الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سجال أميركي تركي حول الانقلاب

1 أغسطس 2016 22:21
خفف أحد كبار القادة العسكريين الأميركيين حدة الجدل الدبلوماسي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة الماضي، بشأن محاولة الانقلاب في تركيا. وكان الجنرال جوزيف فوتل قائد القيادة الأميركية الوسطى المسؤولة عن مهمة التصدي لـ«داعش» قد أدلى بتعليقات تتعلق بنظرائه الأتراك الذين اعتقلوا أو أقيلوا من مناصبهم مما جعل الزعيم التركي يرد غاضباً. ففي مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي صرح فوتل قائلاً: «من المؤكد أن لنا علاقات مع كثيرين من القادة الأتراك والقادة العسكريين منهم بخاصة. وأنا قلق بشأن التأثير على هذه العلاقات»، وكان يشير إلى حملة أردوغان المشددة بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في منتصف شهر يوليو المنصرم. وجاء رد أردوغان في اليوم التالي، يوم الجمعة، غاضباً مخاطباً الجنرال فوتل: «ليس من شأنك أن تتخذ هذا القرار... من أنت؟ عليك أن تعرف موقعك! إنك تأخذ جانب المتآمرين في الانقلاب العسكري بدلًا من أن تشكر هذه الدولة لإحباطها محاولة انقلاب عسكري». وعكف الرئيس التركي بعد الانقلاب على تصفية وإبعاد آلاف الأفراد من الجيش ومن الجهاز الإداري الحكومي، منذ أن حاولت مجموعة من ضباط الجيش الإطاحة به من السلطة يوم 15 يوليو ما نجم عنه مقتل 265 شخصاً. وأمر أردوغان باعتقال 149 جنرالًا وأدميرالًا أي 40 في المئة من كبار القيادات العسكرية في البلاد البالغ عددهم 358 قائداً، مما خلخل القيادة في الجيش التركي العلماني بشكل كبير الذي يختلف أيديولوجياً عن أردوغان ذي التوجه السياسي الإسلامي. كما ضيق أردوغان أيضاً على وسائل الإعلام وأغلق عشرات المنافذ الإعلامية، واحتجز عدداً كبيراً من الصحفيين. وبعد رد أردوغان، أصدر فوتل بياناً يوم الجمعة يفسر فيه أن «أي تقارير عن وجود أي علاقة لي بالانقلاب العسكري الفاشل في الآونة الأخيرة غير موفقة وغير دقيقة... فتركيا شريك استثنائي وحيوي في المنطقة منذ سنوات طويلة. إننا نقدر التعاون التركي المستمر ونتطلع إلى شراكتنا في المستقبل في التصدي لداعش». وكذلك قال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» يوم الجمعة: «إن تركيا شريك استثنائي وحيوي» في القتال ضد داعش، و«من العبث أن تكون هناك أي إشارة إلى أن أي شخص في وزارة الدفاع قد دعم الانقلاب بحال من الأحوال». ولم يكن فوتل هو وحده مَن شعر بقلق على مصير الجيش التركي الذي يمثل ثاني أكبر قوة في حلف شمال الأطلسي «الناتو» بعد الولايات المتحدة. فقد ذكر جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية يوم الخميس، أن رد فعل الحكومة «أثر على كل أجزاء جهاز الأمن القومي في تركيا... تمت تصفية أو اعتقال عدد كبير من المشاركين في الحوار معنا. ولاشك في أن هذا سيؤدي إلى انتكاسة ويجعل من الأصعب» اتخاذ واشنطن قراراً سياسياً في الشرق الأوسط. وتناولت أيضاً المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قيام أردوغان بعمليات تطهير قائلة: إنه «من الصائب والمهم تعقب المتآمرين بالوسائل المتاحة»، ولكن نطاق عمليات الطرد يثير القلق. وتضمنت الحملة الأمنية في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري الفاشل اعتقال أو فصل 60 ألفاً من القوات العسكرية والأكاديميين ومسؤولي الحكومة والعدد يتزايد. وفي يوم الخميس أعلنت أنقرة تسريحاً غير مشرف لـ1700 جندي آخرين. وكان أردوغان قد أعلن حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر في البلاد، واتخذ إجراءات كي يُخضع لسيطرته المباشرة الجيش الذي يعمل تقليدياً باستقلال عن الحكومة المدنية. وعلى صعيد، آخر احتج يوم الخميس الماضي آلاف المواطنين الأتراك أمام بوابات قاعدة «إنجيرليك» الجوية التي تعد مركزاً رئيسياً لطائرات «الناتو» والولايات المتحدة التي تقصف مواقع «داعش» في سوريا المجاورة. وأحرق المحتجون العلم الأميركي وطالبوا الحكومة بإغلاق القاعدة. * كبير المحررين في فورين بوليسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©