الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مكتبات الأطفال.. نبع ثقافي يرفع سقف الإبداع

مكتبات الأطفال.. نبع ثقافي يرفع سقف الإبداع
8 مايو 2018 21:13
أشرف جمعة (أبوظبي) فكرة إنشاء مكتبات للأطفال داخل البيوت، تسهم في تنمية عقول الصغار، وتحثهم على الاطلاع، وإدراك أهمية الكتاب في مرحلة عمرية مبكرة، ومن المفيد أن تسعى كل أسرة إلى استثمار إقامة معارض الكتب والمكتبات الموجودة في كل مكان من أجل انتقاء الكتب التي تناسب المرحلة العمرية لأطفالهم، بالإضافة إلى أن مثل هذه المكتبات من شأنها أن تؤسس للثقافة العامة. لكن من المهم أن تعرف كل أسرة ميول أطفالها، ومن ثم اختيار الكتب على أساس معرفي، وكذلك من خلال ما يرغب الطفل في التزود منه، وما من شك في أن إنشاء مكتبة مخصصة للأطفال من الممكن أن يحفز الطفل لاعتماد القراءة نهج حياة، وواجباً يومياً ينبع من التوق للمعرفة، وتنمية القدرات، لكن كيف نختار الكتب بمشاركة أطفالنا؟ هذا هو المحك الرئيس الذي نحاول الإضاءة عليه في السطور التالية. تجربة مهمة يقول علي نور الدين (9 سنوات): من حسن حظي أنني نشأت في بيت مهتم بالكتاب، خصوصاً أنني كنت أرى أبي بشكل يومي، وهو يطالع كتاباً أو يرتب مكتبة، وكون والدي كاتباً وشاعراً، فإني وجدت نفسي أمام مكتبة ضخمة وأن الشغف جعلني أطالع في مرحلة مبكرة من العمر، وهو ما أثمر عن أنني خضت أيضاً تجربة مهمة من خلال كتابة مجموعة قصصية للأطفال، والقراءة هي التي جعلتني أجرب هذا اللون من الأدب، لافتاً إلى أنه لديه الكثير من الكتب لكنه يعتقد أن فكرة إنشاء مكتبة خاصة خطوة مهمة، ومن الطبيعي أن يجمع كتبه المتناثرة التي تلائم مرحلته العمرية في مكتبة صغيرة. ويرى أن المعضلة الأساسية في اختيار نوعية الكتب، والتي عادة ما تكون بالاتفاق مع الوالد الذي يختار له من معارض الكتب ما يناسبه، لافتاً إلى أنه أيضاً يزور بعض المكتبات في أبوظبي من أجل شراء بعض قصص الأطفال والكتب التي يستطيع التعامل معها في هذه المرحلة العمرية، موضحاً أن مكتبة للصغار داخل البيت من الممكن أن تحدث الفرق، وتسهل عملية القراءة دون البحث وسط عناوين كثيرة في مكتبة الأسرة الضخمة. عنوان كتاب ويبين إبراهيم فهد (16 عاماً)، أن لديه شغفاً دائماً للقراءة، وهو ما يجعله يحرص على شراء الكتب، وأن والده يساعده في الاختيار، وكثيراً ما يعجبه عنوان كتاب لكن والده يوجهه لشراء آخر لكونه يعرف أنواع الكتب التي تناسبه، ويشير إلى أنه أصبح لديه عدد غير قليل من الكتب التي بدأ في اقتنائها، وهو في عمر خمس سنوات، وأنه عازم على أن ينشئ مكتبة صغيرة خاصة به في غرفته، وأن والده يدعمه في هذه الفكرة، ويرى أن وجود مكتبة خاصة بالصغار ضرورة، إذ تحفز على القراءة بشكل أفضل، وأنه يسعى إلى أن يحقق هذا الحلم حتى يستمر في مشروع شراء الكتب والقراءة. ثقافة القراءة ويوضح ماجد علي (14 عاماً) أنه اكتسب ثقافة القراءة منذ سنوات عمره الأولى، وأنه يضع لنفسه جدولاً يومياً من أجل القراءة، وهو ما جعله يرتبط بالكتاب، ويشير إلى أنه أصبح مع مرور الأيام والسنين من هواة اقتناء الكتب، إذ إنه لا يفوت معرضاً للكتب إلا وزاره مع والده الذي يدعمه في رحلة القراءة، ويبين أنه يفكر كثيراً قبل شراء أي كتاب، ويأخذ رأي والده في عنوانه، ومدى الفائدة منه، وأنه بفضل توجيهات والده أصبح لديه ذوق خاص، وأنه ينوي في هذه الأيام إنشاء مكتبة خاصة به بعيداً عن مكتبة الأسرة التي تعج بالكتب، والتي لم يعد بها مكان فارغ لوضع الكتب الجديدة، ويرى أن إنشاء مكتبة للأطفال فيه الكثير من الإفادة، ويعد نواة حقيقية للإبداع. تأسيس معرفي يقول الكاتب محمد نور الدين، صاحب دار نشر في أبوظبي: من المهم أن يحتوي كل بيت على مكتبة، فهي الوعاء الحقيقي لبناء ثقافة الأسرة، خاصة الأطفال، وهي أيضاً مصدر مهم للمعرفة ومحفز قوي على القراءة واكتساب ثقافة الاهتمام بالكتاب، مبيناً أن إنشاء مكتبة للصغار داخل البيوت فكرة ملهمة وتعتمد على استعداد الطفل نفسه، لأن يكون لديه كتب خاصة به بعيداً عن مكتبة الأسرة. ويشير نور الدين إلى أن كل أسرة لديها آلية لتعميق الوعي بالقراءة لدى الأبناء ومن ثم تشجيعهم على المطالعة، وأن إنشاء مكتبات للصغار يتطلب بالضرورة اختيار الكتب التي تلائم مرحلة عمرية، وأن يكون الكتاب نفسه مفيداً للطفل، ويشجعه على الاستمرار في هذا المشروع، ويرى أن هذه الفكرة تحتاج إلى دعم ومبادرات حتى يكون المستقبل أرحب للفئات العمرية التي تحتاج للتأسيس المعرفي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©