السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سالم سعيد: التكنولوجيا تغتال سحر الكرة

سالم سعيد: التكنولوجيا تغتال سحر الكرة
14 يونيو 2010 23:47
ناقش الفيفا على هامش مونديال جنوب أفريقيا المقترحات الجديدة الرامية إلى تطوير التحكيم بمساعدة التكنولوجيا وزيادة العدد إلى 5 حكام بدلاً من ثلاثة في المباراة الواحدة وهي المقترحات التي كانت قد اتخذت شكلاً عملياً على سبيل التجربة من خلال تطبيقها في دوري أوروبا أو ما كان يطلق عليه سابقاً كأس الاتحاد الأوروبي وفي كأس العالم تحت 17 سنة والتي أقيمت في بيرو ورفض جوزيف بلاتر رئيس الفيفا تطبيقها في المونديال الحالي لمزيد من الدراسة لكن يبدو أن الحكام ليسوا سعداء بمثل هذه المقترحات بل ويرفضونها جملة وتفصيلاً وهو نفس موقف حكامنا من أصحاب الخبرات الدولية الذين يرون في أخطاء التحكيم استكمالاً لجمال اللعبة بما يضفيه عليها من إثارة وجدل تماماً مثل أخطاء اللاعبين والمدربين وكلها جزء لا يتجزأ من كرة القدم حيث أن كرة بلا أخطاء هي بالقطع لعبة بلا روح! وقبل أن نتطرق إلى رأي التحكيم الإماراتي في القضية نستعرض الدوافع التي ساقت إلى هذه المقترحات وما استتبعها من تجارب حيث كان آخرها المطالبات الكبيرة التي نادت بضرورة الاستعانة بتقنيات الإعادة التليفزيونية بعد لمسة اليد التي أهلت فرنسا لنهائيات المونديال الحالي على حساب أيرلندا لما هيأ المهاجم الفرنسي المخضرم تييري هنري الكرة لزميله وليام جالاس ليحرز منها هدف التأهل في الملحق الأوروبي لتصفيات المونديال. ومن قبل كان الأداء المتذبذب والمتدني للحكام في العديد من المباريات بمونديال 2006 سبباً في كثير من الأزمات خاصة الحكم الروسي فالينتين إيفانوف خلال مباراة هولندا والبرتغال لما طرد 4 لاعبين وأشهر البطاقة الصفراء 16 مرة وكذلك الحكم الانجليزي جراهام بول الذي أشهر البطاقة الصفراء للاعب جوسيب سيمونيتش 3 مرات قبل طرده في لقاء كرواتيا واستراليا، ومن قبلها لقي التحكيم انتقادات كبيرة في مونديال كوريا واليابان 2002 فاستتبعها لجوء الفيفا إلى تجربة تقنية “الكرة الذكية” خلال مونديال الناشئين تحت 17 سنة في بيرو لتظهر ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت خط المرمى من عدمه لكن بلاتر رفض تطبيقها في مونديال 2006 وسمح فقط باستخدام جهاز اتصال يتحدث من خلاله الحكام الثلاثة أثناء المباراة. وقال الحكم الدولي والسكرتير السابق للجنة الحكام الإماراتية سالم سعيد إنه من واقع خبراته العملية يرى بعض هذه التقنيات تمثل عوامل مساعدة والبعض الآخر لا يصلح وهو ما يدخل في صميم قانون اللعبة. وأضاف إن القرارات التي تتعلق بإلغاء قرار الحكم تضر باللعبة وتضعف من شعبيتها وتفقدها الروح والإثارة والحماس وتقلل من الجدل الذي يدور بين الجميع في أعقاب المباريات في الوقت الذي تكتسب فيه كرة القدم شعبيتها ليس فقط من أداء اللاعبين والمهارات ولكن أيضاً من الجدل حول طبيعة القرار التحكيمي بما يجعل حسم هذه القضية عن طريق التكنولوجيا والتقنيات الحديثة سبباً مباشراً في تقليص شعبية اللعبة إلى مدى بعيد جداً.. أما التقنيات المقبولة فهي من ذلك النوع الذي تم إقراره بالفعل لتسهيل التخاطب لاسلكياً بين الحكم ومساعديه والحكم الرابع بأسرع وقت. وعن زيادة عدد الحكام إلى خمسة بالاستعانة باثنين من المساعدين يقفون خلف المرميين لمراقبة الأخطاء التي تقع داخل منطقة المرمى يقول سعيد سالم إنها طبقت سابقاً ولم تقنع اللجنة التشريعية لكرة القدم “البورد” وتقرر الاستمرار في التجربة لمزيد من البحث وهي في اعتقادي فكرة غير مفيدة لأن التوافق بين خمسة حكام في المباراة الواحدة أمر بالغ الصعوبة ولا زلنا نبحث عن وسائل للتوافق بين الحكام الثلاثة وهو أمر يحتاج إلى ممارسة وخبرات طويلة فما بالنا لو زاد العدد إلى خمسة وكيف يمكن في هذه الحالة إتقان العمل الجماعي الذي من المؤكد أنه سيصاب بنوع من التشويش. أما المساعد الدولي عيسى درويش والذي شارك في مونديال ألمانيا فيتفق في نفس الرأي ويقول: إن الفيفا يستطيع بما لديه من إمكانات واستراتيجيات وبرامج أن يعمل على تطوير مستوى التحكيم الذي لا يمكن ضمان تطويره بدون تطوير الحكم نفسه وليس بالتكنولوجيا أو غيرها من المقترحات، فإذا افترضنا أن هناك حكماً يعمل في المجال منذ 2003 ولم يعمل على تطوير نفسه فهل تستطيع التكنولوجيا تعويض ما يعانيه وهل تستطيع تطوير مستواه؟ بالطبع هذا أمر مستحيل مما يعني أن الحكم نفسه هو أساس مستوى التحكيم تماماً كما أن اللاعب هو أساس المستوى الفني والأداء. وعلى سبيل المثال هناك أجهزة تستخدمها بعض الفضائيات ومحطات التليفزيون لترسم خطاً تخيلياً بعرض الملعب يوضح التسلل من عدمه وهو لا يقدم تصوراً حقيقياً ولكنه يرتكب أخطاء فادحة بما يقود المساعد والحكم حال الاعتماد عليه في المباريات إلى قرارات خاطئة وبالتالي فلا بديل عن القرار الإنساني ولو شابته الأخطاء لأن الخطأ هو جزء لا يتجزأ عن الكرة ولولا أخطاء الحكم واللاعب والمدرب لما كانت متعة الكرة وإثارتها تماماً.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©