الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقبل المؤسسات والموظفين لدور المدقق الداخلي ضرورة للنجاح

تقبل المؤسسات والموظفين لدور المدقق الداخلي ضرورة للنجاح
8 مايو 2018 21:00
حسام عبدالنبي (دبي) دعا المشاركون في فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر العالمي للتدقيق الداخلي الذي يقام في دبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى ضرورة تقبل المؤسسات والموظفين لدور ووجود المدقق الداخلي بينهم، من أجل تطوير المؤسسات وإعداد الميزانيات السليمة. وقالوا: «إن المؤسسات يجب عليها أن تسعى إلى الحصول على توجيهات التدقيق الداخلي مع النظر للمدققين الداخليين على أنهم ليسوا رجال شرطة أو مراقبين، مطالبين المدققين الداخليين ببناء علامتهم التجارية، وأن يكونوا أكثر نجاحاً في بناء علاقات الثقة مع المؤسسات، وإدراك حقيقة أن المقياس الحقيقي لنجاح التدقيق الداخلي يكمن في سعادة العميل». وأكد الخبراء المشاركون في المؤتمر أن التدقيق على الروبوتات والتطبيقات المعرفية سوف يصبح عاجلاً أم آجلاً جزءاً من نطاق عمل المدقق الداخلي، لاسيما في ظل تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة في المجالات كافة، لافتين إلى أن إعداد التدقيق الداخلي للتوافق مع العالم الجديد الذي تسود فيه الروبوتات والأتمتة أصبح ضرورة لعدم انقراض المهنة، خصوصاً وأن التكنولوجيا يمكن أن تستخدم لتحسين وتوسيع وتبسيط العديد من عمليات التدقيق الداخلي. رقابة ذاتية وتفصيلاً، أكد اللواء محمد المري، المدير العام لإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، ضرورة أن تعمل الأطراف كافة معاً من أجل تعزيز ثقافة التدقيق الداخلي، وزيادة تقبل المؤسسات والموظفين لوجود المدقق الداخلي بينهم. وقال: «إنه في المقابل يجب على المدقق الداخلي أن بتمتع بمواصفات تسهل من عمله، وتكفل له إقناع الطرف المدقق عليه بضرورة التعاون معه والامتثال لتوجيهاته، بما يخدم مصلحة العمل، ويسهم في تطوير المؤسسات وإعداد الميزانيات السليمة». لافتاً إلى أن مفهوم الرقابة يجب أن ينبع أولاً من رقابة الإنسان على نفسه قبل أن يراقبه أحد. ودعا المري إلى نشر ثقافة الرقابة الذاتية بين الأفراد والموظفين بشكل عام، بحيث يكون كل منهم مديراً ومسؤولاً في مكانه، ما يؤدي إلى سير الأمور بشكل أفضل وتطوير المجتمع ككل. وأشار إلى أن إدارة الجنسية والإقامة في دبي من خلال رؤيتها لموضوع الرقابة الداخلية، وعن طريق تواصلها المباشر مع المتعاملين، من خلال الرقم المجاني، استطاعت أن تحل مشاكلها، وتطور من خدماتها وآلية عملها، بحيث انخفضت نسبة الشكاوى المقدمة عليها عبر برامج البث المباشر إلى 90%. وفي معرض حديثه عن نشر «السعادة التنظيمية» من خلال التدقيق الداخلي، قال عادل بوهاريوايلا، الشريك وخبير التدقيق الداخلي واستشارات المخاطر في مؤسسة كرو هورواث الإمارات: «إن المقياس الحقيقي لنجاح التدقيق الداخلي يكمن في سعادة العميل عن مدى نجاح التدقيق الداخلي في مهمته الرامية لتعزيز وحماية القيمة التنظيمية». وأكد أن الإلهام الكامن وراء مفهوم السعادة والإيجابية في مكان العمل يأتي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال: «إن السعادة والإيجابية في دولة الإمارات أسلوب حياة والتزام حكومي، وروح توحد مجتمع دولة الإمارات»، داعياً المدققين الداخليين في جميع أنحاء العالم إلى اعتماد هذه المبادئ للنجاح في عملهم. وتناولت نيتا سينغ، مديرة التدقيق الداخلي في شركة ريو تينتو في كندا، كيف يمكن للتدقيق الداخلي أن يعيش بسعادة دائمة مع الموظفين والشركات التي تستفيد من مهام المدقق الداخلي، فأكدت أهمية أن يدرك أصحاب المصلحة أهمية السعي إلى الحصول