التقيته في جوهانسبرج، وهو يرتدي بدلة عليها الكثير من الشعارات والدبابيس الخاصة بالبطولات والأحداث التي قام بتغطيتها.. كان يحمل الكاميرا فهو مصور، قلت له: إنك تذكرني بالمصور التونسي الراحل بشير المنوبي رحمه الله، فقال لي: “ذلك هو والدي”، وعندها عرفني على اسمه فهو حسني المنوبي وبعد التاريخ الحافل الذي قضاه والده في الملاعب ها هو يسير على خطاه وكما يقولون “ابن الوز عوام”.
وقد كان الراحل بشير المنوبي مصوراً تونسياً شهيراً، كما كان علامة بارزة من علامات كأس العالم، ولد في عام 1930، وهي السنة التي بدأت فيها بطولة كأس العالم وبدأ مشواره كمصور رياضي في عام 1951 عندما تسلم بطاقته الإعلامية كمصور مبتدئ ومنها بدأ المشوار وكان أول حدث كبير يقوم بتغطيته، دورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960.
أما حكايته مع كأس العالم، فقد بدأت في إنجلترا عام 1966 ولم يغب عن أي بطولة حتى كأس العالم في اليابان وكوريا عام 2002، أي أنه قام بتغطية 10 بطولات كأس عالم، كما قام بتغطية 12 دورة أولمبية، بالإضافة إلى العديد من البطولات المختلفة، وكان يتميز بقبعته المكسيكية الشهيرة وببدلة التصوير التي تزينها مئات الشعارات والأوسمة والدبابيس من البطولات المختلفة التي قام بتغطيتها.
وكانت آخر مباراة يقوم بتغطيتها بين تونس والمغرب في تصفيات كأس العالم 2006 ولم يمهله القدر للوجود في ألمانيا 2006، حيث توفاه الله بعد ذلك التاريخ بأيام قليلة عن 75 عاماً، بعد حياة حافلة بالعمل في المهنة التي عشقها وأخلص لها فمنحته الكثير، كما حصل على الكثير من الجوائز خلال مسيرته الطويلة.
ورغم رحيله لم يغب اسم المنوبي عن بطولات كأس العالم فحمل ابنه الكاميرا وبدأ حسني المنوبي مشواره في نهائيات كأس أمم أفريقيا في مصر عام 2006 وقام بتغطية كأس العالم 2006 في ألمانيا وها هو يوجد في جنوب أفريقيا.
ويسعى حسني لإكمال مشوار والده والسير على خطاه، ويقول: “في طفولتي كان والدي يحملني على رأسه عندما يذهب لتغطية البطولات”.
وحسني البالغ من العمر 45 عاماً يريد الحفاظ على اسم المنوبي التي ارتبطت بكأس العالم منذ عام 1966 ولا تزال فصول عشقها للكرة متواصلة على مدار 44 عاماً.
عدد اليوم
