الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دار إماراتية تطرق أبواب الأدب السويدي

دار إماراتية تطرق أبواب الأدب السويدي
10 ابريل 2013 20:36
تطرق دار نون للنشر والتوزيع، دار النشر الإماراتية حديثة التأسيس، أبوابا غير مسبوقة في رفد المكتبة العربية بإصدارات من ثقافات مختلفة، واهتمامات متنوعة. تتخذ دار نون من إمارة رأس الخيمة مقراً لها، وقد تأسست في مارس 2012 كمحاولة جادة للمساهمة في تقديم رؤية جديدة لواقع النشر في المنطقة العربية، والعمل على نشر الأعمال الأدبية والنقدية والفلسفية المرتبطة باهتمامات المثقف والمجتمع العربي، وسد النقص الحاصل في عدة مجالات تفتقر لها المكتبة العربية كالنقد السينمائي والترجمات الشعرية عن لغات لم تترجم بشكل موسع إلى العربية. كما تسعى منذ تأسيسها إلى انتقاء الكتب التي تنشرها بشكل دقيق عبر عرضها على لجان تقييم متخصصة يجري عرض الكتب عليها لقراءتها وتقييمها، في محاولة لانتقاء ما يمكنه أن يكون جديداً لرفد المكتبة العربية بكل ما هو جديد في مجالات الأدب والفلسفة والسياسة والفكر، مرتكزة بشكل أكبر على البحث عن الكتاب الذين لم يجدوا فرصة سابقة لنشر نتاجهم. جسور تواصل ولذلك سعت الدار منذ تأسيسها إلى خلق جسور تواصل مع جيل الكتاب الشباب الذين لم يجدوا فرصة دعم لنشر أعمالهم، عبر تبنيها مجموعة من الكتب التي بدأتها بمجموعة إصدارات شعرية لكتاب شباب، أو لكتاب لم يصدروا من قبل كتباً مطبوعة لهم لأسباب مختلفة أهمها عدم توافر الدعم لطباعة الشعر لكونه الأقل جدوى تجارياً، أو لوجودهم خارج المنطقة العربية، ولا تقف فقط عند تبني الكتاب وطباعته ونشره إنما تسعى لإشراك الكاتب في المردود المادي للكتاب، بالإضافة لمساهمتها في إقامة الفعاليات المتعلقة بالكتاب الصادر من حفلات توقيع وأمسيات وندوات للكتاب وتقديم الكاتب ونتاجه للقراء بشكل يليق. وعلى صعيد آخر، أقامت الدار علاقات مع عدة جمعيات ومؤسسات معنية بالتبادل الثقافي حول العالم مثل مؤسسة المتوسط للتبادل الثقافي، وهي مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة في إيطاليا أسستها مجموعة من المثقفين الإيطاليين المهتمين بالثقافة العربية ومثقفين عرب مهتمين بالثقافة الإيطالية على وجه الخصوص والغربية بشكل عام، بالإضافة لمدونتين دوريتين واحدة باللغة الإيطالية عن الثقافة العربية وأخرى بالعربية عن الثقافة الإيطالية، وتتخذ من مدينة ميلانو مقراً لها ويديرها الشاعر الفلسطيني خالد سليمان الناصري، فقد ساهمت دار نون في تأسيس قسم النشر في المتوسط، وعقد شراكة أفضت إلى خروج سلسلة من الشعر السويدي المترجم للعربية من ثلاثة عشر إصداراً صدر منها خمسة كتب حتى الآن، بالإضافة لإصدارات مترجمة أخرى ستصدر تباعاً في موضوعات مختلفة من أهمها سلسلة مبسطة للفتيان العرب لتعريفهم بالكتاب والفلاسفة والمفكرين العالميين، بالإضافة لموضوعات مبسطة بالفكر والفلسفة والأدب والسينما من أنحاء العالم، وعبر هذا التعاون مع المؤسسات الأوروبية محاولة لتجاوز الرقابة المفروضة في المنطقة العربية والانتصار بشكل أكبر لحرية الرأي، وخلق مجال للتواصل مع الكتاب والقراء العرب خارج المنطقة العربية. وخلال هذه الفترة منذ التأسيس وحتى الآن، تعمل دار نون على تنويع إصداراتها في عدة مجالات معتمدة بشكل أساسي على احترام الرأي وحفظ حقوق الكتاب، ولأجل ذلك لجأت إلى التعاون مع المؤسسات الأوروبية محاولة تجاوز الرقابة المفروضة في المنطقة العربية والانتصار بشكل أكبر لحرية الرأي وخلق مجال التواصل مع الكتاب والقراء العرب خارج المنطقة