السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختيار بايدن : سد ثغرة أوباما الخارجية

اختيار بايدن : سد ثغرة أوباما الخارجية
23 أغسطس 2008 23:14
اختار باراك أوباما السيناتور جوزيف بايدن عن ولاية ديلاوير ليخوض معه الانتخابات الرئاسية عن منصب نائب الرئيس، لاجئـــاً بذلـــك إلى مرجــع بـــارز في السياسة الخارجية، وأحد ساسة واشنطن المخضرمين ليرافقه ضمن التذكرة ''الديمقراطية''· وبذلك ينهي اختيار ''أوباما'' لـ''بايدن'' شهرين من البحث الذي تم في أجواء محاطة بالسرية؛ ويعكس اختياراً استراتيجياً مهماً من قبل أوباما: التنافس على البيت الأبيض رفقة زميل يستطيع طمأنة الناخبين وسد الثغرات الموجودة في سيرته الذاتية، بدلاً من اختيار شخص يعزز رسالة التغيير التي يرفعها أوباما شعاراً لحملته· ''بايدن'' هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، ومعتاد على لقاء الزعماء والدبلوماسيين الأجانب عبر العالم· وعلى الرغم من أنه صوّت في البداية للترخيص للحرب في العراق- خلافاً لأوباما الذي عارضها منذ البداية- إلا أن ''بايدن'' سرعان ما تحول إلى واحد من أشد منتقدي سياسات الرئيس بوش في العراق· وقد تم الكشف عن هذا الاختيار في وقت ينتقل فيه ''أوباما'' إلى جزء مهم من حملته الانتخابية: الاستعداد للمؤتمر الوطني لحزبه الذي سيعقد في دينفر، ولاية كولورادو، على مدى أربعة أيام اعتباراً من الاثنين المقبل· وقد اعتبر مساعدو ''أوباما'' أن تقديم ''أوباما'' للشخص الذي اختاره ليكون المرشح لمنصب نائب الرئيس- والذي ينتظر أن يتم أثناء تجمع خطابي بعد ظهر يوم السبت في المقر القديم لبرلمان الولاية في سبرينجفيلد، ولاية إيلينوي، وهو المكان نفسه الذي أعلن فيه ''أوباما'' ترشحه في صباح شتوي بارد قبل سنتين تقريباً، وخلال جولة في الولايات المتأرجحة- كبداية لفترة أسبوع حاسم يأمل ''أوباما'' أن يهيمن فيه على الساحة ويضع نفسه في موضع مريح استعداداً لحملة الخريف· قرار ''أوباما'' تسرب قبل ساعات من الموعد الذي كان مقرراً لإخبار الأنصار والمؤيدين عبر الرسائل النصية والإلكترونية، وبعد ساعات على إخبار متنافسين رئيسيين على الترشح لمنصب نائب الرئيس ضمن التذكرة ''الديمقراطية'' هما السيناتور ''إيفان بي'' عن ولاية إنديانا وحاكم ولاية فرجينيا ''تيم كين'' بأن الاختبار لم يقع عليهما· والجدير بالذكر أن ''جوزيف بايدن'' كاثوليكي، وهو ما يمنحه جاذبية لدى كتلة مهمة من الناخبين، وإن كان من مؤيدي حقوق الإجهاض· وقد ولد سيناتور ''ديلاوير'' في عائلة تنتمي إلى الطبقة العاملة في ''سكرانتون''، ولاية بنسيلفانيا، التي تعد من الولايات المتأرجحة وحيث ما يزال شخصاً معروفاً· ويستعد لإعادة ترشيح نفسه لمجلس ''الشيوخ'' هذا العام، ويعتقد أنه سيتنافس على المقعدين في وقت واحد· معروف عن ''بايدن'' أنه ثرثار ويميل إلى الإدلاء بتصريحات من النوع الذي يوقعه في المتاعب· فعلى سبيل المثال، قال ''بايدن'' في 2007 حين كان يتنافس أوباما على الترشح للانتخابات الرئاسية إن أوباما ''ليس مستعداً بعد للرئاسة''، وهي عبارة من المؤكد أن تظهر ضمن الإعلانات ''الجمهورية'' التي تهاجم ''الديمقراطيين''· وعلى الرغم من أن ''بايدن'' ليس اسماً معروفاً تماماً، غير أنه يعد الأشهر ربما من بين جميع ''الديمقراطيين'' الذين كانوا يتنافسون على مرافقة ''أوباما'' في سباقه الانتخابي، وذلك بالنظر إلى تاريخه السياسي والشخصي (ناهيك عن ظهوره المنتظم في البرامج التلفزيونية الإخبارية صباح الأحد)· وكان قد ترشح لمجلس الشيوخ لأول مرة عن ولاية ''دلاوير'' وسنه لم تتجاوز حينها 29 عاماً· وقد ترشح ''بايدن'' للرئاسة مرتين، في 1988 وفي ،2008 ولكنه انسحب من السباق مبكراً في الحالتين· كما سبق لــــه أن شغـــل منصب رئيس اللجنة القضائية التابعة لمجلس ''الشيوخ''· ويعكس اختيار ''أوباما'' لـ''بايدن'' بعض الضعف الذي تحاول حملة ''أوباما'' معالجته في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى احتدام سباقه مع المرشح ''الجمهوري'' المفترض السيناتور ''جون ماكين''· ولعل من أبرز نقاط قوة ''بايدن'' خبرته وتجربته في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي، والتي أكدتها نهاية الأسبوع الماضي فقط الدعوة التي تلقاها من الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي لزيارة بلاده التي دخلت مؤخراً في مواجهة عسكرية مع روسيا· ثم إنه منذ اللحظة التي انسحب فيها من السباق الرئاسي، فإن اسمه لم يفتأ يتكرر على ألسنة العديد من المراقبين باعتباره الشخص المرشح لشغل منصب وزير الخارجية في حال فوز ''أوباما'' أو كلينتون في الانتخابات الرئاسية· وعلاوة على ذلك، يعد ''بايدن'' سياسياً معروفاً من ساسة واشنطن ومن المتوقع أن يجلب لحملة أوباما- والبيت الأبيض- فهماً أكبر للطريقة التي تشتغل بها المدينة والكونجرس، والذي لا يستطيع ''أوباما'' مضاهاته بالنظر إلى الفترة القصيرة نسبياً التي قضاها في واشنطن· هذا ويضيف ''بايدن''، البالغ من العمر 65 عاماً، بعض السنوات وبعض الشيب إلى تذكرةٍ كانت ستبدو صغيرة بعض الشيء في حال لم ينضم إليها (يذكر أن أوباما يبلغ سبعة وأربعين عاماً)· كما أنه يبدو، ومثلما جادل بذلك مستشارو ''أوباما''، شخصاً مستعداً بكل المعايير لتسلم المشعل كرئيس· ولكن بالمقابل، فإن لـ''بايدن'' تاريخاً طويلاً من الإدلاء بتصريحات توقعه في المتاعب· وقد أرغم على الاعتذار لأوباما منذ اللحظة التي دخل فيها السباق على الرئاسة بعد أن نقلت عنه بعض وسائل الإعلام وصفه لأوباما كـ''أول أميركي من أصل أفريقي فصيح وذكي وحسن المظهر''، وهو التصريح الذي جر عليه انتقادات شديدة· آدم ناجورني وجيف زيلني محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©