الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«النيابة»: المتهم خطط لارتكاب جريمته بحق عبيدة قبل شهرين

«النيابة»: المتهم خطط لارتكاب جريمته بحق عبيدة قبل شهرين
2 أغسطس 2016 14:29
محمود خليل (دبي) جددت النيابة العامة في دبي تمسكها بإنزال عقوبة الإعدام بحق نضال أبو علي المتهم بالاعتداء الجنسي وقتل الطفل الأردني «عبيدة»، كاشفة عن تفاصيل جديدة، فيما أعاد محامي عائلة الطفل المغدور أمام الهيئة القضائية طلبه بتنفيذ الإعدام بحق المتهم شنقاً أمام الجميع في المكان ذاته الذي ارتكب فيه جريمته النكراء. جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدتها محكمة جنايات دبي صباح أمس، برئاسة القاضي عرفان عمر عطية، وعضوية القاضيين علي عبد الوهاب غنيم، وسعيد مالك الشحي، وقررت فيها تحديد يوم 8 أغسطس الجاري موعداً للاستماع لمرافعة الدفاع الختامية، بعد أن طلب المحامي المنتدب من الهيئة القضائية مهلة أسبوع عوضاً عن موعد يوم الخميس المقبل التي كانت المحكمة تريد تحديده، وذلك حتى يتسنى له إعداد مرافعته الختامية. وأكد المستشار الدكتور علي الحوسني رئيس النيابة في المرافعة الختامية التي أدلى بها أمس أمام الهيئة القضائية، أن التهم المسندة بحق الجاني ثابتة وبحسب اعترافاته، ووفق إفادات الشهود وتقارير الأدلة الفنية، متسائلاً «أي رحمة يطلبها هذا المجرم وقد حرم أبوين من طفلهما، واصفاً إياه بـ «الوحش» الذي لا يستحق العيش في مجتمع آمن كالذي نعيش فيه». وأكد الحوسني أن المتهم خطط مسبقاً لارتكاب جريمته النكراء بحق الطفل، قبل شهرين، مستعرضاً الأحداث التي وقعت قبل ارتكابه الجريمة، مبيناً أن نفسه الدنيئة ونوازع الشر الكائنة فيه وشذوذ غرائزه الشنيعة، تحركت منذ أن شاهد الطفل المغدور في محل والده قبل شهرين من وقوع الجريمة. وقال إن المتهم بدأ يتودد للطفل بالوسائل والإغراءات كافة منذ أن شاهده للمرة الأولى في محل والده، وذلك لكسب الثقة وبث روح الاطمئنان لديه وعطف الأب على ابنه، لافتاً إلى أنه استهل هذا الأمر بإحضار شوكولاته وفاكهة للطفل في الوقت الذي كانت تنمو لديه الغريزة الشهوانية وتضرب عميقاً في نفسه الشريرة للاعتداء على شرف الطفل. ولفت المستشار الحوسني إلى أن والد الطفل ظن أن المتهم يعامل طفله معاملة الأب الحنون من دون أن يعتقد للحظة واحدة أن كل هذا الشر كامن في نفس المتهم، فالله جل جلاله أعلم بالسرائر. وكشف عن أن المتهم عمد إلى تصوير الطفل مرات عدة بواسطة هاتفه قبل ارتكابه الجريمة، وهو الأمر الذي أثبته تقرير فحص هاتفه، لافتاً إلى أن تقرب المتهم من الطفل مكنه من معرفة رغبة الطفل باقتناء سكوتر كان والده يرفض شراءه له خشية عليه من الإصابة. وأردف أن المتهم استغل هذا الأمر باستدراج الطفل الذي رأى فيه سبيل الخلاص لاقتناء «سكوتر»، فوعده بإحضاره له، وزاد شغف تعلقه به، ما حدا بالطفل أن ينسى تعليمات أبيه وينقاد طائعاً مسحوراً لكلام