العربية. حتى اللحظة أصدرت الدار بشكلٍ منفرد ثلاثة عشر كتاباً باللغة العربية وبالتعاون مع مؤسسات نشر أخرى خمسة كتب مترجمة عن عدة لغات، ولديها قيد النشر مجموعة إصدارات تزيد على العشرين إصداراً بالعربية، ما بين كتب عربية أو مترجمة ستصدر قبل نهاية العام، وتشارك الدار في معظم معارض الكتب التي تقام بشكل دوري بالدول العربية بالإضافة إلى أنها تسعى لخلق نقاط توزيع كتب في معظم الدول العربية وبعض دول العالم. ثلاثية شعرية من الكتب الجديدة، الصادرة عن الدار واحد من الأدب السويدي، أصدرته الدار بالتعاون مع دار المتوسط لتنمية القراءة والتبادل الثقافي في مدينة ميلانو الإيطالية. والكتاب هو عبارة عن المجموعات الشعرية الثلاث، للشاعر السويدي برونو ك. أُويَّر، وهو يأتي ضمن سلسلة ترجمات للأدب العالمي، ومنها سلسلة الشعر السويدي المترجم والتي من المتوقع أن تصل إلى اثني عشر إصداراً. الثلاثية، شعريةٌ وحملت العناوين: «بينما السُّمُّ يسري»، و»الكلمةُ الضالة»، و»ضبابٌ من كلّ شيء»، ضمها كتابٌ واحدٌ بالعربية في ثلاثمائة وأربع صفحات من القطع المتوسط، ترجمها وقدمها الشاعر والمترجم العراقي جاسم محمد، المقيم في العاصمة السويدية، باستثناء الفصول الثلاثة الأولى من مجموعة «بينما السُّم يسري» إذ ترجمت بالاشتراك ما بين جاسم محمد والشاعر والمترجم العراقي السويدي إبراهيم عبدالملك، وصدرت تلك الفصول الثلاثة في كتاب مشترك «أنطولوجيا الشعر السويدي الحديث» والتي صدرت عن دار المدى عام 2008 كما يشير إلى ذلك المترجم في مقدمته للكتاب. تتوزع موضوعاتها الشعرية على أكثر من منحى، لكنها تحمل ثيمات إنسانية واضحة المعالم رغم امتزاج الأسطورة بالواقع فيها، لتصفَ عالماً تتداعى فيه الصور على خلفية أخلاقية يعتبرُ فيها أن اغتصاب وتدمير الأرض هو انعكاسٌ مباشر لتدمير أرض باطن الإنسان، وأن هذا التدمير الروحي اللامرئي هو الأكثر رعباً. مرعبٌ أيضاً هو العيش في مجتمع استبدلت فيه الشفقة والشعور بألم الآخر بالشماتة، ذلك المجتمع الذي فيه تُخنق الأصوات الأكثر جمالا وإنسانية. يصف جاسم محمد في تقديمه للمجموعات الثلاث قصائدها بأنها «صورٌ تتداعى، لكن أهي في اليقظة، أهي في الحلم، أهي الآن، أهي من الأمس؟ لا تعلم ما الأسطورة منها وما الواقع. لا تعرف عيني من هما اللتان تنظران إلى مقتنياتهما المبعثرة، أهي قطة، أهي عجوزٌ تُركتْ وحدها تقضي الشتاء في العراء. عالمٌ سحري مسحور يتجلّى في الضباب يؤدي بمن يتمعنُ به إلى اضطرابٍ لا خَلاص منه إلا في غبطةٍ يبعثها جمالُ القصيدة التي تنطلق من شظيّة حجرٍ رصاصية على صدرِ امرأة مارَّةٍ بأسطورة من أساطير الهنود الحمر أو بأسطورة من أساطير مصرَ القديمة منتهية في غرفة تتحطمُ فيها العلاقات الإنسانية بين شخصين». ويضيف: «لكن قصيدته المتماسكة الملموسة لزجةٌ أيضاً بيد أن هناك من يريد أن يجعل منها لعبةً لأغراضه الفكريةِ والأيديولوجية. قصيدتهُ شعاعٌ مسلط على زمننا المعاصر. وفحواها أن الإنسان أكبرُ من حالته وأن مستقبلنا مرهونٌ بقدرتنا على الإحساس بالحزن على ما ضاع. لذا تحضر الخسارات والأرواح ريحاً تمتد من مستهلّ الثلاثية هذه حتى نهايتها. لكن القصيدة ليس بوسعها نفخُ الحياة بما ضاع ولا حتى بوسع الإنسان ذاته. رغم هذا لا يتورع عن كتابتها. ففي الرغبة باستعادة ما مات من القيم وما خسرتهُ البشريةُ تولد القصيدة». لغة يومية ويصف أيضاً جاسم محمد لغة القصائد بأنها لغة يومية سلسة لا تستعصي على قارئها أيّاً كان، تتدفق القصيدة بما يشبه بحثاً عن شيء بدائيٍّ، عن شيء مقدسٍ في الإنسان والطبيعة حتى أنه