علي الزعابي (أبوظبي)
رغم أن الفوز الذي حققه الجزيرة أمام بيروزي الإيراني أمس الأول 3 - 2، لا يكفي «فخر أبوظبي» للوصول إلى الدور ربع نهائي البطولة، إلا أن المكتسبات العديدة التي حصل عليها الجزيرة من هذه المباراة تعطيه ثقة كبيرة قبل التوجه لملعب أزادي لمواجهة الفريق الإيراني أمام جماهيره الغفيرة لحسم مسألة التأهل.
ونجح الهولندي تين كات مدرب الجزيرة في المغامرة الهجومية التي قام بها بعد أن بدأ المباراة متحفظاً بطريقة مبالغ فيها، قبل أن يقحم أحمد العطاس بجانب مبخوت ورومارينهو، ومن خلفهم بوصوفة، ونجح في قلب الطاولة على مستوى النتيجة والأداء أيضاً، ما يوسع نطاق قراراته في مباراة الإياب بالدخول بقوة بهدف تسجيل الأهداف، وتصعيب المهمة، أو التحفظ والاحتفاظ بالأسلحة الهجومية فيما بعد.
يعتبر هذا الفوز هو الأول للجزيرة في تاريخه بدور الـ 16 لدوري أبطال آسيا بعد مشاركتين سابقاً في عام 2012 عندما واجه الأهلي السعودي بالنظام القديم بلعب هذا الدور في مباراة واحدة انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3 قبل الاحتكام إلى ركلات الترجيح، والتي تفوق بها النادي السعودي، وفي المحاولة الثانية واجه الجزيرة العين في عام 2014 بنظام الذهاب والإياب وتجرع الخسارة في اللقاءين، بينما نجح في المحاولة الثالثة في تحقيق أول فوز في هذا الدور على بيروزي الإيراني.
كما تمكن الجزيرة من تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى الفريق الإيراني في خلال 45 دقيقة فقط، وهو نفس الرقم الذي استقبله في دور المجموعات خلال 6 مباريات، والذي أنهاه كأقوى خط دفاع في البطولة حينها، مما يعني أن الهجوم الكاسح الجزراوي تمكن من فك رموز التنظيم الدفاعي القوي للنادي الإيراني.
وحصل الجزيرة على دفعة معنوية أكبر بالنظر إلى نتائج الفرق الإماراتية الأخيرة أمام نظيرتها الإيرانية في دور الـ 16 بعد تأهل العين في آخر عامين على حساب الاستقلال، وتأهل النصر في عام 2016 على حساب تراكتور سازي، بالإضافة الى تأهل الأهلي في عام 2015 على حساب نفط طهران في دور ربع النهائي، ما يعطي الجزيرة الرغبة في مواصلة التفوق الإماراتي على حساب الأندية الإيرانية في مجموع المباراتين.
من جانبه، هنأ الهولندي تين كات مدرب الجزيرة، لاعبي الفريق بالفوز المحقق على بيروزي، مشيداً بالروح القتالية التي ظهرت على اللاعبين بعد التأخر بهدف والعودة مرتين، خصوصاً عندما تعادل الفريق الإيراني قبل خمس دقائق من نهاية اللقاء، واعترف المدرب بصعوبة اللقاء، خصوصاً في الشوط الأول، غير أنه أبدى ارتياحه من أداء الشوط الثاني بعد تحسنه وأفضلية فريقه.
