الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسئلة المنح.. والحجب

أسئلة المنح.. والحجب
10 ابريل 2013 20:34
الإيجابية التي حصدها مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، بمنحه لقب شخصية العام الثقافية إلى قامة عربية مرموقة معتدلة الفكر والتوجه والممارسة هي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في مصر، كادت تبدو ناقصة مع قرار مجلس الأمناء حجب الجائزة في فرعين من فروعها هما فرع أدب الطفل والناشئة وفرع الآداب.. وهذا ما يطرح سؤال جدي عن طبيعة هذا الحجب خصوصا مع العدد الهائل من المشاركات في المسابقة من مختلف الدول العربية. وإذا كان حجب الجائزة في فرع أدب الطفل والناشئة يبدو مفهوما، في ظل الضعف العام الذي يعانيه هذا الجنس الإبداعي في الثقافة العربية، وارتكانه على نماذج نمطية، أدت دورها في مراحل سابقة واستنفدت أساليبها وثيماتها، فإن الأمر يبدو صعب الفهم والتفهم في فرع الآداب. فحجم الإنتاج الروائي والقصصي والشعري العربي، على مدار العام، لا بأس به.. صحيح إن القيمة الفنية لهذا الإنتاج تتراوح ما بين الجيد والرديء، لكن ما يستأهل منه القراءة والتنويه والتقدير، لا يحتاج إلى بيان، خصوصا وإن ما تختاره منه الجوائز الأخرى سواء في الإمارات أو في بقية الدول العربية، لكي تمنحه شهاداتها يدل على حضور لـ»النوعية» على الرغم من طغيان الكمية. وفي هذا الإطار يظل تبرير الأمين العام للجائزة الدكتور علي بن تميم، حول الحجب، هو المرجع الصالح لتحقيق الفهم والتفهم لهذا الحجب على الرغم من علامات الاستفهام والتعجب، إذ قال: «ان كل المشاركات التي وصلت إلى هذين الفرعين (أدب الطفل الناشئة والآداب) لم ترتق إلى معايير التفضيل المتبعة في الجائزة على الرغم من وصول بعض المشاركات إلى القائمة الطويلة الخاصَّة بهذين الفرعين، وهذا لا يعني أن مستواها الإبداعي أو الجمالي منقوص القيمة في حدِّ ذاته، ولكنه دون ما تطمح إليه «لجان التحكيم»، و»الهيئة العلمية»، و«مجلس الأمناء» في الجائزة». وكان مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ورئيس مجلس أمناء الجائزة، قد أعلن عن أسماء الفائزين بفروع دورتها السابعة 2012 ـ 2013 والتي فاز بها في فرع التنمية وبناء الدولة الدكتورة إليزابيث سوزان كسّاب من لبنان عن كتابها «الفكر العربي المعاصر.. دراسة في النقد الثقافي المقارن»، وفاز بالجائزة في فرع المؤلف الشاب الدكتور عادل حدجامي من المغرب عن كتابه «فلسفة جيل دولوز في الوجود والاختلاف»، وفاز في فرع الترجمة الدكتور فتحي المسكيني من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر «الكينونة والزمان» عن اللغة الألمانية، وفاز بفرع الفنون والدراسات النقدية الدكتور عبدالله إبراهيم من العراق عن كتابه «التخيل التاريخي.. السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية»، وفاز في فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى الباحثة البريطانية مارينا وورنر عن كتابها «السحرُ الأغرب.. وألف ليلة وليلة»، وفاز في فرع النشر والتقنيات الثقافية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، وذهبت جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في مصر. وفي مؤتمر صحفي عقدته إدارة الجائزة في أبوظبي بحضور محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي، عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب وجمعة القبيسي عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب والمدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والدكتور علي بن تميم الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، أعلن أنه تقدم للتنافس على فروع الجائزة التسعة هذا العام أكثر من 1262 مشاركة في حقولها الفكرية والثقافية والمعرفية والإبداعية، وإن توزيع الجوائز على الفائزين سيتم في حفل كبير يقام في الثامن والعشرين من أبريل الجاري بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب. الإبداع والعلم وكلمته قال جمعة القبيسي أنه: «شاركت في الدورات الست الماضية، بالإضافة إلى الدورة الحالية، وهي السابعة، نحو خمسة آلاف وستمائة وثمانية وتسعين مشاركة في مختلف فروع الجائزة، وفاز منها أربعة وثلاثون كتاباً في فروع أدب الطفل، والمؤلِّف الشاب، والترجمة، والفنون، والتنمية وبناء الدولة، والثقافة العربية في اللغات الأخرى، كما فازت ست شخصيات بين طبيعية واعتبارية في فرع شخصية العام الثقافية من مختلف دول العالم، وكذلك فازت خمسة دور نشر عربية وعالمية في فرع النشر والتقنيات الثقافية». ومن جانبه قال علي بن تميم: «ابتداء من هذه الدورة أضافت الجائزة فرعاً جديد هو فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى، الذي يشمل المؤلَّفات الصادرة باللغات الأخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم الإنسانية، والفنون، والآداب بمختلف حقولها ومراحل تطوُّرها عبر