«الخائن النبيل» !

بعد أن انطلقت صافرة النهاية معلنة فوز منتخب غانا بهدف نظيف على منتخب صربيا مساء الأحد في مستهل مباريات المنتخبين في مونديال جنوب أفريقيا، انطلقت صرخة فرح مكتومة من المدرب “الصربي” ميلوفان رايفاتش، وصدرت عنه إشارة يد حائرة متأرجحة بين الشعور بالفخر لقيادة النجوم السوداء إلى الفوز على منتخب أوروبي كبير كان مرشحاً لإحداث الكثير من المفاجآت، وبين حزن “مواطن صربي” لم يكن يتمنى أن يرى منتخب بلاده يتعثر في أهم بطولة كروية عالمية، ومن العجيب أن يكون هو نفسه سبباً في هذا التعثر والسقوط! والمثير في الأمر أن رايفاتش صربي حتى النخاع إذ لم يسبق له خوض تجربة احترافية كلاعب أو تدريبية كـ”مدرب” خارج صربيا. وبعيداً عن نظريات “عصر الاحتراف” وكرامة وشرف المهنة وغيرها من المفاهيم التي ترتبط بمثل هذه المواقف، فإن الملايين لا يمكنهم تقبل أو فهم سر سعادة مدرب لقيادته منتخباً ما لهزيمة منتخب بلده في بطولة عالمية.. فمن المقبول أن يحدث ذلك على مستوى الأندية، فليس من المستغرب مثلاً أن يرقص المدرب البرتغالي مورينيو فرحاً بفوز فريقه الحالي ريال مدريد على بورتو البرتغالي مثلاً في دوري أبطال أوروبا، ولكن أليس من العجيب أن يهلل كابيلو “الإيطالي” لفوز منتخب إنجلترا على إيطاليا في كأس العالم؟ ما حدث مساء الأحد مع المدرب الصربي لمنتخب غانا موقف إنساني مملوء بالمتناقضات التي لا يمكن استيعابها بسهولة، فأنصار العاطفة والحس الوطني كانوا يفضلون لو أن تدريب المنتخبات أصبح “حصراً على المدرب المواطن” لكي لا تتكرر مثل هذه المواقف، وأنصار الاحترافية يؤكدون أن صربيا فخورة بابنها الذي هزمها، وبين هذا وذاك لا يمكن تصنيف المدرب الصربي “ميلوفان رايفاتش” إلا أنه “خائن نبيل”.