زائف ووعود كاذبة ووهم بحصوله على اللعبة. وقال إن والد الطفل حينما شاهد ابنه يوم الواقعة يجلس مع المتهم في سيارته يعرض عليه مقاطع فيديو «طيور الجنة»، أمر ابنه بالصعود إلى المنزل لكي يستعد لأخذه في نزهة، مبيناً أن المتهم غادر بعد ذلك فوراً، والتف حول البناية لاصطياد الطفل وأركبه معه في سيارته ليس بهدف شراء لعبة السكوتر للطفل كما وعده لأنه لا يملك ثمنها، بل ليتسنى له الاستفراد به، وتنفيذ جريمته الدنيئة. وأضاف أن المتهم توجه إلى أحد المحال بمنطقة أبو هيل واشترى للطفل العصائر والحلويات ليبث الطمأنينة في نفسه، فيما استأثر لنفسه على كريم «دوف» ومضى مسرعاً وهو يشرب الخمر إلى مواقف مظلمة، بعيداً عن المارة، تابعة لحديقة الممزر، مبيناً أن المتهم استمر في شرب الخمر، حيث كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف مساء. وقال «في تلك الأثناء تلقى المتهم أول اتصال من والد الطفل يسأله عن ابنه، حيث إن الأول اختلق الأعذار نافياً وجود الطفل معه»، لافتاً إلى أن المتهم شرع بالاعتداء الجنسي على الطفل عقب مكالمة والده بلحظات، بعد أن طلب منه الانتقال إلى المقعد الخلفي، مستعرضاً تفاصيل الاعتداء بصوره المؤلمة التي لا تصدر إلا عن وحش». وقال رئيس النيابة «إن الطفل حينما علم بنوايا المتهم الشريرة بكى وتوسل إليه أن يعيده إلى كنف أمه وحضن أبيه بعد أن تناثر حلم الحصول على لعبة «سكوتر»، ولكن المتهم لم يصغِ، وأكمل جريمته الخسيسة من دون أن يرف له جفن، وعاد إلى المقعد الأمامي بعدما أنهى جريمته الدنيئة، وواصل شرب الخمر، فيما شرع الطفل بالصراخ، وتهديده بإبلاغ أبيه بما اقترفه من فعل شنيع بحقه». وقال الحوسني «إن المتهم واصل شرب الخمر إلى أن انتصف الليل، وهي اللحظة التي قرر فيها المتهم الذي وصفه بالوحش إنهاء القصة، وانقض مثل (الغول) محاولاً كتم أنفاس الطفل باليد، وواصل جريمته بالاستعانة بغترة حمراء متسخة يستخدمها لتنظيف مركبته، ولفها حول عنق الطفل، وشد بها على عنق الطفل حتى فارق الحياة». وقال «إن المتهم بقي مكانه في المقعد بجوار جسد الطفل لغاية الساعة الخامسة فجراً، ثم قام بنقل الجثة إلى المقعد الخلفي حسب ادعائه»، مبيناً أن الظروف تشير إلى إخفائه الجثة في مكان آخر بداخل السيارة، ومن ثم رجع إلى مقر سكنه بالشارقة لأخذ بعض المال. وأردف «في هذه الأثناء حضر والد وعم الطفل إلى منزل المتهم بحثاً عن عبيدة، بيد أن المتهم أنكر علمه بمكانه»، مشيراً إلى أن والده تفحص مركبة المتهم من نوافذها الزجاجية الداكنة، ولم يجد أي شيء دون علمه أن جثمان فلذة كبده بداخلها. وذكر أن المتهم سارع إلى مغادرة منزله عقب لحظات من رحيل أب وعم الطفل بغية التخلص من جثة الطفل، فتوجه إلى إمارة دبي، وحمل الجثة من داخل مركبته، وألقى بها تحت أشجار غاف على شارع المدينة الجامعية، مبيناً أن الساعة كانت تشير إلى السادسة والنصف صباحاً، لافتاً إلى أن دورية شرطة كانت تقوم