على توجيهات التدقيق الداخلي مع النظر للمدققين الداخليين على أنهم ليسوا رجال شرطة أو مراقبين، مطالبة في الوقت ذاته المدققين الداخليين ببناء علامتهم التجارية، وأن يكونوا أكثر نجاحاً في بناء علاقات الثقة. أما أنطون فان ويك مدير برايس ووترهاوس كوبرز في جنوب إفريقيا، فقال: «إن التغييرات الجوهرية في الأعمال والمجتمع، والتقارير المتكاملة، والرأسمالية الشاملة والمستدامة، تؤدي إلى تغييرات كبيرة في عالم الشركات»، مشدداً على أن تطبيق التدقيق الداخلي للنهج القائم على النتائج يلعب دوراً رئيساً في حوكمة الجودة وخلق القيمة، ما يساعد على ضمان ثقافة أخلاقية قوية وأداء ومراقبة قويين، وقيادة فعالة، وشرعية. الذكاء الاصطناعي ومن جهتها، قالت عائشة بن لوتاه، عضو مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين، مدير إدارة التدقيق الداخلي في دائرة دبي للسياحة والتسويق التجاري: «إن الحاجة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي تتزايد في الوقت الحالي نتيجة للتطور المتسارع في المجالات كافة»، مؤكدة أهمية تطور عملية التدقيق الداخلي في عصر الذكاء الاصطناعي. وأضافت أن دولة الإمارات تسعى لأن تكون في طليعة الدول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، وأن تكون حكومتها الأولى عالمياً في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية، ودعم مبادرات القطاع الخاص ودعم الإنتاجية، بالإضافة إلى بناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، مشيرة إلى أن الدولة تستهدف استثمار أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في شتى ميادين العمل بكفاءة رفيعة المستوى، واستثمار كل الطاقات واستغلال الموارد والإمكانات البشرية والمالية المتوافرة على النحو الأمثل. وذكر ديباك وادهوان، الرئيس التنفيذي لفرع المعهد العالمي للمدققين الداخليين في الهند، أن من المتوقع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الانتشار على نطاق واسع في الأنشطة اليومية، وسوف يصبح التدقيق على الروبوتات والتطبيقات المعرفية عاجلاً أم آجلاً جزءاً من نطاق عمل المدقق الداخلي، منبهاً إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المدققون الداخليون في نمذجة الأعمال ومراجعة تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتحدث وادهوان عن كيفية إزالة الغموض عن الروبوتات والتطبيقات المعرفية، وتعلم الكيفية التي يمكن بها حماية مصالح المؤسسات من خلال تدقيق الروبوتات والتطبيقات المعرفية، وتحديد الكيفية التي يمكن بواسطتها الإسراع بإضافة مهارات جديدة إلى عملية التدقيق على الذكاء الاصطناعي. انقراض المهنة تناول مايكل جي. فوتشيلي، المدقق العام لهيئة النقل الحضرية في الولايات المتحدة الأميركية، كيفية تجنب انقراض مهنة التدقيق الداخلي في عصر يؤكد الجميع فيه أن «الروبوتات قادمة»، فقال: «إن الأتمتة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات تعمل على تغيير طبيعة التوظيف في جميع أنحاء العالم، حيث تعمد العديد من الشركات بالفعل إلى تسريع مشترياتها من الروبوتات الجديدة الأرخص والأكثر مرونة وأماناً من أي وقت مضى. ومن جهتها، قالت ندى الشلبي، مديرة التدقيق في دبي العالمية، الشركة الاستثمارية التي تدير وتشرف على مجموعة من الأعمال والمشاريع لصالح حكومة دبي: «إن الحوسبة السحابية تعد توجهاً من توجهات الصناعة وقد وجدت لتبقى، لافتة إلى أن هناك عدداً من المخاطر والشكوك المرتبطة بعملية الانتقال إلى الحوسبة السحابية، لذا تشكل الحوكمة والرقابة القوية (عن طريق التدقيق الداخلي) جزءاً أساسياً من أي قرار للانتقال إلى السحابة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©