عندما تلتقي به تشعر بأن وراء هذا الرجل ما يمكن أن يطلق عليه بالخبرة الهادئة، فهو بلا ضجيج يعمل، وبصمت ينجز عمله، عاشق للكتاب، ومثقف بالمعرفة، له طروحات عميقة وأفكار استثنائية، أقل ما يقال فيها إنها ليست كالمألوف من الأفكار، والسائد من الاشتغالات على الثقافة التقليدية. هو عاشق للكتاب، يعرف تماماً ما عليه أن يعمله اليوم، وما سوف يخطط له غداً، يدير جهازاً معرفياً مهماً، المكتبة الوطنية في أبوظبي إحدى تشكيلات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والتي تعد قلباً للعطاء المعرفي في عاصمة دولة حضارية، قل مثيلها.
المكتبة الوطنية هي قلب ثان لهذا الرجل، يتنفس فيها سطور التاريخ من رائحة ورقه الاصفر، ويشعر بروحها نابضة في روحه، ولهذا فإنه دائماً ما ينجح في إدارة معرض أبوظبي الدولي للكتاب بامتياز كونه يعرف طريق النجاح، وهو يحمل معه حزمة من معرفة جديدة يقدمها للناس.
جمعة عبدالله القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الرجل الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، كونه عاش حلقاته جميعها، وخبر تلك الأشياء من لحظة بدء تكونها وتشكلها كفكرة حتى صيرورتها واقعاً تجسد بمساحة من الأرض على مركز المعارض في أبوظبي.
جمعة القبيسي الدؤوب، الماهر في صنعته، الرجل الذي لا يقفل بابه أمام الأدباء والباحثين، يستوقفه الكثيرون ليسألوه عن كل شيء فجيبهم بهدوء جم، ويناقشهم بروحه البسيطة العذبة، التي لا تعرف غير المحبة للناس..
في هذا الحوار ونحن على أعتاب أيام أبوظبي الثقافية، حيث تستضيف أكثر من ألف مثقف ومبدع وباحث عربي وأجنبي مع انطلاقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب في الرابع والعشرين من أبريل الجاري، لا بدّ لنا أن نقترب من جمعة القبيسي لنفهم منه أشياء كثيرة حدثت، وتغيرات في استراتيجية المعرض انطلقت، وبرامج جديدة أعدت، وفعاليات مختلفة أنجزت، بعد ان اصبح من المتوقع أن
تسجل الدورة الـ 23 من «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، رقماً قياسياً مع زيادة مساحة المعرض بنسبة 15% بالإضافة إلى الإقبال المتزايد الذي يشهده سنوياً.
ويعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب أحد أهم المشاريع التي تنظمها «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، ويقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة ما بين الرابع والعشرين إلى التاسع والعشرين من أبريل الجاري، ويستقطب مئات المشاركين من أكثر من 50 دولة، ويعرض أكثر من نصف مليون عنوان كتاب ثقافي وأدبي وتجاري بــ30 لغة مختلفة. وتتميز الدورة الحالية من المعرض، ببرنامج موسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية بمشاركة رموز الفكر والثقافة الحائزين على جوائز عالمية.
وبذلك يرسخ المعرض مكانته الرسمية كأكبر حدث من نوعه بالمنطقة بالإضافة إلى مكانته في عالم قطاع النشر، بما يجسد التزام المنظمين وحكومة أبوظبي لجعل العاصمة أبوظبي منارة للإشعاع الثقافي ووجهة عالمية لصناعة النشر.
وتشهد الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب نمواً في المساحة، حيث يشغل المعرض خمس قاعات عرض للمرة الاولى منذ انطلاقه، بالإضافة إلى التركيز على النشر الرقمي وزيادة مساحة ركن النشر الإلكتروني عما كان عليه في العام 2012، مع برنامج موسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية ضمن البرنامج الثقافي للمعرض.
