أعلنت برلين أمس أن المنطقة العازلة الروسية حول أوسيتيا الجنوبية الانفصالية لا يمكن أن تكون ''سوى إجراء موقت''، داعية إلى انسحاب القوات الروسية من داخل الأراضي الجورجية بحلول نهاية السنة الحالية، فيما استبعد وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونج عودة الحرب البادرة في أعقاب الحرب بين روسيا وجورجيا·
وأعلن توماس شتيغ الناطق باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مؤتمر صحفي أن المنطقة العازلة التي تقيمها القوات الروسية لا يمكنها إلا أن تكون جزءاً من ''الإجراءات الموقتة الأمنية في انتظار تطبيق آلية دولية سريعاً''·
وأضاف أن تلك المنطقة التي اتفق عليها الطرفان لا يمكن أن تضم ''مفاصل طرق مهمة وبنى تحتية أو أي مدن مثل غوري''، وتابع: ''يمكن لحوالي 500 جندي روسي من قوات حفظ السلام أن ينشطوا موقتاً في تلك المنطقة، لقد تحدد العدد ونحن نولي أهمية لأن تكون تلك التسوية موقتة، لا يمكن أن تكون هناك منطقة عازلة دائماً''·
من جهة أخرى، دعا شتيغ الى الموافقة في أقرب وقت على آلية دولية تشمل مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وفي معرض حديثه عن انسحاب القوات الروسية من داخل الأراضي الجورجية، قال إن برلين تتوقع أن ينتهي كما وعدت موسكو الجمعة، وأضاف: ''سننتظر لنرى التطورات خلال الساعات المقبلة، هناك معلومات مختلفة حول ما يجري في جورجيا وتحركات القوات حالياً''·
بدوره، رفض وزير الدفاع الألماني في مقابلة مع قناة ''اي·ار·دي'' فكرة حرب باردة جديدة بين الغرب وروسيا· وقال يونغ ''اعتقد ان الان يجب المراهنة على استئناف حوار في جورجيا من شانه أن يؤدي الى عودة الأمن والاستقرار''، وأضاف: ''عندما أتذكر الملف النووي الإيراني اعتبر أن لدينا المصالح ذاتها كالروس في المجال الأمني''·
وانتقد وزير الدفاع الألماني رد الفعل الروسي في جورجيا ووصفه بأنه ''غير متناسب تماماً مع الحدث''· وتوقع الوزير في حديث أن يكتمل انسحاب القوات الروسية من الأراضي الجورجية ''بحلول مساء اليوم (امس)''· في الوقت نفسه أعرب الوزير الألماني عن أمله في استئناف الحوار مع روسيا مرة أخرى بعد الانسحاب ومناقشة سبل التعاون العسكري وإعطاء الأولوية لاعمال الإغاثة·
واتهم الوزير القوات الروسية بالمسؤولية عن مشاهد الدمار في المناطق خارج الإقليمين الانفصاليين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وأضاف أن مدينة جوري كادت بعد هروب السكان أن تصبح خالية من البشر، وأكد الوزير أحقية انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكنه أشار إلى أن شروط الانضمام الفوري للدولتين غير متوفرة في الوقت الحالي·
عدد اليوم
