الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بوكو حرام»... تهديد أمني في شمال نيجيريا

10 ابريل 2012
في هجوم مباغت تعرض مفتش شرطة وأربعة من الضباط لكمين أعده لهم المسلحون الإسلاميون الشهر الماضي في هذه المدينة الواقعة في شمال نيجيريا. نتج عن الكمين مصرع اثنين من الضباط وجرح اثنين تمكنا من الزحف والاختباء في خندق أما المفتش الذي أصيب في ساقه فقد استخدم هاتفه النقال لطلب مساعدة وصلت في النهاية ولكن بعد أن كان الرجل قد نزف حتى الموت. شمال نيجيريا منطقة تحت الحصار الآن، فمسلحو جماعة"بوكو حرام" يشنون هجمات بشكل يومي تقريباً، وقوات الأمن تشن هجمات انتقامية من دون تفرقة وبطريقة عشوائية ينتج عنها في غالبية الأحيان سقوط مدنيين أبرياء. وتتباهى السلطات بنجاحها في قتل المسلحين، ولكن ما يحدث عادة كما في الكمين المشار إليه أنها تهمل ذكر خسائرها، وكذلك الخسائر التي تقع في صفوف المدنيين. في محاولتها لإسقاط الحكومة النيجيرية، وفرض الشريعة في مختلف أنحاء أكبر دولة في أفريقيا، قتلت جماعة "بوكو حرام" عدداً كبيراً وصادماً من الناس بلغ 1000 قتيل منذ بداية عام 2011. ومن المعروف أن تلك الجماعة التي تتخذ من حركة"طالبان" الأفغانية مثالاً لها قد تورطت كذلك في أعمال اختطاف أجانب وتفجير كنائس وأسواق وحرق مدارس بسبب معارضتها المتطرفة للتعليم العلماني والمدني. كما قامت الجماعة أيضاً بشن هجمات انتحارية في العاصمة "أبوجا"ونفذت هجمات منسقة بعناية، وفي توقيت متقارب في مدن "كانو" و"مايدوجوري"، وهي مدينة أخرى من مدن الشمال ذي الأغلبية المسلمة، وهي هجمات حملت شبهاً مزعجاً للهجمات التي نفذتها "القاعدة"، التي يعتقد المسؤولون الأميركيون والعسكريون النيجيريون أن جماعة "بوكوحرام" ترتبط بها. وقد أدت تلك الحرب المنخفضة المستوية إلى حالة من الاضطراب في المنطقة ودمرت اقتصادها. فالمدن الشمالية اليوم تعيش في قبضة الخوف من مخبري جماعة "بوكو حرام" السريين لدرجة أن البعض يخشى حتى من نطق اسم الجماعة ويشير بشكل ملتو إلى"تدهور الموقف الأمني". يقول"عبد اللطيف أبوبكر" الصحفي لدى محطة إذاعة"فريدوم راديو ستيشن":"ثمة الكثير من الخوف هنا لدرجة أنك لا تستطيع أن تتأكد من شخصية الشخص الذي يجلس بجوارك، والذي ربما يراقبك ويرصد تحركاتك ولقد بلغ الخوف بالبعض حداً دفعهم لترك المدينة". والعنف المتزايد أدى إلى تفاقم التوتر السياسي والطائفي بين الشمال وبين الجنوب ذي الأغلبية المسيحية. ويسود الشمال الذي يعتبر أفقر أجزاء نيجيريا شعورا بالإقصاء والإهمال. ومما يفاقم من غضب السكان هناك الصفقة التي أبرمتها الحكومة الفيدرالية، والتي تزود بموجبها الولايات الجنوبية المنتجة للنفط بحصة كبيرة من عوائد النفط تعويضاً عن إهمالها في الماضي، وهي معادلة يمكن أن تكون وصفة لزيادة الفقر في الشمال وزيادة الشعور بالإقصاء وزيادة التطرف بالتالي. وأسلحة وهجمات "بوكوحرام" تزداد تطوراً وتعقيداً على الدوام. ففي شهر يناير الماضي أرسلت الجماعة جيشاً من المهاجمين إلى مدينة "كانو" لتفجير عشرات من القنابل ثم المسارعة بعد ذلك سواء على الأقدام أو على الدراجات النارية لمطاردة أي شخص من الفارين من الهجمات الأولى، وهو ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الخسائر في ذلك الهجوم الدامي حتى بلغ العدد 187 قتيلاًً حسب الأرقام الرسمية و256 على الأقل حسب تقديرات نشطاء الحقوق المدنية. ويقول أحد رجال الشرطة الذي نجا مرتين من هجمات للجماعة إن الجنود وضباط الصف من الرتب الصغيرة، قد فقدوا ثقتهم بالضباط الذين يرسلونهم لمواقع الخطر في حين يبقون هم في الصفوف الخلفية لتجنب التعرض للقتل ويقول هذا الشرطي أيضاً:"نحن جميعاً خائفون، وليس لدينا ثقة في قيادة الشرطة، وليس لدينا معدات كافية ولا روح معنوية ولا وسائل نقل واتصالات، لدرجة أن الكثيرين من الجنود قد بدأوا في الفرار للنجاة بحياتهم". والمنطقة التي تنطلق منها جماعة "بوكو حرام"، التي تعني بلغة(الهوسا) "منع التعليم الغربي"، هي مدينة "مايدوجوري" عاصمة "ولاية بورنو" في شمال شرق نيجيريا، والتي تضم خليطاً من المناطق الراقية والأخرى الفقيرة التي تتراكم فيها القمامة وتفوح منها رائحة الفواكه العفنة. وكان"محمد يوسف الواعظ الديني، والقائد الكاريزمي للجماعة قد أعدم في أحد سجون الشرطة بعد أن قامت الجماعة بانتفاضة في هذه المدينة عام 2009 وشنت عدة هجمات منسقة في عدد من المدن الشمالية. وفي تلك الهجمات تم قتل عشرات من المسلحين وتم إعدام آخرين من دون محاكمة، ما دفع البعض في ذلك الوقت للاعتقاد أن الجماعة قد بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة. ولكن العكس تماماً هو الذي حدث بعد ذلك، حيث تمكنت الجماعة من استقطاب العديد من المجندين والحصول على المزيد من الأسلحة والمعدات المتطورة مما مكنها من شن عدد كبير من الهجمات الانتحارية المدمرة، وهو ما أدى إلى تزايد الشكوك في الزعم الذي قدمه الرئيس النيجيري "جوناثان جودلاك" الشهر الماضي عندما قال بأن الحركة ستُسحق قبل حلول شهر يونيو المقبل. وقال الشرطي المذكور إنه وزملاءه يتمنون أن تؤدي المفاوضات بين الحكومة والحركة لإحلال السلام في نيجيريا لأنه لا يريد أن يواجه احتمال الموت للمرة الثالثة. ويضيف:"نحن الآن معلقون. ولا نعرف ما الذي نفعله بعد ذلك؟ فإذا ما بقينا في قوة الشرطة، فإننا سنصبح في وضع غاية في الخطورة، وفي الحقيقة أنني أشعر وكأنني واقع في فخ". روبن ديكسون كانو - نيجيريا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©