رشا طبيلة (أبوظبي)
برنامج «السفير».. مبادرة مميزة تقدم فرصاً ذهبية للمواطنين للعمل في قطاع السياحة والترفيه في جزيرة ياس، ليكونوا واجهة إماراتية أمام زوار المرافق الترفيهية، ليمثلوا وطنهم وثقافتهم أمام مختلف الثقافات والجنسيات.
تلك المبادرة التي انطلقت في ديسمبر من العام 2016، وتعنى بتأهيل الشباب الإماراتي للعمل في قطاع السياحة والترفيه في جزيرة ياس، والتي أطلقتها «فرح إكسبيرينسز» التابعة لـ «ميرال»، نجحت في توظيف نحو 150 مواطناً إماراتياً، ومع نهاية عام 2018، سيصل العدد إلى 200 موظف من المواطنين الإماراتيين الذين يعملون في المدن الترفيهية في جزيرة ياس.
ويقدم برنامج «السفير» تدريباً مكثفاً لمدة 3 أشهر لتوظيف الشباب الإماراتي في مختلف أقسام «عالم فيراري أبوظبي»، ومدينة ياس ووترورلد للألعاب المائية، حيث يعمل في الوقت الحاضر 100 موظف من منتسبي البرنامج بدوام كامل، فيما لا يزال 50 آخرون في طور التدريب.
وسعياً لاستقطاب المزيد من الشباب الإماراتي، تم إلحاق برنامج إضافي للعمل بدوام جزئي من ضمن برنامج السفير، يمنح الطلاب حرية العمل في عطلات نهاية الأسبوع فقط. ويوجد حالياً 10 طلاب مسجلين في برنامج الدوام الجزئي.
وتم أمس في عالم فيراري أبوظبي تنظيم يوم مفتوح لاستقطاب المواطنين لبرنامج «السفير»، حيث شهد إقبالاً كبيراً من المواطنين الراغبين بالالتحاق في البرنامج.
وقالت مريم المشرخ، مدير الموارد البشرية في «ميرال» خلال اليوم المفتوح أمس: «يواصل برنامج «السفير» تقديم الفرص المتميزة للشباب الإماراتي منذ إطلاقه، حيث أظهر المتدربون التزاماً كبيراً تجاه البرنامج، ولطالما أبهرونا بشغفهم الكبير للتعلم. وبالتالي، نرى من واجبنا تقديم الدعم اللازم لتمكينهم من مواصلة تطورهم المهني. ونأمل أن تساعد مبادرتنا هذه في تأهيل المزيد من الشباب الإماراتي لدخول سوق العمل في القطاع السياحي بشكل عام، وقطاع المدن الترفيهية بشكل خاص».
وأشارت المشرخ في تصريحات صحفية أمس، إلى أن البرنامج الذي بدأ في ديسمبر 2016 يهدف إلى استقطاب الإماراتيين للعمل في مجال السياحة والترفيه، حيث يتم من خلال عقد أيام مفتوحة لتكون فرصة لهم للتقديم لهذا البرنامج.
وقالت: «جاءت فكرة البرنامج بهدف تدريب الإماراتيين من مختلف المؤهلات لمدة 3 أشهر في مرافق جزيرة ياس الترفيهية وهي ياس ووتروورلد وعالم فيراري أبوظبي، «ووارنر براذرز» عند افتتاحها في يوليو المقبل، وذلك في جميع المجالات، لا سيما خدمة العملاء والعمليات وغيرها من التخصصات».
وأضافت:«المواطنون الذين يتأهلون وينجحون في فترة التدريب يتم تعيينهم في وظائف دائمة في المرافق الترفيهية، ومن لم يتأهل يحصل على شهادة تدريب».
وقالت المشرخ: «سنستمر في البرنامج، وسنواصل استقطاب المواطنين بعدد أكبر للفترة المقبلة».
وأكدت أن الهدف الرئيسي من البرنامج تقديم الفرصة للمواطنين للتعرف على هذا المجال من خلال التدريب ومعرفة حال من يرغبون في الاستمرار فيه، وإدخال الروح الإماراتية في مجال السياحة والترفيه، ليكون واجهة السياح عند زيارتهم للمرافق الترفيهية».
وأكدت أنه لا توجد معايير وشروط معينة بخصوص المؤهلات العلمية، حيث ما يهم وجود الشغف للعمل في هذا المجال، مشيرة إلى أن العمل في المرافق الترفيهية يتيح التطور الوظيفي السريع. وبينت المشرخ: «يشهد البرنامج إقبالاً كبيراً من المواطنين، حيث إنه تم تنظيم يوم مفتوح في مارس الماضي واستقطب نحو 600 مواطن ومواطنة، حيث أعطينا الفرصة للتدريب لـ111 شخصاً».
