بـ 63 درهماً· وقال إن كل أسرة تحمل بطاقة مساعدة اجتماعية رسمية يصرف لها كيسان من الطحين رقم ''''1 و''''2 زنة 50 كجم وكيس واحد من الطحين رقم ''''3 وكيسين من الهريس كل شهر، وربما تزيد الكمية حسب طلب الأسرة· وأكد أن الكميات متوفرة لديهم بشكل يومي وتصلهم كميات بواقع مرتين وثلاث كل أسبوع· بدورهم قال أصحاب مخابز بالعين إنهم يواجهون أزمة في الطحين ''أثرت على عملهم اليومي''· ويقول ربيع عقاب مسؤول مخبز السويداء إن الأزمة بدأت عندما قررت الحكومة دعم الطحين وبيعه بسبعين درهماً للجونية الواحدة زنة 50 كيلوجراما بعد ان كان السعر سابقاً 100 درهم للجونية· واشار الى ان تحديد السعر تسبب في تحويل كميات الى دبي والإمارات الشمالية حيث يباع هناك بقيمة 131 درهماً، ما أدى إلى انخفاض الكمية الموزعة للمخابز والجمعيات التعاونية بالعين· واوضح مصدر في احدى التعاونيات رفض ذكر اسمه أن الطلب ارتفع على الطحين منذ توقيع مبادرات تثبيت الأسعار بنسبة بلغت 2000%، وكانت العبوة زنة 10 كيلوجرامات تباع في رمضان من العام الماضي بـ 10 دراهم، وارتفعت في الربع الأول من العام الحالي الي 26 درهما بزيادة 160%· وتضمنت مبادرة تثبيت الأسعار التي وقعتها الوزارة مع عدد من منافذ البيع 5 اتفاقيات، منها 3 تعاونيات اضافة الى اللولو وكارفور بحيث تباع مادة الطحين عبوة 10 كيلوجرامات رقم 1 بسعر 23,5 درهم، كما تباع نفس العبوة من نوع 2 بسعر 24,5 درهم· وقال عقاب إنه لا يحصل على الكمية الكافية من الطحين غير المتوفر في مخبزه نهائياً منذ أسبوع، ما اضطره للاستعارة من المخابز الأخرى وهو أسلوب متبع بين اصحاب المخابز في مثل هذه الازمات، على ان يعيد الكمية المستعارة عندما يتسلم حصته من شركة المطاحن الكبرى بأبوظبي· وأضاف ''انني أتحمل تكاليف الترحيل عند الاستلاف من المخازن الأخرى، في الوقت الذي تتحمل فيه شركة المطاحن الكبرى هذه التكاليف عندما أحصل علي حصتي من طرفها''· وقال ''تقدمت بطلب توريد طحين منذ تاريخ 11 من أغسطس الجاري ولم أحصل على طن واحد بسبب الأزمة الأخرى المتمثلة في الديزل حيث إن سيارات الشحن التابعة للشركة متعطلة عن العمل لعدم توفر الديزل مما يضاعف من معاناتنا''· وأكد سليم فرحات المدير العام لمخابز النور بالعين أن المشكلة ''متشعبة'' ولابد من تدخل الجهات المسؤولة لإيجاد حل جذري لها· وأوضح أن مصنع الطحين بأبوظبي يعتذر أحياناً لعدم ترحيله الطحين إلى المخابز بسبب نقص في الديزل أحياناً ونقص في السائقين أحياناً أخرى· واشار إلى أن الحكومة تدعم سلعة الطحين، لكن البعض من الإمارات الشمالية يحصل على كفايته من إمارة أبوظبي بسعر أقل مما يسبب الأزمة· وقال ''لا نعرف أين المشكلة واستمرارها يكبدنا خسائر فادحة، فقد اضطررت الأسبوع الماضي لشراء طحين من الشارقة 400 كيس زنة 50 كجم وكان الفارق في السعر 24 ألف درهم''· وبين فرحات ان انعدام الطحين ''يؤثر على عملنا ويفرض علينا عدم الالتزام مع الزبائن، ونتمنى أن يصل صوتنا إلى وزير الاقتصاد لحل المشكلة· وقال إن الزيادة في عدد السكان والطفرة التي تشهدها الدولة لابد أن تواجهها زيادة في الاستهلاك مما يتطلب وفرة في كل المواد''· ويقول المواطن سعيد علي سعيد الدرعي إن سكان منطقة القوع التي يسكنها والواقعة على بعد 120 كيلومترا من العين ومنطقة الوجن تعانيان من أزمة في الطحين الذي ''ينعدم فيهما بشكل نهائي لأيام معدودة، ولا يتوفر في الجمعية التعاونية ولا في البقالات، ما يضطرهم للتوجه إلى العين ولكن دون جدوى· كما طالب المواطن خالد العلوي رجل الأعمال تدخل وزارة الاقتصاد والجهات المعنية لإيجاد حل سريع وناجع لهذه الأزمة· وقال إن بعض التجار ''أعمى الجشع ضمائرهم وساعدوا في تفاقم الأزمة بتخزينهم للسلعة وبيعها بأسعار عالية دون مراعاة لأصحاب الدخول المحدودة''·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©