هنا وقائع الحوار مع جمعة القبيسي ليتحدث عن المعرض بكل تفصيلاته:
? السؤال الأهم الذي يتصدر الاستفسارات جميعها لماذا تأخر موعد إقامة معرض أبوظبي الدولي للكتاب عن موعده طوال السنوات الماضية؟
?? حرصنا على تأخير موعد المعرض للدورة الحالية ليقام بعد انتهاء امتحانات المدارس ولتتناسب مواعيده مع مواعيد الطلاب حرصا منا على مشاركة الطلاب من أطفال وشباب في أنشطة المعرض التي صممت خصيصا لهم، حيث تم ابتكار برنامج خاص للقراء الصغار كجزء من البرنامج الثقافي الذي سيدعم ركن الإبداع للزوار من الصغار للاستمتاع بروعة القراءة والكتابة من خلال العديد من ورش العمل مثل التعليم الترفيهي وغيرها من الأنشطة المتنوعة.
التواصل الاجتماعي
? كيف تستقبلون الدورة الثالثة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب وما المختلف فيها عن الدورات السابقة؟
?? تركز الدورة الحالية من المعرض على دول منطقة الخليج حيث تعقد عدة حلقات نقاش تتناول موضوع النشر في المنطقة، بالإضافة إلى سبل الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي في النشر، وقطاع التعليم في منطقة الخليج في إطار موضوع التعليم في المعرض، وسوق كتب الفنون، كما زادت مساحة المعرض بنسبة 15% للمرة الاولى منذ انطلاقه. وتركز الدورة الحالية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب على المحتوى بالنسبة لكتب الأطفال والشباب والاطلاع على الاتجاهات العالمية في مجال نشر كتب الأطفال وعادات القراءة عند الأطفال واستخدام التكنولوجيا في التعليم وداخل الفصول الدراسية والتركيز على موضوع النشر الرقمي.
حلقات النقاش
? الزيادة الجديدة في مساحة المعرض تعتبر حدثا مهما على ماذا تدلل والى اي غاية يتجه؟
?? تسجل الدورة الحالية نموا في مساحة المعرض بنسبة 15% نظرا إلى الإقبال المتزايد الذي يشهده حيث يشغل المعرض خمس قاعات عرض للمرة الاولى منذ انطلاقه، ويحتضن مئات المشاركين من أكثر من 50 دولة، ويعرض أكثر من نصف مليون عنوان كتاب ثقافي وأدبي وتجاري بــ30 لغة مختلفة. وقد تضاعفت مساحة المنطقة الإلكترونية eZone للدورة الحالية، بالاضافة الى استضافة العديد من الفعاليات والانشطة من حلقات النقاش والموائد المستديرة عن دور التكنولوجيا في تطوير التعليم، وتطور سوق الكتب الإلكترونية عالميا ووسائل الاتصال الاجتماعي والنشر واستراتيجيات شراء الكتب الأكاديمية للنشر الرقمي ووسائل التعاون وغيرها من المواضيع.
رموز الفكر
? حضور أعلام أدبية وشخصيات معرفية مهمة ماذا يضيف للمعرض في نشاطه الابداعي؟
?? تتميز الدورة الحالية من المعرض، ببرنامج موسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية بمشاركة رموز الفكر والثقافة الحائزين على جوائز عالمية، مثل أحلام مستغانمي وكينيزي مراد وابراهيم عيسى،بالإضافة إلى نهاد سيريس وجيم الخليلي ورشيد بوجدرة ويوسف رخا وجاك فيرندز وجيروم فيراري وفرانك كلوتجن واندريه كيركوف وعمارة لخوص وغيرهم يندرج ذلك في إطار ترسيخ مكانة الرسمية كأكبر حدث من نوعه بالمنطقة بالإضافة إلى مكانته في عالم قطاع النشر، بما يجسد التزام المنظمين وحكومة أبوظبي لجعل العاصمة أبوظبي منارة للإشعاع الثقافي ووجهة عالمية لصناعة النشر.
الأعمال الإبداعية
? دائما ما يكون معرض الكتاب في طليعة نشاطات أبوظبي الثقافية وهو إشارة واضحة على أهمية الثقافة في أبوظبي كيف نفهم هذا الاهتمام والى اي غاية توجه كل الطاقات المبدعة في المدينة لتحقيقها؟
?? يقام معرض أبوظبي الدولي للكتاب تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويجسد التزام حكومة أبوظبي ومنظمي المعرض لجعل العاصمة أبوظبي منارة للإشعاع الثقافي ووجهة عالمية لصناعة النشر، وبذلك أصبح معرض الكتاب في موسمه السنوي نبضا للعاصمة أبوظبي، وللإمارات عموما، وللمنطقة العربية بما تضمه من مؤلفين وناشرين وقرّاء. وكذلك تأكيد المكانة المرموقة لإمارة أبوظبي بوصفها منارة للإشعاع الثقافي والفني، ونسعى لان يشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب منبراً للحوار الحضاري والأعمال الإبداعية، ومنصة مثالية يلتقي ضمنها زوار المعرض مع المفكرين والكتاب من أنحاء العالم.
