الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان يتقدم بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن

لبنان يتقدم بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن
23 أغسطس 2008 02:00
قرر لبنان أمس التقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي رداً على تهديدات إسرائيل بشن هجوم ضد بنيته التحتية في حال وقوع أي مواجهة جديدة مع ''حزب الله''· وقال رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في رد على تحذيرات رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت من أن إسرائيل سترد بقوة أكبر من السابق اذا ما هاجمها ''حزب الله'': ''إن الاستماع لما يقوله المسؤولون الإسرائيليون يجعل المرء يعتقد بأن إسرائيل كانت تمطر لبنان بالأزهار خلال الاعتداء الأخير في يوليو ·2006 ووجه السنيورة رسالة عاجلة إلى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن اعتبر فيها التهديدات الإسرائيلية مرفوضة ومستنكرة، وهي إن دلت على شيء فعلى ما تبيته إسرائيل تجاه لبنان للاعتداء عليه وعلى شعبه، وقال: ''ليكن واضحاً بالنسبة لنا جميعاً أن العدو (يعني إسرائيل) لا يمكن أن نسكت على تهديداته، ولذلك طُرح الموضوع في جلسة مجلس الوزراء''· وكان وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ قال إن تهديدات إسرائيل تستهدف تشويه صورة لبنان، وتساءل: ''من الذي قال إن الحكومة منحت حزب الله موافقتها على القيام بأي عمل ضد إسرائيل''؟·· إن الوضع في جنوب نهر الليطاني مستقر حيث تبذل قوة الأمم المتحدة (يونيفل) جهوداً كبيرة، ولا توجد أي شكوى من الحزب''، مشيراً إلى أن لبنان ملتزم بقرار مجلس الأمن رقم ،1701 إلا أن إسرائيل مستمرة في انتهاك القرار من خلال الطلعات الجوية فوق الأراضي اللبنانية· ورد ''حزب الله'' على تحذيرات إسرائيل المتنامية ضد لبنان من زاوية التهديد بالانتقام لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية، وقال عضو قيادة الحزب أحمد مراد: ''إن الحزب سينتقم لاغتيال مغنية قريباً جداً، وإن الرد سيكون مزلزلاً وستكون هناك مفاجآت كبرى''· وأضاف: ''إن إسرائيل وجنرالاتها لن ينعموا بالاستقرار ولن يبقى صهيوني على أرض فلسطين''، وأضاف ''إن سلاح المقاومة سيبقى في يد الحزب حتى تعود فلسطين، وإن الحزب سيدخل فاتحاً الى فلسطين ولن يبقى لإسرائيل مكاناً على الخريطة''· إلى ذلك، استبعد دبلوماسي أوروبي في بيروت ما يشاع عن إمكانية حدوث أي تطور عسكري في لبنان أو في الشرق الأوسط، وقال الدبلوماسي- الذي رفض ذكر اسمه في تصريحات لـ''وكالة الأنباء الألمانية''- إن المعطيات الدولية والإقليمية تتجه نحو استبعاد قيام أي طرف بأي عمل عسكري· وحدد الدبلوماسي الموانع التي تحول دون الاعتقاد بأي تطور استراتيجي، مستنداً إلى واقع المحاور المتحكم بالمنطقة، وقال: ''إن المحور الإسرائيلي الأميركي يعاني طرفه الأساسي أي الولايات المتحدة من ارتفاع وتيرة التصعيد ضد القوات الأميركية في أفغانستان في ظل تمكن حركة طالبان من استعادة نشاطها السياسي والعسكري يضاف اليها سقوط الحليف الأقوى في باكستان أي الرئيس المستقيل برويز مشرف، وبالتالي دخول باكستان في دوامة عدم الاستقرار''· وتطرق الدبلوماسي إلى بدء العد العكسي الأميركي للانسحاب من العراق أيّاً يكن الرئيس الجديد، وقال: ''إن هذا الانسحاب بات عملية وقت، والأهم إيجاد المخرج الذي يحفظ لواشنطن ماء وجهها بعد أن حققت أهدافها الاقتصادية والنفطية من احتلال العراق''· ولفت الدبلوماسي إلى سقوط أولمرت الوشيك ودخول إسرائيل في مرحلة الصراع على السلطة بعد سلسلة من النكسات في لبنان وغزة يضاف إليها التوقف الحتمي للمفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة عبر وساطة تركيا التي كادت تصل الى مفترق حاسم، وذلك لضرورة لجوء سوريا الى انتظار شكل الحكم الجديد في إسرائيل ومضمونه· وقال عن المحور السوري الإيراني: ''إن إيران تبقى المستفيد الوحيد من السقوط الأميركي في آسيا الوسطى، كما أنها المستفيد الأكبر من الانسحاب من العراق على اعتبار أن مثل هذه الخطوة ستعزز نفوذها في العراق، كما أنها ستدفع بالمجتمع الدولي إلى الاعتراف بالشراكة الإيرانية في العراق من حيث النفوذ والسلطة والاستفادة الاقتصادية والنفطية· وأضاف أن سوريا وجدت في المأزق الإسرائيلي مخرجاً لها للانسحاب بهدوء من المفاوضات مع تل أبيب في ظل نجاح حركة ''حماس'' في الصمود بوجه الهجمة الإسرائيلية إلى درجة تمكنها من خوض معركة الرئاسة الفلسطينية ضد الرئيس محمود عباس الذي تنتهي ولايته الرئاسية مطلع العام المقبل·ورأى الدبلوماسي أنه يضاف الى كل هذه العوامل دخول روسيا على خط الصراع الدولي-الإقليمي بعد أن فرضت نفسها لاعبا في منظومة دول القرار وهذا أيضا ما أعطى كثيرا من الراحة لمحور سوريا-ايران-حزب الله الذي يفضل بدوره الوقوف متفرجاً على الجميع من دون خوض أي مغامرة جديدة، وذلك انطلاقاً من أن الوقت في صالحه· وأكد أن نظرة عميقة لكل هذه المعطيات والأسباب الحقيقية كفيلة بالقول إن المنطقة دخلت بدورها في مرحلة الوقت المستقطع في ظل عجز المحور الأول عن القيام بأي عمل عسكري حاسم وتريث الفريق الثاني غير المستعجل للمواجهات الكبرى·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©