الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

من وراء تراجع دور النقد السينمائي؟

من وراء تراجع دور النقد السينمائي؟
8 مايو 2018 21:13
سعيد ياسين (القاهرة) تتراجع يوماً بعد الآخر العلاقة القوية التي كانت تربط بين صناع السينما، من ممثلين ومؤلفين ومخرجين ومنتجين ومهندسي ديكور وإضاءة وصوت وموسيقى ومونتاج وغيرها، وبين النقد السينمائي وأصحابه من النقاد الذين كانوا بمثابة قرون استشعار مهمة للقائمين على السينما، خصوصاً مع تزايد عدد المواقع الإلكترونية والصحف، والخلط الذي يحدث داخلها بين مهام المحرر الفني الذي يعتمد عمله في الأساس على نقل الأخبار الفنية وإجراء الحوارات والتحقيقات مع صناع الأفلام، وبين الناقد الذي يفترض أن يكون دارساً دراسة أكاديمية، سواء في أكاديمية الفنون أو معاهد النقد الفنية، ولتكون كتاباته عن الأفلام السينمائية مبنية على علم ودراسة، ويقوم بتحليل الفيلم من داخله وخارجه وفق عناصره الفنية والواقع. وخلال السنوات الأخيرة ضرب غالبية صناع الأفلام بالنقد والنقاد عرض الحائط، وأصبحوا يقللون كثيراً من قيمة النقد وفائدته بالنسبة اليهم، ويؤكدون أن كل هم من يطلق عليهم نقاد حالياً حضور المهرجانات للفسحة فقط، أو المشاركة في لجان اختيار الأفلام في المهرجانات السينمائية المختلفة، وأن ما يكتب عن أفلامهم مرجعه الأهواء الشخصية فقط، وفي المقابل، أصبح النقاد يشعرون أن أصحاب الأفلام يولون للنقد اهتماماً وإشادات وتقدير حال جاء في مصلحة أفلامهم، ويشنون هجوماً ضارياً حال انتقاده لهذه الأفلام. اللافت أن تراجع هذه العلاقة ازداد كثيراً بعد وفاة عدد من كبار النقاد، ومنهم علي أبو شادي الذي بدأت علاقته مع السينما منذ أن كان موظفاً في وزارة المالية، ثم ندبه للعمل في وزارة الثقافة وإصراره بعد تخرجه في كلية الآداب أن يدرس النقد في أكاديمية الفنون دراسة متخصصة، ثم احترافه النقد السينمائي إلى جانب عمله في وزارة الثقافة، وتقلده للعديد من المناصب، مثل رئاسته للمركز القومي للسينما وللرقابة على المصنفات الفنية والمجلس الأعلى للثقافة، وهو ما عبر عنه الناقد محمود عبد الشكور الذي صدر له مؤخراً عن مطبوعات مهرجان الإسماعيلية الأخير كتاب «علي أبو شادي في رحاب السينما والثقافة». وأشار عبد الشكور في كتابه إلى أن جيل الستينيات، ومنهم علي أبو شادي الذي بدأ يعتمد على نفسه، وهو طالب يدرس ويعمل في ذات الوقت، وهو ما لم تعرفه الأجيال اللاحقة لهم، وأنهم كانوا جيلاً يحمل رؤية سياسية لمصر والعالم، بسبب هول الأحداث السياسية والحروب التي عاصروها منذ 1956 وحتى أكتوبر 1973 وتأثرهم بفكر الرئيس جمال عبد الناصر، إلى جانب التحولات العاصفة في السبعينيات وتأثيرها الكبير على الشباب. كما أحدثت وفاة الناقد سمير فريد حالة من الفراغ في مجال النقد السينمائي، وصدر عنه مؤخراً كتاب «سمير فريد..الناقد السينمائي..النموذج والمثال» للدكتورة أمل الجمل، أكدت في مقدمته على أنه شيد صرحاً لا يوازيه صرح آخر في النقد السينمائي المصري، وأنه أيقونة وجدت لتبقى ما بقيت السينما المصرية، حيث كان كياناً مؤسسياً يسير على قدمين، ويقوم وحده بعمل فريق بحثي كامل، وكان يعد ذاكرة السينما المصرية الحية، وكان إصراره ضمن محاولات أبناء جيله وعدد قليل من السابقين، أن تكون السينما ثقافة ومجال نشر وعي، وليست مجرد وقت للتسرية والتسلية، حيث كان يريدها فناً يخدم الناس ويكون أحد سبل رقيهم، وآمن بأهمية السينما ودورها في تقدم ورقي الشعوب، واعتبر أن نشر المعرفة السينمائية واجب وطني على الحكام كافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©