بواجبها المعتاد في المنطقة، صورت مركبة المتهم أثناء توقفها في شارع المدينة الأكاديمية بعد أن هبط منها المتهم، وتوجه بجثة الطفل بعيداً عنها للتخلص منها. وقال إن المتهم انطلق بعدها باتجاه دوار الورقاء الكبير، حيث تذكر المحارم الورقية التي استخدمها بعد اعتدائه الجنسي على الطفل، فرماها، ثم قام بالتخلص من بقايا الحلويات والعصائر، فيما شاهد حذاء الطفل في السيارة، فأخذه، وتوقف جانباً ونزل مسرعاً وتجاوز الحاجز الحديدي، وركض باتجاه تل رملي وصعد إليه، ووضع الحذاء فوقه بجانب شجيرات صحراوية على مرأى من أحد المارة الذي أبلغ الشرطة عن مشاهدته. من جانبه، أفاد شاهد الإثبات الأخير، وهو رائد في شرطة دبي، أشرف على عملية ضبط المتهم والتحقيق معه، أن والد الطفل أعرب عن شكوكه بالمتهم منذ اللحظة الأولى، ما دفع المحققين بالتحري عن الأخير، مبيناً أن المتهم أقر لهم بأنه توجه عصر يوم الواقعة إلى كراج والد الطفل لتنظيفه، حيث كان يتنقل بين الكراج ومركبته ليتعاطى من زجاجة كحول كان يضعها في المركبة، والتقى بالطفل في تلك الأثناء. وحول ما إذا كانت هناك علاقة تربط المتهم بوالد الطفل، قال إن تحرياتهم توصلت إلى أن المتهم حضر أول مرة لشراء سيارة من كراج الوالد، ولم تتم الصفقة، لكنه استمر بالتردد عليهم بين فترة وأخرى. القصاص ناشدت النيابة العامة الهيئة القضائية بالقصاص من المتهم وجعله عبرة لغيره لمن تسول له نفسه إتيان تلك الأفعال، وقالت إن روح عبيدة لن تهدأ وتستريح إلا بالقصاص العادل من هذا المجرم، مشيرة إلى أن المجتمع بأسره يترقب إصدار الحكم بحقه، مبينة أن هذا المتهم الذي وصفته بالوحش لا يستحق أن يعيش بيننا. رفض ادعاء المتهم رفضت النيابة العامة ادعاء المتهم بأن الطفل نزع ملابسه، وتساءلت: كيف لطفل أن يفعل ذلك؟ وقد كان يتوسل للمتهم لإعادته إلى حضن أمه، غير أن المجرم لم يستجب لتلك التوسلات، وأكمل جريمته بوحشية. لقطات المتهم هادئ *ظهر المتهم محاطاً بسبعة من رجال الشرطة داخل قفص الاتهام، فيما بدا هادئاً وبارداً إزاء مطالب النيابة العامة ومحامي العائلة بإعدامه، ولم تصدر عنه أي إيماءة إزاء الأوصاف التي وصفته بها النيابة العامة، الأمر الوحيد الذي بدر منه هو التفاته إلى أحد أقارب الطفل الذي كان يشير إليه بإبهامه، ورفع بيده إلى السماء وهو يتمتم «ربنا ينتقم منك». أين الإنسانية *وجه رئيس النيابة حديثه إلى المتهم متسائلاً، أين هي الإنسانية؟ وأين الرحمة؟ وأي قلب متحجر لديك يا مجرم، أية مشاعر لديك ميتة، لم تتحرك لصراخ وبكاء الطفل الصغير. وتابع حديثه للهيئة القضائية «لقد تجرد من الأحاسيس الآدمية والقيم كافة التي نشأ عليها مجتمعنا، فقد تجرد من كل القيم وتحول إلى حيوان، حتى الحيوانات تتراحم فيما بينها، بل أصبح وحشاً كاسراً يختفي خلف قناع إنسان، فأثار الرعب والخوف في ربوع المجتمع، وبين الأطفال».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©