الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زراعة التبغ.. لقمة عيش تفيض بالدموع والألم

زراعة التبغ.. لقمة عيش تفيض بالدموع والألم
14 ابريل 2011 20:13
شتلة التبغ أو شتلة الصمود والبقاء اسم ارتبط بالمزارع اللبناني، لا سيما الفلاح الجنوبي، الذي يرى في هذه الغرسة لقمة الدموع والمعاناة والدم، حيث قصص عن حكايات مأساوية، سقط فيها المزارع صريعاً مع «وريقات» التبغ، نتيجة لاعتداءات إسرائيلية، أو لغم أرضي، أو قنبلة عنقودية، ما أدى إلى شبه شلل، أصاب الشتلة والإنسان ووسيلة العيش، في ظل غياب البدائل لسدّ رمق القاطنين هناك. زراعة مضمونة النبطية، بنت جبيل، رميش، عين ابل، عيترون، مارون الراس، كونين ومعظم قرى الجنوب، تنتظر بلهفة وشوق كل مواسم زرع وغرس وقطف شتلة التبغ، وعند كل مزارع حكايته مع مرارة نبتة، وعذابات غرسة، وتجاعيد أياد جبلت التراب، على أمل «غلة» محصول تعطي المزارع بسمة أمل. تحولت زراعة التبغ في الجنوب، إلى تراث وتقليد لا يمكن للمزارع الاستغناء عنهما، في ظل انعدام وجود أي بدائل للعمل، خصوصاً وأنه يعمل فيها أكثر من 80 بالمائة من السكان هناك، بمختلف فئاتهم الاجتماعية والمهنية، ويقول المزارع محمد دكروب «نفرح في كل موسم، حين نرى طرود الورق اليابس للتبغ، معلقة على الأسلاك والحبال والرفوف، لكن ما يحزّ في نفوسنا، مزاجية التخمين للأسعار، التي تتفاوت نسبتها بين قرية وأخرى، فيحدد سعر الكيلو وفق آلية غير معروفة وغير محددة». ويشير أحمد فوعاني إلى حسنات زراعة التبغ، قائلاً إنها الزراعة الوحيدة المضمون تصريفها، وشراء محاصيلها، وهذا الأمر يساعد المزارع على قضاء أموره الحياتية ومتطلبات العيش، حيث يتم تأجيل كل شيء من أقساط مدارس وطبابة وشراء أي سلعة، لحين قبض «غلة المحصول». والنظام الرسمي المعمول به لزراعة التبغ يسمح برخصة واحدة لكل أربعة دونمات، ولا يحق للمزارع أكثر من رخصة. ويتابع «هذا الواقع دفع العديد من العائلات إلى استئجار رخص وأراض زراعية لزيادة الدخل من أجل استمرارية الحياة». ويوضح حسين بزي أن هذا القضاء ينتج حوالي مليون ونصف المليون كيلو جرام من التبغ سنوياً، بقيمة تصل إلى ملايين الدولارات، ويتركز الإنتاج في معظم القرى المحيطة بالمدينة، وتعيش أكثر من 12 ألف عائلة من مردود هذه الزراعة، والمؤسف بحسب بزي، أنه لا توجد ضمانات صحية وغيرها لهذه العائلات. إيجابيات ومعوقات يقول مدير عام إدارة حصر التبغ والتنباك ناصيف شعلاوي، إن إيجابيات هذه الزراعة، أنها لا تتطلب استثمارات ولا رساميل، بل عناية تامة، خصوصاً أن نجاح الموسم ووفرة الإنتاج يتمان في أراض قليلة الخصوبة، لا تلائم زراعات أخرى بحاجة إلى أراض شجرية ومروية، وتصلح لأنواع معينة من الزراعات. وقدّر شعلاوي عدد مزارعي التبغ في لبنان بنحو 25 ألف عائلة، أي ما يقارب 150 ألف نسمة، وتشكل منطقة الجنوب العمود الفقري لزراعة التبغ. أما لناحية الإنتاج فإنه أوضح أنه في حدود الـ 600 ألف طن من التبغ، و1,6 طن من التنباك. ويقول رؤوف عواضة، وهو من المزارعين القدامى في مهنة التبغ، إن التخزين والتخمير لهذه الشتلة يتم لمدة زمنية محددة، ثم تأتي عملية الفرز والتوضيب بواسطة مصانع الفرز، حيث يصدر نحو 90 بالمائة من التبغ، والباقي يستخدم في الصناعة المحلية. أما عن العوائق يقول إنها كثيرة ومنها الاعتداءات الإسرائيلية، حيث خسر الجنوب في يوليو 2006، أكثر من 90 بالمائة من الإنتاج الزراعي لهذه الشتلة، مضيفاً أن ندرة الأمطار، وسوء الأحوال الطبيعية، وإهمال الحكومة لهذه الزراعة، ومزاجية التخمينات في الأسعار كلها عوامل سلبية تحدّ من انتشار زراعة التبغ. من جانبه، يقول رئيس اتحاد مزارعي التبغ في لبنان حسن فقيه إن تحسين هذه الزراعة يتم عندما تزاد الكمية المشتراة وهي بحدود المليوني كيلو جرام، حسب التوصية التي أقرها المجلس النيابي، وإن إنشاء مجلس وطني أعلى للزراعة في لبنان، تتمثل فيه القطاعات الحكومية والنقابية، لدراسة أنجع السبل لتطوير الزراعة، وتحسينها ومكننتها، لتستطيع مواجهة الأسواق، كلها ضرورات لتفعيل الزراعة في الاقتصاد اللبناني.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©