الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«جابولاني» متهمة أم بريئة من أخطاء حراس المرمى؟

«جابولاني» متهمة أم بريئة من أخطاء حراس المرمى؟
15 يونيو 2010 00:40
لا تزال كرة القدم الجديدة المعتمدة من قبل الـ”فيفا” لكأس العالم 2010 والتي تحمل اسم “جابولاني” تثير الكثير من الانتقادات من قبل المدربين واللاعبين خصوصاً حراس المرمى الذين يرونها التحدي الأخطر بالنسبة لهم في هذه البطولة وربما أخطر من ميسي وكريستيانو رونالدو وكاكا مجتمعين. وساهمت الأخطاء الساذجة التي ارتكبها بعض حراس المرمى منذ بداية البطولة في إعادة الحديث حول دور الكرة الجديدة في هذه الأخطاء، وهو الحديث الذي كان يدور قبل البطولة وخلال فترات الإعداد عندما اختبر اللاعبون الكرة وفوجئوا باختلافها عن الكرات التي اعتادوا عليها، وأكثر من يعاني من الكرة هم حراس المرمي. وربما من سوء حظ الكرة الجديدة أن حراس المرمى ارتكبوا في الأيام الثلاثة الأولى من المونديال أخطاء قاتلة تسببت في ولوج الأهداف مرماهم بمنتهى الغرابة، حيث حمل الكثيرون الكرة الجديدة خطأ حارس مرمى المنتخب الإنجليزي جرين الذي تسبب في هدف التعادل الذي سجله الأميركيون في مرماه عندما أفلتت الكرة منه بطريقة غريبة، وكان الهدف سبباً في الكثير من الانتقادات الشرسة للحارس من قبل وسائل الإعلام الإنجليزية، لدرجة أن حارس مرمى المنتخب الأميركي طالب بعدم المبالغة في الهجوم على الحارس في وجود “الجابولاني”. وتكرر السيناريو نفسه تقريباً مع حارس المرمى الجزائري الشاوشي الذي تعرض مرماه لهدف من المنتخب السلوفيني بشكل غريب عندما عجز عن التصدي للكرة التي لم تكن بتلك الصعوبة، وحمل الجزائريون مسؤولية الهدف للكرة، بينما أعلن بعض النقاد براءتها من خطأ الشاوشي. ومع كل صباح نتجه إلى المركز الإعلامي في الـ «سوكر سيتي»، حيث يعقد المؤتمر اليومي لوسائل الإعلام من قبل الـ”فيفا” واللجنة المنظمة، وبعد تكرر الأخطاء الغريبة كان لا بد من توجيه هذا السؤال لعل أحداً من الـ”فيفا” أو اللجنة المنظمة يعرف الجواب، والإجابة كانت في ضرورة أن نوجه السؤال للشركة التي قامت بتصنيع الكرة، وهي شركة أديداس الشريك الرسمي للـ”فيفا”. كان هذا طرف الخيط وطالما أن “أديداس” تمتلك جناحاً خاصاً بها في بيت كرة القدم المقام على هامش البطولة في مركز ساندتون للمعارض والمؤتمرات كان لا بد من الذهاب إلى هناك للبحث عن إجابة شافية أو دفاع ولو من شخص واحد عن الكرة المتهمة من قبل الجميع. حملت معي هذا الملف الساخن لكي أضعه أمام الشخص الذي يستطيع الإجابة عنه أكثر من غيره، وهناك كان اللقاء مع هانس بيتر نورنبرج كبير مهندسي التطوير في شركة أديداس، في حوار خاص لـ”الاتحاد”. بسؤاله عن الكرة المثيرة للجدل “الجابولاني” والشكاوى المتعددة من قبل اللاعبين وحراس المرمى تجاهها، فأجاب هانس أن هذا الأمر طبيعي، وأنهم في “أديداس” كشركة مصنعة لهذه الكرة كانوا يتوقعون ردة الفعل من قبل اللاعبين خصوصاً أن الكرة الجديدة بها الكثير من الاختلافات عن الكرة السابقة، وعندما يكون اللاعب معتاداً على اللعب بكرة معينة ثم فجأة يجد نفسه مجبراً على تغيير الكرة فلا بد أن تكون لديه ردة فعل رافضة وألا يتقبل الأمر في البداية. أضاف أنه من الطبيعي كذلك أن يكون اللاعب بحاجة إلى المزيد من الوقت حتى يعتاد على هذه الكرة، مشبهاً الحالة بلعبة التنس عندما يقوم اللاعب بتغيير المضرب الذي اعتاد على استعماله لفترة من الزمن، وبالتأكيد لا يكون الأمر بهذه السهولة، فهو يكون بحاجة للمزيد من الوقت والكثير من ساعات التدريب حتى يعتاد على المضرب الجديد. وقال: هذه هي الحال مع كرة القدم الجديدة، فعلى لاعبي كرة القدم أن يزيدوا من معدلات التدريب عليها ومع مرور الوقت سيجدون أنفسهم