وقالت جواهر الحسني، وهي حالياً تتولى منصب مساعد مدير خدمة العملاء في عالم «وارنر براذرز» أبوظبي:«انضممت لأول دفعة للبرنامج في ديسمبر 2016، حيث خضعنا لتدريب مدته 3 أشهر منقسمة بين «ياس ووتروورلد» و«عالم فيراري أبوظبي».
وأضافت: «بعد انتهاء فترة تدريبي تم تعيني كموظفة رسمية في خدمة العملاء في عالم فيراري أبوظبي، حيث استفدت كثيراً، وكسبت خبرة كبيرة في مجال بيع التذاكر واستقبال الزوار والترحيب بهم».
وأضافت الحسني: «بعد نحو سنة و3 أشهر من العمل في خدمة العملاء ترقيت في وظيفتي، وتم تعييني في شهر مارس الماضي مساعد مدير العملاء في عالم وارنر براذرز أبوظبي»، وأشارت الحسني: «انضممت للبرنامج وأنا في بداية دراستي الجامعية، وخلال فترة التدريب أصبح لدي شغف وحب للعمل في المجال السياحي، الأمر الذي جعلني أقرر مصيري الدراسي لدراسة علوم الاتصال».
وقالت: «تعلمت الكثير من عملي في مجال خدمة العملاء من خلال كيفية التعامل مع السياح من مختلف الثقافات واللغات، وشعرت بتطور كبير في شخصيتي الاجتماعية».
وأضافت: «أصبح لدي شغف في تعلم اللغات المختلفة من خلال عملي، فحالياً أخضع لدورات لتعلم اللغة الصينية، ولدي مبادئ في اللغة الروسية والهندية». وحول طموحها، بينت الحسني أنها تطمح بعد الانتهاء من دراستها أن تتولى مناصب عليا في عالم «وارنر براذرز».
أما حسين محمد الحسني، فيجسد خير مثال على نجاح البرنامج، إذ يعمل حالياً في قسم خدمة الضيوف ويشرف على فريق من 25 موظفاً و14 متدرباً، ويعتبر الحسني من أوائل المنتسبين إلى البرنامج، حيث تمت ترقيته إلى مساعد مدير في أقل من عام واحد وذلك في «ياس ووتروولرد».
وقال الحسني: «لقد زودني برنامج «السفير» بالتدريب والمهارات اللازمة للعمل في قطاع المدن الترفيهية، فضلاً عن إعطائي فرصاً مستمرة لتحقيق التطور والتفوق. وأنا فخور بهذه الفرصة التي تتيح لي المساهمة في تطوير جزيرة ياس عموماً و«ياس ووتر وورلد» بصورة خاصة».
وأضاف: «أنا جاد في أداء دوري كسفير للقطاع السياحي في الدولة على أكمل وجه، وأعتزم المضي قدماً رغم التحديات التي يحفل بها هذا القطاع، إذ ينطوي في الوقت ذاته على الكثير من الفرص المجزية، ويلعب دوراً مهماً في دفع تطور دولتنا».
ولشغفه الكبير في مجال خدمة العملاء وشخصيته الاجتماعية، قرر الحسني ترك تخصصه الذي كان يدرسه في الجامعة وهو الهندسة الكهربائية، ليلتحق ببرنامج «السفير»، ويطمح حالياً استكمال دراسته في مجال العلاقات العامة.
وقال: «كنت من منتسبي البرنامج في أولى دفعاته، حيث أكملت البرنامج التدريبي بنجاح وتعينت في خدمة العملاء في «ياس ووتروورلد»، واستفدت كثيراً من خلال اكتساب الخبرة في مجالات متعددة من استقبال الزوار وبيع التذاكر وغيرها».
وأضاف الحسني: «بعد 7 أشهر ترقيت وتعينت مساعد مدير خدمة العملاء في الحديقة وهذا إنجاز افتخر به». وبين الحسني أن العمل في المجال السياحي والترفيهي غير روتيني، ويتيح تعلم أشياء جديدة باستمرار، على عكس وظائف أخرى».
ويحصل الملتحقون بالبرنامج على تدريب مكثف في التفكير المنطقي السليم، وإجادة اللغة الإنجليزية، واكتساب المهارات المهنية والقدرة على التواصل الفاعل في محيط العمل، والسير على خطى مدربيهم.
عدد اليوم
