الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترشح «سليمان»: لحظة مفصلية في انتخابات الرئاسة المصرية

10 ابريل 2012
ألقى مدير المخابرات المصرية السابق، عمر سليمان، الذي عمل طويلاً مع مبارك، حجراً ثقيلاً في بركة الانتخابات الرئاسية المصرية عندما أعلن يوم الجمعة الماضي نيته الترشح للرئاسة، طارحاً نفسه أمام المصريين باعتباره الأقدر على استعادة الأمن والازدهار. واعتُبر إعلان سليمان من قبل العديد من المراقبين على أنه لحظة مفصلية في الانتخابات الرئاسية المقررة خلال الشهر المقبل، فمع أن عودته إلى السلطة كانت ستثير قدراً كبيراً من الاشمئزاز قبل سنة فقط عندما توارى تماماً عن الأنظار إثر ظهوره على الشاشة متجهماً وإعلانه تنحي حاكم مصر السابق، إلا أن العديد من الأمور تغيرت منذ ظهيرة 11 فبراير 2011 تاريخ خروج مبارك من الساحة السياسية، فقد ازدهر الإسلاميون وتعززت حظوظهم في السيطرة على الحياة السياسية المصرية، الأمر الذي أثار مخاوف الليبراليين المصريين والدول الغربية التي لا تفضل رؤية مصر تحت قيادة الإسلام السياسي. كما أن فئات واسعة من الشعب المصري بدأت تتوق إلى الأمن والازدهار النسبي اللذين سادا خلال حكم النظام السابق قبل الانتفاضة الشعبية التي أغرقت الاقتصاد وهزت أعمدة الدولة البوليسية التي قادت البلاد طيلة العقود السابقة. ويأتي ترشح عمر سليمان ليوسع مجال الترشح للانتخابات الرئاسية التي ظل يهمين عليها حتى اليوم مرشحون إسلاميون، وفي هذا السياق يرى المحللون السياسيون أن ترشح عمر سليمان بعد أيام فقط على إعلان عدم ترشحه يؤشر على أن المجلس العسكري الحاكم اختار تزكية عمر سليمان، وذلك على الأرجح كرد فعل على قرار جماعة الإخوان المسلمين ترشيح أحد قياداتها، بالإضافة إلى تخوف الجيش من صعود نجم بعض المرشحين الإسلاميين الأكثر تشدداً. ويبدو أنه بدخول سليمان حلبة السباق الرئاسي قد منح المصريين خياراً واضحاً بين عودة النظام القديم والاستمرار في الجديد، وبين التصويت على مرشح يعد ذراعاً أساسية للمؤسسة الأمنية، وبين الإسلاميين الذين حُرموا من المشاركة السياسية من قبل النظام الذي خدمه سليمان نفسه. وفي هذا الإطار يقول د.خالد فهمي، عميد كلية التاريخ بالجامعة الأميركية بالقاهرة:"لقد بات السباق مثيراً للغاية لأنه من الواضح أن النظام لم ينهار بعد، وهو ما يعني أن المأزق الذي وصلته العلاقة بين الجيش والإسلاميين وانعكست في البرلمان باتت خطيرة للغاية". ومنذ الأيام الأخيرة للرئيس المخلوع نأى عمر سليمان، اللواء السابق، بنفسه عن الأضواء وفضل الابتعاد رغم توليه منصب نائب الرئيس لفترة قصيرة. وخلافاً لمبارك وبعض أركان حكمه، لم يعرض سليمان أمام القضاء، ولم يبدِ المجلس العسكري الحاكم أي رغبة في تحميله مسؤولية الانتهاكات التي قام بها النظام السابق، وعلى الصعيد الدولي كان سليمان أحد مؤيدي السياسة الأميركية في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، مدافعاً عن التحالف غير الشعبي بين مصر وإسرائيل. كما أن جهاز المخابرات الذي أشرف عليه سليمان، لعب دوراً مهماً في سياسة ترحيل المشتبه فيهم بالإرهاب من أميركا التي انتهجتها واشنطن كسياسة للتحقيق مع المعتقلين في عدد من بلدان العالم بعد هجمات 11 سبتمبر. وفي تبريره لترشحه الذي أعلن عنه يوم الجمعة الماضي، قال سليمان إنه تأثر بالتأييد الذي أبداه الجماهير له في حي العباسية بالقاهرة وخروج المصريين للتعبير عن دعمهم. ومن جانبه يعتبر شادي حميد، المتخصص في الشؤون المصرية بمركز بروكينجز بالدوحة أن سليمان قد يبرز كمرشح قوي إذا استطاع المجلس العسكري الذي ما زال يحظى بدعم شعبي كبير، حشد التأييد لرجل مبارك السابق لدى المصريين المساندين تقليدياً للجيش، وفي أوساط المتخوفين من صعود إسلامي إلى الرئاسة. ويقول الباحث: "ستكون حظوظه بالفوز كبيرة إذا رمى المجلس العسكري بثقله وراءه، لكن علينا الانتظار لنعرف مدى التنسيق الموجود بين سليمان والمجلس العسكري". إلا أن البعض يحذر من أنه لو ثبتت الصلة الوثيقة بين الجيش وعمر سليمان فإن ذلك قد يفتح الملفات القديمة ويعرض سليمان للفحص، وهو ما عبر عنه حسام بهجت، الناشط البارز في حقوق الإنسان قائلاً: "أنا سعيد بترشح سليمان لأن جميع الانتهاكات التي ارتكبها على مدار السنوات السابقة ستُلقى عليها الأضواء الكاشفة خلال الشهور المقبلة، فهو الرجل الوحيد من الدائرة المقربة من مبارك الذي لم توجه له تهم". وفي جميع الأحوال، يمثل إعلان ترشح سليمان المفاجأة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية المصرية التي لم يكن فيها قبل عام سوى الدبلوماسي عمرو موسى، ومحمد البرداعي، بالإضافة إلى عبد المنعم أبو الفتوح، وفيما انسحب البرادعي من السباق تقدم مرشح إسلامي آخر هو مرشح الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر. وكان استطلاع للرأي صدر في شهر مارس الماضي من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لم يشر إلى الشاطر، أو سليمان، قد أعطى الصدارة لعمرو موسى بحوالي 31 في المئة من أصوات 1200 مصري تم استجوابهم، في حين احتل حازم أبو إسماعيل المرتبة الثانية بدعم 10 في المئة من المستجوبين. إرنيستور لوندونو القاهرة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©