قد اعتادوا على التعامل معها وسيحبونها. وضرب هانس المثال بفريق بايرن ميونيخ الألماني الذي يستعمل الكرة منذ ستة أشهر، ومع ذلك لم ترد إلى الشركة شكوى واحدة تتعلق بصعوبة تعود اللاعبين على الكرة، وقال إن “الجابولاني” تم إطلاقها بشكل رسمي في ديسمبر من العام الماضي، ومنذ ذلك التاريخ تم استعمالها في العديد من بطولات الدوري ومن قبل اللاعبين والأندية، حيث يستعملونها منذ إطلاقها ومع ذلك لم يشتكوا مطلقاً منها. وأوضح أنها كانت قد خضعت للاختبارات وقام بتجربتها بعض اللاعبين منذ عامين، وإن تأخر الإطلاق الرسمي إلى نهاية العام الماضي نظراً لأنها صممت في الأساس لتكون الكرة الرسمية في كأس العالم 2010. وأضاف هانس أن هناك الكثير من اللاعبين الذين لم يستعملوا الكرة منذ ذلك الوقت بحكم أنهم يلعبون بكرات مختلفة في بطولات الدوري، وقال: الدوري الإنجليزي على سبيل المثال وبحكم الشراكة التي تربطه بشركة نايكي، فاللاعبون هناك اعتادوا على الكرات التي تصنعها “نايكي”، ولذلك فبالنسبة للاعبين هي المرة الأولى التي يلمسون فيها الكرة مع أن الاتحادات المشاركة في البطولة تسلمت الكرة قبل كأس العالم بوقتٍ كافٍ. وعن الموعد الذي تم فيه تزويد المنتخبات المشاركة بهذه الكرات وإن كانوا قد حصلوا على الوقت الكافي لتجربتها، أكد هانس أن جميع المنتخبات المشاركة حصلت على الكرات الجديدة في فبراير الماضي كما تم تزويدهم بالمزيد منها قبل انطلاق البطولة بعدة أسابيع ومن المفترض أنهم حصلوا على الوقت الكافي لتجربتها خلال مبارياتهم الودية في أيام الـ”فيفا” التي تقام خلال الموسم أو خلال تجمعاتهم الدورية، متسائلاً عن سبب غياب الشكوى طوال هذه المدة ومن ثم ظهورها على السطح قبل بداية كأس العالم بوقت قصير. وأضاف هانس أنه من الواضح أن الكثير منهم اختاروا ألا يقوموا بتجربتها، مفضلين استعمال الكرات القديمة، وقبل البطولة بأيام قليلة عندما قاموا بتجربة الكرة الجديدة اصطدموا بالواقع، مضيفاً أن عليهم أن يلوموا أنفسهم في المقام الأول؛ لأن اللاعب يجب أن يحصل على فترة كافية لتجربة الكرة واستعمالها والاعتياد عليها. وعما قيل حول أن الكرة الجديدة أخف من الكرات السابقة وأنها تشبه تلك التي يتم استعمالها في كرة القدم الشاطئية، قال هانس: لا يمكن أن تكون كذلك، فالشركة تقوم بتصنيع الكرات بناء على مقاييس ثابتة ومعتمدة من قبل الـ”فيفا”، وهذه المعايير لا يمكن الإخلال بها، مضيفاً أن اللاعب قد يشعر بأنها أخف من الكرات القديمة، وأن هذا هو الفارق بينها وبين الكرات القديمة لأنها تبدو عند ركلها أو التقاطها وأثناء تحركها في الهواء أخف ومن الممكن أن تغير اتجاهها. وأكد أن الكرة معتمدة من الـ”فيفا” سواء من ناحية الوزن أو الاستدارة، وأنه قد تم اختبارها وتجربتها من قبل جهة متخصصة ومستقلة في سويسرا وليس من قبل “أديداس”. وعن الأخطاء التي ارتكبها حراس المرمى في المباريات خلال الأيام الأولى للبطولة وتسببت في دخول الأهداف بطريقة غريبة وقيام البعض بإلقاء اللوم على “الجابولاني”، قال هانس: هناك شعور عام لدى حراس المرمى أن الكرة تتحرك بسرعة أكبر، وقد يكون هناك عدم تعود من قبل الحارس على حركة الكرة، وهذا يرجع إلى عدم التدريب بشكل كافٍ عليها خلال الفترة الماضية، ولكن بالتأكيد ليس هذا هو السبب الحقيقي في تلك الأهداف التي شاهدناها. أضاف أن هناك أمراً مهماً، وهو أن الحارس كآخر لاعب في الفريق عندما يتلقى مرماه الهدف، فهو يتلقى اللوم من قبل الجميع، ولذلك قد يكون رد فعل طبيعي أن يبحث عمن يلقي عليه اللوم، وأكد أن الحراس منذ سبعينيات القرن الماضي يعطون الملاحظات والانتقادات كلما ظهرت كرة جديدة وبالنسبة لـ”أديداس”، فالكرة يجب أن تكون دائرية وتتفق مع المقاييس المعتمدة، أما مهارات اللاعبين فلا