التاريخ. وكانت استجابة الباحثين لهذا الفرع ملحوظة في ثلاث لغات هي الإنجليزية والألمانية والصينية». واضاف:»وابتداء من هذه الدورة أيضاً، عملت الجائزة على إعادة تعريف وتوصيف فرع الآداب، وإعادة تسمية فرع الفنون بفرع الفنون والدراسات النقدية، وكذلك دمج فرع النشر مع التقنية في فرع واحد هو فرع «النشر والتقنيات الثقافية»، فضلاً عن ذلك، أحاطت الجائزة اهتماماً بالناشرين بوصفهم شركاء في الفعل الثقافي، وقدمت لهم دعماً يتمثل بشراء 1000 نسخة من أي كتاب فائز في سبعة من فروع الجائزة، هي: التنمية وبناء الدولة، وأدب الطفل، والمؤلف الشاب، والآداب، والترجمة، والفنون والدراسات النقدية، والثقافة العربية في اللغات الأخرى». جوائز وفائزون وأعلن بن تميم عن أسماء الفائزين في الفروع السبعة الأخرى وهي: ? «جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة» وفازت بهذا الفرع الدكتورة إليزابيث سوزان كسّاب من لبنان، عن كتابها «الفكر العربي المعاصر.. دراسة في النقد الثقافي المقارن»، والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2012. ? «جائزة الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب» وفاز بها الدكتور عادل حدجامي من المغرب، عن كتابه «فلسفة جيل دولوز في الوجود والاختلاف»، والصادر عن منشورات دار توبقال للنشر، المغرب 2012 . وتفصح هذه الدراسة عن ذكاء قرائي يمكن مؤلفها الشاب من النفاذ إلى العالم الفكري لفيلسوف كبير يعد من الفلاسفة المعاصرين البارزين. وقد تمكّنت الأطروحة من بلورة مفاهيمه المبتكرة والمتجددة، بلغة عربية مشرقة تامة الوضوح ومتينة البناء، وهو بلا شك من باحثي المستقبل الذين سيضيفون إلى المكتبة الفلسفية العربية دراسات ومباحث جادة. ? «جائزة الشيخ زايد للترجمة» ،فاز بهذه الجائزة الدكتور فتحي المسكيني من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر «الكينونة والزمان» الذي نشره باللغة الألمانية عام 1927، وصدرت الترجمة العربية عن دار الكتب الجديدة المتحدة في بيروت 2012. ويعد الكتاب جديدا من نوعه لأنه يتضمَّن ترجمة عالية المستوى لنصٍّ فلسفي متميز بلغته الألمانية الأكاديمية المتخصصة، والذي عُرف بأنه من أمهات المصادر الفلسفية الظاهراتية. وعلى الرغم من الطابع الفلسفي للكتاب، إلا أن المترجم الدكتور المسكيني استطاع أن يقدِّمه بلغة عربية رصينة تجمع بين الوضوح والدقة والجمالية، بالإضافة إلى الشروح الواسعة، والهوامش، وثبت المفاهيم والمصطلحات باللغات العربية والإنجليزية والألمانية. ? «جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية» وفاز بها الدكتور عبد الله ابراهيم من العراق، عن كتابه «التخيُّل التاريخي.. السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية»، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 2011. ويعد الكتاب دراسة علمية جادة في مجال النقد الأدبي الحديث، تتجلى فيها رؤية المؤلف الخاصة التي تحاول تحليل العلاقة بين أبنية السرد في الرواية التاريخية والمرجعيات التاريخية التي توجهها وتتحكم فيها. وتسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن المركزية التاريخية ونقدها كعنصر موجِّه للخيال الروائي من خلال أمثلة تطبيقية، وبذلك فإنها تقع في إطار ما يسمى بـ «نقد النقد»، وهي في مجملها تعدُّ امتداداً للمشروع الفكري الجاد للمؤلف في مجال الدراسات النقدية الحديثة. ? «جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى» وفازت بهذا الفرع الباحثة البريطانية مارينا وورنر عن كتابها «السِحرُ الأغرب...وألف ليلةٍ وليلة»، الصادر عن دار شاتو، المملكة المتحدة 2011 ودار جامعة هارفارد الولايات المتحدة 2012. وتصدت الروائية والباحثة المعروفة مارينا ووارنر للبحث في موضوع يجمع ما بين الثقافتين الإسلامية من ناحية والغربية من ناحية أخرى من حيث الأثر الذي تركته ترجمة كتاب «ألف ليلة وليلة»، الذي حاز في الغرب على مكانة أعلى من المكانة التي حاز عليها في العالم الإسلامي نفسه. وقد كُتب الكثير عن أثر هذا الكتاب المهم الذي يتشكل هو نفسه من عناصر أتته من أمم مختلفة في الأدب الغربي بعد ترجمته في أوائل القرن الثامن عشر على يد المستشرق الفرنسي أنطوان غالان. والخلاصة أن هذا الكتاب يجمع ما بين المنحيين؛ السَّردي والبحثي على نحو منهجي دقيق وبلغة سلسة ومنسابة ودقيقة. ? «جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية» وفاز بها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، وهو من المؤسسات الريادية عربياً وخليجياً منذ تأسيه في 17 يوليو 1973 ليكون مؤسسة ثقافية ترعى الآداب والفنون من خلال مجموعة من المطبوعات. ? «جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية» وفاز بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ( مصر. (عرض واف لشخصية الدكتور الطيّب وفكره على الصفحتين 4 و5).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©