يتجنب النقاط والفواصل. جملته لا بداية لها ولانهاية إذ لا حروف كبيرة تبدأها ولا نقاط تنهيها كما هو معتاد في اللغات ذات الحروف اللاتينية. لكنها (قلتُ له) مؤلمة. قال: نعم، القصيدة التي لا توجع الشاعر لن توجع سواه. وأنا لا أترك قصيدة تفلت من يدي إن لم أحس بوجعها. كتابة القصيدة عمل شاق، مُجهد خاف اعتقاد الكثيرين. برونوك. أُويَّر شاعر رومانسي حديث لا يتردد في طرح الأسئلة الكبيرة. الموت والحياة ورعبنا منهما. مصير الإنسان ووجوده. أسئلة طرحتها البشرية منذ بواكيرها وسيطرحها من سيأتون بعدنا. لكنه قبل كل شيء هو شاعر متوحد مع الطبيعة. بوجودها مرهون أيضا وجوده. في مجموعة «بينما السّمّ يسري» يسيطر الظلام أكثر وتبدو العتمة واضحةً وكأنها حقيقة مرئية، يأتي الغروب وأجواء غامضة لتبدو القصيدة وكأنها مرتع للأشباح. وعلى خلاف مجموعاته السابقة لها تتوجه القصيدة إلى قارئٍ منفرد وليس إلى جمعٍ ينصت إلى صوتها من على خشبة مسرح. بينما في- الكلمة الضالة- التي تبدو كملحمة عن الإنسان المُنكّلِ به، الوحيد مع حزنه، يعود الظلام، تعود العتمة، يعود الخريف، يعود البرد والثلج. هناك غرف قفرٌ. هناك ملاك ينزف. لقد فات الأوان. الأرض تنزف. سيماءُ البشر حجمُ خذلانهم لبعضهم البعض. لقد فقدوا كل قدرة على حب دائم. أما مجموعة «الكلمة الضالة» فتتضح أيضا معالم توجهاتِ برونوك. أُيَّر الشعرية. فالأدوار التي كان يتقمصها كي يبني استراتيجيته الشعرية مثل الساحر والملاك الأسود ومُراقص الموت ولاعب البوكر تتراجع كي يفسحوا طريقا للقصيدة المكثفة وخافتة النبرة. في خاتمة الثلاثية «ضباب من كل شيء» يعود الليل ساكناً كطير يحطّ على كتفه، يستطلع ما ضاع. الموتى يستفيقون خارج الحياة ويدعونهُ كي يأكل من زادهم، يدعونه للحديث معهم تاركاً الأحياء والمدينة خلفه. «ضباب من كل شيء» وأجزاء الثلاثية الأخرى مرثية سويدية حديثة ترتقي بالشاعر إلى مصافِّ الشعراء الكبار في السويد، مثل هاري مارتينسون وغولنار أُكَلوف وتوماس ترانسترُمَر. ولد الشاعر برونوك. أوير عام 1951 في مدينة لينشوبنغ السويدية. وفي مناخ تسود فيه الروح الجماعية والروح الكفاحية المنطلقة من المفاهيم الاشتراكية والأيديولوجيا الشيوعية، ظهر صوت برونوك. أُويَّر من خارج السرب متميزاً منذ أبكر مجموعاته الشعرية «أغنية للفوضوية» عام 1973، كماك أسود، بوهيمي، عراف، متمرد أبدي يقول الحقيقة، ظهر متميزاً بقصيدته المستوحاة من موسيقى الروك وبإلقائهِ الشعريِّ الذي سرعان ما جذب إليه جمهوراً غفيراً يتابعه حتى اليوم لتمتلئ بهم المسارح أينما حلَّ في السويد كلها. بعد عام أتبع تلك المجموعة بأخرى عنوانها «صور لابتسامة الدمار» ثم أصدر المجموعات التالية: ع/ط الليل، 1976، حجر لاعب الورق، 1979، والمقصلة، 1981. لكن مكانته كشاعر رومانسي معاصر يشار إليها بكامل الكف في الأدب السويدي، لم تتحقق إلا بعد صدور المجموعة الأولى من هذه الثلاثية؛ بينما السم يسري، 1990. ثـم صـدرت المجموعـة الثانيـة منـها وهـي «الكلمة الضالَّة» عام 1995، وختمها بـ»ضباب من كل شيء» عام 2001. الثلاثية مَنَحَته أعلى درجات التقدير من كلّ النُّقاد على حد سواء ومنحته أغلبَ وأهم الجوائز الأدبية في بلده. وعن تلك الثلاثية يقول الشاعر: إنها خلاصة كل ما كتبته قبلها، وخلاصة كل تجاربي الحياتية. بعد هذه الثلاثية صدرتْ للشاعر عام 2008 مجموعة أخرى بعنوان «أسود كالفضة»، نالتْ كالثلاثية إعجاب النقاد والقراء على حدٍّ سواء. للشاعر أيضا رواية بعنوان شيفاز ريجال صدرت عام 1997.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©