يمكن تغييرها واللاعب الجيد لا يحتاج إلى الكثير من الوقت للتكيف مع الكرة الجديدة. وقال كبير المهندسين في شركة اديداس إن اللاعب الهولندي روبن لاعب بايرن ميونيخ الألماني عندما اعتاد على الكرة أصبح أكثر ثقة في قدراته وقام هذا الموسم بتجربة أشياء لم يقم بتجربتها من قبل وكان هذا واضحاً كما شاهدناه أثناء الموسم، وكذلك في مباراة البرازيل وموزمبيق الودية قبل البطولة عندما سدد أحد اللاعبين كرة ثابتة وأحرز هدفاً بطريقة رائعة وهو الذي لم يعتد التسجيل بهذه الطريقة من قبل، مضيفاً أنه لربما سجل بتلك الطريقة؛ لأنه كان يحاول ويتدرب على الكرة الجديدة بشكل جيد. سر الرقم 11 جوهانسبرج (الاتحاد) - يقول هانس إن هناك سراً في الكرة، وهو سر الرقم “11”، حيث إن الكرة تتكون من 11 لوناً وهذه الألوان التي تتميز بها “الجابولاني” تمثل 11 لاعباً كما أنها تمثل اللغات الـ11 التي يتحدث بها شعب جنوب أفريقيا ومنها لغة الزولو والتي تم اشتقاق اسم الكرة منها وتعني بتلك اللغة “الاحتفال”، كما أنها تمثل شيئاً مهماً بالنسبة لشركة أديداس، حيث إنها الكرة الحادية عشرة التي يتم اعتمادها من قبل الـ”فيفا” لكأس العالم بعد أن تم اعتمادها للمرة الأولى في المكسيك عام 1970، وأضاف هانس أن تصميم الكرة جاء ليناسب الروح الأفريقية للبطولة وتقديراً لجنوب أفريقيا التي تستضيف الحدث. صنع في الصين جوهانسبرج (الاتحاد) - عن المكان الذي صنعت فيه الكرات، قال هانس كبير المهندسين في شركة اديداس إن التصنيع يتم في الصين التي توجد فيها بنية تحتية ممتازة من المصانع والأيدي المهرة، رافضاً أن يكون الدافع لذلك هو الأيدي العاملة الرخيصة؛ لأن الكرة يتم تصنيعها بواسطة الآلات، وأضاف أن الكرة الجديدة يتم إنتاجها في نصف ساعة مقارنة بأربع ساعات بالنسبة للقديمة، وتقوم “اديداس” بإنتاج 2000 كرة في اليوم عبر أكثر من خط إنتاج، مؤكداً أن كل كرة يتم تصنيعها تتعرض للكشف والاختبار قبل أن تخرج من المصنع، كما أنه لا توجد زيادة في أسعار الكرات بل تباع بالكلفة نفسها التي بيعت بها في المونديال السابق في ألمانيا 2006. ميسي وكاكا وبالاك ولامبارد خاضوا التجربة جوهانسبرج (الاتحاد) - عما إذا كانت الكرة قد خضعت للتجربة من قبل اللاعبين قبل أن يتم اعتمادها، أجاب هانس أن هذا الأمر قد حدث، حيث قام بعض النجوم بتجربة الكرة وتم الاستماع لآرائهم حولها ومن هؤلاء الألماني بالاك والإنجليزي لامبارد، كما أن الأرجنتيني ميسي والبرازيلي كاكا خاضا التجربة نفسها، مؤكداً أن معظم ردود الأفعال التي جاءت من قبل اللاعبين كانت مشجعة وإيجابية، وأضاف قائلاً إن هذه الكرة هي الأفضل في السنوات القادمة، مشدداً على أن كل شيء تغير في كرة القدم ومنها أشكال اللاعبين وطريقة تكوين أجسامهم، كما أن اللعبة أصبحت بدورها سريعة؛ ولذلك من الطبيعي أن تتطور الأدوات المستخدمة ومنها الكرة بالقدر نفسه، وأضاف أنه بعد هذا التطور المذهل للعبة فلا يمكن أن تكون كرة القدم مصنوعة يدوياً وبطريقة تقليدية. الكرة لا تتأثر بحالة الطقس جوهانسبرج (الاتحاد) - حول إمكانية تأثر الكرة بحالة الطقس كدرجات الحرارة المختلفة أو الأمطار والثلوج، قال هانس إن هذه الكرات يمكن اللعب بها في درجة حرارة منخفضة تحت الصفر أو في المناطق التي تتجاوز فيها الحرارة 40 درجة مئوية، مضيفاً أنه لا يمكن أن تتغير في أي حال من الأحوال. وقال هانس: من قبل، كنا نرى فريقين يخوضان مباراة قوية تحت الأمطار وعندما يصلان إلى الدقائق العشر الأخيرة ويكون اللاعبون في غاية الإرهاق، يزيد وزن الكرات القديمة بنسبة تساوي 20% على وزنها الطبيعي، مما كان يشكل عبئاً أكبر على اللاعبين، أما “الجابولاني” فلا تتغير ويكون وزنها نفسه منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©