السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان... تداعيات استهداف الموظفين الدوليين

2 نوفمبر 2009 22:16
ألكسندرا زافيس كابول أرغم مقتل خمسة موظفين تابعين للأمم المتحدة في هجوم لـ"طالبان" في كابول يوم الأربعاء الماضي المنظمةَ الدولية ووكالات إنسانية عديدة على إعادة تقييم طريقة اشتغالها في أفغانستان، كما يقول مسؤولون، مما يلحق الضرر بالبرامج الرامية إلى مساعدة ملايين الأشخاص وإرساء الاستقرار في ذلك البلد الذي مزقته الحرب. وعلى رغم ذلك فقد اعتبر ممثل الأمم المتحدة الخاص في أفغانستان "كاي إيدي" أن الهجوم، الذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص من بينهم أميركي، لن يثني منظمته عن مواصلة مشاريع التنمية وإعادة الإعمار التي تقوم بها في البلاد. غير أن قدرة موظفي الأمم المتحدة على تقديم المساعدات تأثرت بالهجوم بالفعل. فقبل أقل من أسبوعين على إجراء أفغانستان للجولة الجديدة من الانتخابات الرئاسية، والتي تعد موضوع الجهود الحالية التي تقوم بها المنظمة الأممية، أُمر كل الموظفين عبر البلاد بعدم مغادرة مقار إقامتهم، كما يقول أدريان إدواردز، المتحدث باسم بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان، والذي يضيف: "إنه أخطر حادث تعرضنا له في أفغانستان... حين كان يُقتل موظفون تابعون للأمم المتحدة في الماضي، فإن ذلك كان يحدث عادة لأنهم قريبون جداً من الجيش. ولم نكن في الغالب هدفاً للهجمات بشكل خاص". واستعداداً للجولة الأولى من الانتخابات، قدم الموظفون الأمميون تدريبات وتوجيهات ودعماً لوجيستياً لمسؤولي الانتخابات الأفغان. والواقع أن الجزء الأكبر من الاستعدادات لجولة الانتخابات الجديدة قد انتهى، كما يقول متحدث باسم الأمم المتحدة، إلا أنه ما زال من غير الواضح حتى الآن، نظراً للتخوفات الأمنية، إلى أي مدى سيكون الموظفون الأمميون قادرين على زيارة مراكز الاقتراع والالتقاء بمسؤولي الانتخابات والمرشحين خلال الأيام المقبلة. وحسب روايات عدد من الشهود، فإن أزيز الرصاص استمر وسط الحي حيث يوجد الفندق الذي يأوي موظفي الأمم المتحدة لأكثر من ساعة في وقت كانت فيه الشرطة الأفغانية والمسؤولون الأمنيون التابعون للأمم المتحدة يقاتلون ثلاثة مهاجمين على الأقل يرتدون سترات انتحارية ومدججين بقنابل يدوية وبنادق أوتوماتيكية. هذا بينما كان نزلاء الفندق يصرخون طلباً للنجدة في حين قفز بعضهم عبر الأسطح هرباً من تبادل إطلاق النار، والنيران التي حاصرت المبنى بسرعة. وفي حديث معه عبر الهاتف، قال ذبيح الله مجاهد، وهو أحد المتحدثين باسم "طالبان"، إن حركته استهدفت موظفي الأمم المتحدة بسبب مساهمتهم في الانتخابات الرئاسية. يذكر أن مسؤولي الانتخابات ألغوا قرابة مليون صوت أدلي بها لصالح كرزاي بعد الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في 20 أغسطس بسبب التزوير، الأمر الذي حال دون بلوغه عتبة 50 في المئة من الأصوات، الضرورية من أجل الفوز. وقد أضاف مجاهد قائلا: "هذا هو أول هجوم لنا على الموظفين الأمميين في كابول بسبب الانتخابات... وسنستمر في تنفيذ الهجمات". وفي هذه الأثناء، يقول مسؤولون أمميون وأميركيون وأفغان إن الهجوم لن يُضعف جهودهم. وفي هذا الإطار، قال أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" في مؤتمر صحافي في نيويورك: "في هذه اللحظة، سأكتفي بالقول إن كل الاستعدادات العملية قد تمت من أجل تقليل حالات التزوير"، مضيفاً "إذا كانت الجولة الأولى أظهرت أي شيء، فهو أن التزوير لا ينتصر. فهو يُضعف شرعية النتائج". ومن الجدير بالذكر هنا أن الأمم المتحدة انسحبت من العراق لسنوات بعد مقتل 22 شخصاً في هجوم بواسطة شاحنة مفخخة استهدف مقرها في بغداد عام 2003؛ غير أن "بان كي مون" بدا أنه يستبعد هذا الخيار حين قال: "إننا نتضامن مع الشعب الأفغاني اليوم، وسنستمر في فعل ذلك غداً"، مضيفاً "سنقوم بالطبع بإعادة النظر في الإجراءات الأمنية، مثلما نفعل بشكل دوري بخصوص المهمة الأفغانية بصفة عامة، وسنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية موظفينا". هذا وتنشط نحو 20 وكالة أممية في أفغانستان إلى جانب أكثر من 100 منظمة غير حكومية محلية ودولية. وقد ساعدت المنظمةُ الدولية نحو 4.5 مليون لاجئ على العودة من باكستان وقدمت المواد الغذائية لأكثر من 6 ملايين شخص هذا العام، كما رعت مشاريع تنموية وردت على عدد من الكوارث الطبيعية. ومثل هذه البرامج يعتبرها القادة العسكريون الأميركيون أساسية بالنسبة للمحاولات التي يقومون بها لاستمالة المدنيين وتشجيعهم على النأي عن تمرد "طالبان" وحشد الدعم للحكومة. ويشكل الأجانب نحو 20 في المئة من موظفي الأمم المتحدة الـ4500 في أفغانستان. وقد عبر بعضهم عن قلقه يوم الأربعاء من أن توجه لهم أوامر بمغادرة البلاد في وقت يدرس فيه المسؤولون ما إن كان ينبغي تسخير مزيد من الحراس لحماية مقار الأمم المتحدة، وإجلاء الموظفين غير الضروريين، وغير ذلك من التدابير. هذا مع أن معظم الأجانب يعيشون في منازل للموظفين أو فنادق على غرار الفندق الذي تعرض للهجوم يوم الأربعاء، تحميها جدران وعدد من الحراس الأمميين. ويقول إدواردز ، المتحدث باسم الأمم المتحدة: "إن المرء يريد أن يكون جزءاً من الأهالي، لا أن يعيش في مجموعة من المباني المسورة والمغلقة والبعيدة". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©