السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«عبود».. الحكايات حين تكون وطناً بديلاً

«عبود».. الحكايات حين تكون وطناً بديلاً
8 مايو 2018 21:25
عصام أبو القاسم (الشارقة) يمكن للحكاية التي ترويها الأم لأطفالها أو التي يقرأها الواحد منا في كتاب، أن تكون المأوى أو الوطن البديل، بالنسبة للروائي والقاص والشاعر السوداني عباس علي عبود، وفي مقدور المرء أن يجد في الواقع الافتراضي للمحكيات ووقائعها وشخصياتها المتخيلة، حياةً حيويةً وأكثر صدقية وحميمية من تلك التي حُكم عليه، لسبب أو لآخر، أن يحياها! هذا ما قاله عبود، في مداخلته، التي قدمها مساء أمس الأول، في منتدى السرد، الذي ينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ فرع الشارقة، بمقره في قناة القصباء، مشيراً إلى أن الواقع «كلما ازداد شراسةً، وغموضاً، تتجلى الحكاية كأبهى ما يكون، كمرفأ للحنين، فالحكاية هي المأوى»، كما أن الحكاية، وفق عبود، يمكن أن «تصحح» الواقع وتجعله أقل وحشةً وضراوة، وقابلاً لأن يعاش! ويتبنى عبود وجهة نظر نقدية تجاه الحال السياسي في بلاده، منذ ثلاثة عقود، ويبدو أنه وجد في التخييل الإبداعي تعويضاً لما فقده في الواقع، وهو ذكر للحضور في الأمسية، التي قدمها وأدارها القاص الإماراتي محسن سليمان، أن علاقته بالحكاية بدأت منذ الصغر، عبر ما كانت ترويه أمه من قصص عن «أم كشونة» و«ساحرات النهر»، وفي المرحلة الدراسية الأولية قال إنه كان يحفظ حفظاً المختارات القصصية في كتب «المطالعة» المقررة، مثل «الفرد ورجال الشمال» و«أندرو والأسد»، وفي مرحلة الشباب وموجة البحث عن اتجاه أيديولوجي كانت أشعار محمود درويش ومحمد عبد الحي، إلى جانب نصوص آرثر رامبو وكتابات جان بول سارتر، ولوحات سلفادور دالي.. كانت هي الأغاني والمعاني الجديدة والبديلة. وتعكس حياة الكاتب السوداني الذي أصدر أخيراً روايته «مفازة الإياب» حالة لافتة من التجوال والانتقال بين البلدان، فمن مدينته «الكوة» ارتحل إلى «الخرطوم»، ومنها إلى مدينة «خاركوف» الروسية على أيام الاتحاد السوفييتي، ثم «لينينغراد»، وابتداء من العام 1988 راح ينتقل بين أثينا وبغداد وبنغازي وطرابلس والقاهرة، ومن ثم عاد واستقر لثمانية أعوام في أوديسا بأوكرانيا قبل أن يعود إلى الخرطوم، ثم ينتقل إلى العاصمة المصرية متفرغاً للكتابة منذ 2003. وشهدت الأمسية تقديم ورقة نقدية حول المشروع السردي لعباس علي عبود، قدمها الناقد السوداني حاتم الشبلي، وأبرز من خلالها الثيمات والخصائص الأسلوبية في نصوص عبود، مشيراً إلى أنها ترتكز غالباً على الأساطير والحكايات الشعبية لتقدم صورة سردية محاكية للواقع الراهن. كما قدم الشاعر خالد عمر شهادة مفعمة بالمحبة حول التجربة الإبداعية لعبود، وتطرق من خلالها إلى أيام اغترابهما في ليبيا، وكيف تشاركا في خلق واقع مغاير لذلك الذي اضطرتهما ظروفهما إلى عيشه!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©