لقد أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثا جاذباً لكل شخص متعلقٍ بهذه الصناعة، إضافة كونه أصبح نبض العمل والثقافة في المنطقة وما وراءها. وعلى مدى السنوات، لعب معرض الكتاب دوراً محورياً في غرس ثقافة القراءة الغنية حول المنطقة مما يسهم إلى حد كبير في نمو صناعة النشر الإقليمية.
التعليم الترفيهي
? ما الجديد في ابتكار برامج القراء الصغار الذي يتبناه معرض أبوظبي الدولي للكتاب منذ سنوات؟
?? يعزز معرض أبوظبي الدولي للكتاب التزامه للقراء الصغار بشكل أكبر هذا العام، مع ابتكار برنامج القراء الصغار كجزء من البرنامج الثقافي الذي سيدعم ركن الإبداع المتواجد حالياً للزوار من الأطفال، مما يسمح لهم بالاستمتاع بروعة القراءة والكتابة من خلال عدد من ورش العمل مثل «التعليم الترفيهي» وغيرها من الأنشطة المتنوعة.
وتركز الدورة الحالية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب على المحتوى بالنسبة لكتب الأطفال والشباب والاطلاع على الاتجاهات العالمية في مجال نشر كتب الأطفال وعادات القراءة عند الأطفال واستخدام التكنولوجيا في التعليم وداخل الفصول الدراسية.
صناعة الكتاب
? كيف ينظر المعرض الى صناعة النشر الرقمي وما هي الحوافز التي يقدمها لهذا القطاع؟
?? يمثل النشر الرقمي أمراً بالغ الأهمية في تطور صناعة الكتاب ومواكبة اتجاهات النشر الحديثة. وتظهر أهمية هذا الاتجاه في الأعداد المتزايدة من ناشري الكتب الرقمية ومؤسسي هذا الاتجاه في صناعة النشر الرقمي، مما يعكس نمو النشر الرقمي والشعبية المتنامية للكتب الإلكترونية. وستقدم المنطقة الإلكترونية eZone ضمن المعرض حلقات دراسية حول القضايا الحديثة المتعلقة بالنشر والتكنولوجيا. وتستضيف شركات من الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا واليونان ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن والهند.
الأكثر شعبية
? ركن الرسامين المحليين والدوليين هل يحظى بإقبال كبير وبخاصة ان المعرض يحتفي بهذا الجانب البصري المهم؟
?? يعتبر ركن الرسامين أحد المواقع الأكثر شعبية وديناميكية في المعرض وهو نبض المحتوى المرئي. ويمثل الركن منصة للرسامين المحليين والدوليين لعرض مواهبهم وطلب المشورة من خبراء الصناعة، ويؤكد ركن الرسامين تواجده من خلال الإقبال الكبير عليه حيث يستقطب الزوار من كافة الأعمار.
مبادرة الحقوق
? كيف نفهم مبادرة العارضين؟
?? كان الطلب من العارضين هائلاً ما يجسد أهمية هذا الحدث مرة أخرى والدور الذي يلعبه في المنطقة. نحتفي لستة أيام متتالية بالكتاب بمختلف أشكاله. لقد أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثا جاذباً لكل شخص متعلقٍ بهذه الصناعة، إضافة كونه أصبح نبض العمل والثقافة في المنطقة وما وراءها. وعلى مدى السنوات، لعب معرض الكتاب دوراً محورياً في غرس ثقافة القراءة الغنية حول المنطقة مما يسهم إلى حد كبير في نمو صناعة النشر الإقليمية. إلى جانب مواقع الجذب الأخرى، يواصل معرض أبوظبي الدولي للكتاب دعمه بتسليط الضوء على مبادرة الحقوق التي هي الآن في عامها الخامس. تقدم هذه المبادرة للعارضين والزوار التجاريين المسجلين فرصة التقديم للحصول على إعانات قيمتها 1000 دولار أمريكي لكل عنوان متعلق بحقوق الترخيص من وإلى اللغة العربية.
عدد اليوم