وقال كات: لاحظت الاعتماد الإيراني على العرضيات من الجبهة اليسرى، ونبهت لاعبي الفريق أثناء الشوط الأول، ورغم ذلك، فإننا تلقينا الهدف من كرة عرضية لم تكن خطرة للغاية، كان الفريق الإيراني أفضل في الشوط الأول، ولكننا تحسنا كثيراً في الشوط الثاني، وأظهر اللاعبون طاقة كبيرة ورغبة جبارة في العودة وتسجيل الأهداف، وأنا سعيد جداً بهذه الروح، ولكن لا يمكننا المبالغة بهذه الفرحة، فهذا يعتبر الشوط الأول من دور الـ 16، وعلينا خوض مباراة صعبة أمام نفس الفريق على أرضه وبين جماهيره، ومن المهم أن نستعد جيداً على المستويين النفسي والمعنوي قبل خوض تلك المباراة. وبتعليقه عن الهدف الثاني للفريق الإيراني قال: لا يمكنني الحكم على حكم المباراة أو التعليق بشكل كامل على الواقعة، ولكنني أستغرب من حكم اللقاء، الذي اعتمد على إعادة ركلة الجزاء من المساعد برغم أنه كان الأقرب للحادثة، وهذا الأمر أشاهده للمرة الأولى في حياتي.
وعن مباراة الإياب والمواجهة أمام 100 ألف متفرج قال: لا تهمنا الأعداد الغفيرة التي ستحضر لمؤازرة الفريق، أثق كل الثقة بلاعبي الفريق، ولا يمكننا أن نتخوف من أعداد الجماهير، فنحن خضنا مباريات عديدة مهمة وفي بطولات كبيرة ككأس العالم للأندية، فجميع اللاعبين برغم صغر سنهم، إلا أنهم يمتلكون خبرات كبيرة بواقع تجاربهم في مباريات آسيا وكأس العالم وحتى بطولة الدوري، ومن المهم أن نستعد جيداً، وأنا واثق من هز الشباك تسجيلنا هدفاً على الأقل في ملعب أزادي، ولهذا فإن الفريق الإيراني يحتاج تسجيل هدفين على الأقل حتى يتأهل.
علي مبخوت: الفوز تحقق بجهود الجميع
أشاد علي مبخوت، نجم فريق الجزيرة بالفوز المهم على النادي الإيراني، مؤكداً أن الفوز جاء بجهود جميع اللاعبين، وبالإصرار والعزيمة التي كانت على المجموعة، بعد التأخر في الشوط الأول والتعادل في الدقائق الأخيرة، إلا أن الرغبة كانت حاضرة رغم الظروف المختلفة، وقال: الهدف هو تحقيق الفوز في لقاء الذهاب قبل موقعة الإياب. وقال: أنا سعيد بتحقيق الفوز، كانت مباراة صعبة أمام فريق قوي يمتاز بقوة الدفاع، ولكننا نجحنا في تسجيل ثلاثة أهداف في مرماهم، وحصدنا الفوز بالمباراة الأولى، ولكن علينا العودة للتركيز وتناسي هذه النتيجة، لأنه أمامنا مباراة صعبة هناك في إيران، ويجب علينا استثمار هذا الفوز لتحقيق فوز آخر هناك من أجل حلم الوصول إلى ربع نهائي البطولة.
وعن اختياره كأفضل لاعب في المباراة قال: لم أكن في المباراة وحدي، فجميع اللاعبين ساهموا في هذا الفوز، ونحن نخوض كل المباراة وننتصر بها بالتكاتف والقتال معاً، تعبنا كثيراً للتحضير من أجل هذه المباراة، وحققنا الفوز في النهاية، ولكننا يجب أن نواصل على هذا المستوى حتى نصل إلى ربع النهائي، وهذا ما نفكر به الآن، والمهم هو التركيز والهدوء في مباراة الإياب، فالمنافس الذي نواجهه ليس سهلاً، ورغم هذا فإن جاهزيتنا هي التي تحدد قدرتنا على تجاوزها، ونحن على قدر كامل من المسؤولية.
برانكو: علينا تفادي الأخطاء في ملعبنا
عبر الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، مدرب بيروزي عن آسفه للنتيجة التي انتهت عليه مباراة فريقه أمام الجزيرة، موضحاً أن فريقه ارتكب أخطاء عديدة يجب ألا ترتكب في مثل هذه المباراة وببطولة دوري أبطال آسيا بدور الـ 16، بعد التقدم بهدف على صاحب الأرض والأفضلية في الشوط الأول، ونوه الكرواتي إلى أن العودة في مباراة الإياب يجب أن تكون قوية، وأن يكون التركيز عالياً لدى جميع اللاعبين، ومثل هذه الأخطاء لا يجب أن تتكرر في ملعبنا حال الرغبة للتأهل إلى ربع النهائي.
