36% زيادة في أرباح الشركات العقارية بسوق أبوظبي خلال الربع الثالث من العام الجاري

ارتفعت أرباح الشركات العقارية المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 36% إلى 651 مليون درهم، مقارنة بنحو 478.1 مليون درهم في الربع الثاني من نفس العام، بحسب رصد أجرته “الاتحاد”. واعتبر مراقبون ومسؤولون بالقطاع العقاري نمو أرباح الشركات العقارية المدرجة في سوق أبوظبي دليلا على وجود مؤشرات لتعافي السوق العقارية في العاصمة، وذلك رغم تراجع أرباح الشركات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وارتفعت أرباح شركة “الدار العقارية” خلال الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 68.3% إلى 427.3 مليون درهم، مقابل 253.9 مليون في الربع الثاني. وارتفعت أرباح “صروح العقارية” بنسبة 23% إلى 185.5 مليون درهم في الربع الثالث، مقارنة بنحو 151 مليونا في الربع الثاني. وتراجعت أرباح “رأس الخيمة العقارية” في الربع الثالث بنسبة 47.8% إلى 38.2 مليون درهم، مقارنة بنحو 73.2 مليون درهم خلال الربع الثاني من العام الجاري. تحسن نسبي وأكد الدكتور فلاح حسن مصطفى الخبير العقاري أن نتائج الشركات العقارية خلال الربع الثالث تعكس تحسن نسبي في القطاع، وبداية لعودة الثقة، و تعكس من ناحية أخرى جدوى الإجراءات التي اتخذتها هذه الشركات لامتصاص تداعيات الأزمة. وأوضح أن التحسن في النتائج جاء بسبب تركيز الشركات على إنجاز المشروعات المعلن عنها، وعدم التوسع في مشروعات جديدة لتفادي الخسائر، إضافة إلى اختزال التكلفة قدر المستطاع واتخاذ عديد من الخطوات في طريق خفض التكاليف. ومن جانبه، أوضح محسن الخطيب المحلل المالي في شركة الرمز للأوراق المالية أن التحسن الفصلي في نتائج شركات العقار بأبوظبي يشير إلى تسارع نمو الأرباح، وهو ما يمنح قدرا من التفاؤل لزيادة القيمة السوقية لهذه الشركات خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن أرباح الشركات العقارية تشهد نموا، حيث ارتفعت أرباح الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالربع الأخير من العام 2008، كما ارتفعت نتائج الربع الثاني من العام مقارنة بالربع الأول، وهو ما يعني تسارع نمو الربحية في القطاع، ويعطي مؤشرات على بداية التعافي. واستدرك الخطيب بالقول إنه “رغم نمو أرباح شركات أبوظبي العقارية خلال الربع الثالث، فأنها جاءت أقل من التوقعات”. عام الطفرة ورأي الخطيب أن انخفاض أرباح الشركات العقارية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي يعد نتيجة طبيعية، حيث شهدت الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي طفرة عقارية غير مسبوقة في العاصمة، وهو ما انعكس على أرباح الشركات في حينها. وبلغت قيمة أرباح الشركات الثلاث المدرجة في سوق أبوظبي خلال الـ 9 أشهر الأولى من العام الجاري 2.22 مليار درهم، متراجعة بنسبة 59% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2008، والتي حققت فيها الشركات الثلاث أرباحا بلغت 5.43 مليار درهم. وانخفضت أرباح “الدار العقارية” خلال الـ 9 أشهر الأولى من العام الجاري بنسبة 52% إلى 1.57 مليار درهم، مقابل 3.36 مليار درهم في الفترة ذاتها من العام الماضي. وتراجعت أرباح “صروح العقارية” بنسبة 73% خلال 9 أشهر إلى 466.9 مليون درهم، مقابل 1737.9 مليون خلال الفترة ذاتها من العام 2008. كما تراجعت أرباح “رأس الخيمة العقارية خلال 9 أشهر بنسبة 44.7% إلى 181.5 مليون درهم، مقابل 328.5 مليون في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي. ترشيد النفقات وأرجع هيثم عرابي الرئيس التنفيذي لشركة جلف مينا للاستشارات البديلة تحقيق أرباح جيدة في القطاع العقاري خلال الربع الثالث من العام الجاري، وذلك بسبب المبادرات التي اتخذتها الشركات العقارية بهدف ترشيد النفقات، لاسيما فيما يتعلق بخفض كلفة التسويق والإعلانات، والاستغناء عن بعض العمالة الزائدة. واعتبر عرابي تحسن الأرباح العقارية بشكل تصاعدي خلال الفترة الأخيرة دليلا على عودة الحركة للسوق، مما يعطي مؤشرات على بداية تعافي السوق العقارية في العاصمة. وتوقع عرابي زيادة أرباح الشركات العقارية خلال الربع الرابع من العام الجاري، لاسيما في ظل تركيز “الدار” و”صروح” على تسليم المشروعات الجاري تنفيذها في المواعيد المحددة. فيما رأي رضا مسلم المدير العام لشركة تروث للاستشارات المالية أن ارتفاع أرباح الشركات العقارية خلال الربع الثالث لا يمكن اعتباره دليلا قاطعا على تعافي السوق، إلا أنه يعطي بالطبع مؤشرات قوية على بداية التحسن. وأكد مسلم أن السوق العقارية في أبوظبي تشهد مؤخرا تحرك نسبي في العرض والطلب، إلا أنه يصعب الحديث عن تحقق تعافي في القطاع بشكل مباشر، موضحا أن نتائج الربع الرابع ستكون أكثر دلالة على تحسن السوق