«زفانة الدعن» تستعيد بريقها في أيام الشارقة التراثية

تشهد أيام الشارقة التراثية في كل عام احتضانا جميلا للمهن والحرف الشعبية عبر استضافة العديد من المواطنين الذين حافظوا على مهن وحرف آبائهم وأجدادهم في سائر أنحاء إمارات ومدن الدولة، وتأتي جمعية “شمل” للفنون برأس الخيمة، لتسهم بشكل فعال للمشاركة في أيام الشارقة التراثية في عروض البيئات الحية كالبيئة الجبلية وحرف ومهن أهل الجبال، ومعرض البيئة الزراعية وحرف ومهن البيئة الزراعية، ومعرض الأدوات الزراعية والبيئة البدوية وحرف ومهن البيئة البدوية وعازف الربابة في بيت الشعر والبيئة البحرية وحرف ومهن البيئة الساحلية وعروض الفنون البحرية والأكلات البحرية. وفي قسم الحرف الشعبية حضر كل من الوالد عبدالله الهفيت وشقيقه خميس، والوالد علي الشحي، من إمارة رأس الخيمة للمشاركة في فعاليات أيام الشارقة التراثية، لتعريف الجمهور تحديدا بمهنة “زفانة الدعن”، خاصة وأنهم جميعا أعضاء في جمعية شمل للفنون برأس الخيمة. ويقول عبدالله الهفيت “ليست هذه هي المرة الأولى التي نأتي فيها للمشاركة في أيام الشارقة في أيام الشارقة التراثية، وذلك من أجل تعريف الأجيال الجديدة من الشباب الإماراتي بالعديد من المهن والحرف الشعبية وعلى رأسها حرفة “زفان الدعن”، فقد كنا في الماضي نستخدم الدعن لصناعة العرشان والخيام التي كانت تصنع في الماضي من مكونات النخلة وهي الدعن، والذي هو عبارة عن سعف النخل بالإضافة إلى الحبل الذي يصنع بدوره من سعف النخيل، ونحن نقوم أيضا كذلك بتعريف الجمهور بصناعة الحصر والخصف والجربان، حيث أن الجراب معروف باستخدامه في الماضي لتخزين التمور”. ويضيف خميس “كنا نستخدم الدعن أيضا في صناعة مختلف أشكال البيوت القديمة في الماضي مثل “الكرين” و”اللوجه” التي تشبه خيمة السكن، كما نصنع منها الحوش (جدران حوش البيت/ الفناء)، بالإضافة إلى صناعة باب العريش وباب “الزفاره” الذي كان يصنع من الجريد الخال من السعف”. من جانبه، يقول علي الشحي”لقد توارثنا مهنة زفانة الدعن منذ الطفولة أبا عن جد، ونحن ما زلنا نقوم بهذه المهنة حتى اليوم على سبيل استعادة تراث الآباء والأجداد وتوصيله للأجيال الجديدة، الذين لا يعرفون الكثير عن هذه الحرفة التي كنا نستخدمها قديما أيضا في صناعة البرجيل (برج التهوية قديما) حيث كانت تدخل في صناعة البارجيل مواد مثل السعف والخيش، علما بأننا كنا ننتج من سعف النخيل في الماضي قرابة 25 مادة منها السفرة والمهفة والحصير والمديد على سبيل المثال”.