وقال: النتيجة ليست مرضية بالكامل، ولكن لابد أن نتقبلها، ونعمل علي الاستفادة من الهدفين اللذين سجلناهما لاستثمار فرصنا في مباراة الإياب، حيث تنتظرنا مساندة جماهيرية كبيرة هناك، وسنسعى لتحقيق الفوز الذي يوصلنا إلى الدور الثاني، الفريق قدم مباراة جيدة في الشوط الأول، وأعتقد أن لاعبي الجزيرة لم يتوقعوا الهجوم من قبلنا في الشوط الأول، وكان تقدمنا صدمة بالنسبة لهم، لكنهم في الشوط الثاني كانوا أفضل حالاً، ونجحوا في استثمار الأخطاء وتسجيل الأهداف.
وأكمل برانكو: لن يتواجد اللاعب كمال، الذي خرج مصاباً بكل تأكيد في المباراة القادمة، وعلينا العمل لإيجاد البديل في هذا الوقت، كما أننا سنكسب عودة كابتن الفريق الذي افتقدناه في هذه المباراة، والمهمة هناك ليست سهلة على الإطلاق، ولكننا سنخوض اللقاء على أرضنا وبين جماهيرنا وفي كرة القدم ليس هناك مستحيل، ولا يمكن أن تأخذ أي ضمانات أيضاً.
محمد جمال: «فخر أبوظبي» بمن حضر
عبر محمد جمال، لاعب خط وسط الجزيرة، عن سعادته بتحقيق الفوز، مؤكداً أن اللاعبين قدموا أفضل ما لديهم في المباراة التي شهدت تقلبات كثيرة بتسجيل الأهداف واستقبالها، ونوه جمال إلى أن المواجهة لم تنته بعد، حيث إنه تنتظر الجزيرة مباراة في إيران، لابد أن ينهيها بنتيجة إيجابية في سبيل التأهل.
وقال اللاعب: «أبارك لجميع الجماهير التي حضرت لتشجع «فخر أبوظبي»، وزملائي اللاعبين الذين وجدوا على أرضية الميدان، وأثبتوا قدرتهم على تخطي المصاعب مهما كانت، فالجزيرة دائماً بمن حضر، لا يهم من يشارك، المهم أن تكون على قدر المسؤولية عندما تتاح لك فرصة لبس شعار الجزيرة، ونجحنا بحمد الله لتسجيل هدف الفوز بالثواني الأخيرة». وعن غيابه عن المباراة قال: «بكل تأكيد فقد تعرضت لإصابات في الفترة الماضية، ولم أستطع الوجود بسبب عدم الجاهزية، ولكنني سأحاول جاهداً الوجود في مباراة الإياب إذا تأكدت من جاهزيتي الكاملة، بكل تأكيد أنا أتمنى المشاركة لأنني أخطط لخدمة الفريق ومساعدته، وإذا لم أستطع ذلك فزملائي قادرون على تحقيق المطلوب منهم، فجميعنا يد واحدة، ونحن متكاتفون لتحقيق الهدف الوحيد، وهو التأهل إلى الدور المقبل». وعن فرصة الجزيرة في التأهل بعد الفوز على ملعبه قال: «لا يمكننا الحكم الآن على التأهل قبل خوض المباراة المقبلة، من الطبيعي أن استقبال هدفين في مرماك أمر يدعو للتخوف، ولكن الفوز على أرضية ميدانك يعطيك الثقة الكاملة في الذهاب هناك وتقديم أفضل ما لديك، وأعتقد أننا في مباراة الإياب يجب علينا غلق المساحات بشكل جيد، والاستحواذ على الكرة، وخطف هدف ينهي الآمال الإيرانية».
عدد اليوم
