برنانكي يؤكد: الأزمة المالية تمتد إلى كافة قطاعات الاقتصاد الأميركي

اعتبر رئيس الاحتياط الفيدرالي الاميركي بين برنانكي أمس الأول أن الأزمة المالية التي بدأت قبل عام لم تهدأ، بل أخذت تطاول سائر قطاعات الاقتصاد الأميركي الذي يشهد ''ظروفاً هي الأصعب'' بالنسبة للبلاد· كما قال: إن ارتفاع الدولار وتراجع أسعار النفط مع تباطؤ النمو الاقتصادي عوامل من شأنها أن تكبح التضخم في تلميح إلى أن أسعار الفائدة الاميركية ستبقى مستقرة في المستقبل المنظور رغم أنه حذر من ان توقعات التضخم ''غير مؤكدة إلى حد بعيد''· وقال برنانكي: ''رغم تحسن حركة بعض الاسواق، فإن العاصفة المالية (···) لم تتراجع بعد، وباتت تداعياتها على مجمل الاقتصاد تظهر على شكل تباطؤ في النشاط الاقتصادي وازدياد للبطالة''· واضاف رئيس البنك المركزي في خطاب ألقاه في المنتدى السنوي التقليدي للاحتياط الفيدرالي في جاكسون هول (غرب أميركا)، إذا أضيف الى هذا الأمر التضخم المتزايد المرتبط خصوصا بارتفاع اسعار المواد الاولية، ''فإن النتيجة تشكل احد اصعب المناخات الاقتصادية والمالية التي شهدناها''· لكن برنانكي لاحظ ان التراجع الاخير لاسعار المواد الاولية و''الاستقرار المتنامي'' للدولار هما عاملان ''مشجعان''، ورأى ان استمرار هذين العاملين ضمن اطار من النمو ''سيظل من دون شك لفترة تحت السقف المطلوب''، سيفضي الى ''التخفيف من حدة التضخم مع نهاية العام وخلال العام المقبل''· غير أن برنانكي تدارك أن آفاق التضخم لا تزال ''غير واضحة بشكل كبير''، مؤكدا أن الاحتياط الفيدرالي سيواصل مراقبة الوضع ''عن كثب'' بهدف التحرك ''وقت الضرورة'' لضمان استقرار الأسعار· من جهة أخرى، دعا الى تعزيز البنى التحتية المالية، وخصوصا في المؤسسات غير المصرفية، بغية تفادي المجازفات المبالغ فيها التي تسببت بالازمة الراهنة· وقال: ''إذا لم يحث ارتداد فإن هذه التطورات مقرونة بإيقاع للنمو من المرجح ان يكون قاصرا عن قوته الكامنة لبعض الوقت من شأنها ان تقود إلى اعتدال التضخم في وقت لاحق من هذا العام وفي العام القادم''· وقلص الدولار مكاسبه امام اليورو مع مراهنة المستثمرين على ان تعليقات برنانكي دليل على ان البنك المركزي الاميركي ربما لا يرغب في زيادة اسعار الفائدة بينما الاسواق ما زالت متوترة والنمو يواجه صعوبات مع انكماش سوق المساكن· وقال خبير اقتصادي ببنك مورجان ستانلي في نيويورك: إن تعليقات برنانكي تشير إلى أنه ''لن يكون هناك أي تغيير في السياسة النقدية في المستقبل المنظور''· وقال برنانكي: إن استراتيجية مجلس الاحتياطي الاتحادي الحالية للابقاء على اسعار الفائدة منخفضة تتوقف على استقرار اسعار النفط والسلع الاساسية مع تباطؤ الاقتصاد العالمي وان ذلك الاتجاه يحدث فيما يبدو·